عدن يوم 14 أكتوبر.. عيد واحد وأكثر من ساحة للاحتفال (تقرير)
- خاص- أدهم فهد الأحد, 15 أكتوبر, 2017 - 01:22 صباحاً
عدن يوم 14 أكتوبر.. عيد واحد وأكثر من ساحة للاحتفال (تقرير)

[ من احتفالات الحكومة في عدن بذكرى ثورة 14 أكتوبر ]

مرَّ يوم 14 أكتوبر بسلام على العاصمة المؤقتة عدن، والتي احتضنت ثلاث فعاليات مختلفة، كان للحكومة الشرعية نصيب منها، حيث نظمت عرضا عسكريا مهيبا حضره رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر وقيادات عسكرية وأمنية أخرى، بينما نظم ما يعرف بالمجلس الانتقالي الجنوبي فعالية احتفالية بمديرية المعلا، مقابل فعالية أخرى نظمتها فصائل الحراك الجنوبي.

وتميزت ذكرى ثورة 14 أكتوبر هذا العام بالحضور الحكومي البارز والذي حرص على إظهار نفسه قوياً من خلال تنظيم عرض عسكري لمجموعة من الوحدات الأمنية والعسكرية، وهو الأول من نوعه منذ تحرير العاصمة المؤقتة عدن من قبضة مليشيا الانقلابيين.

كلمة رئيس الوزراء بن دغر، خلال العرض العسكري، ركزت في مجملها التأكيد على مضي الشرعية نحو اليمن الاتحادي، محذرا من التخاذل عن دعم الشرعية أو التفكير في السطو على السلطة بالقوة كما حدث في صنعاءً وهي رسائل موجهة للمجلس الانتقالي الجنوبي، كما فسرها مراقبون.

فعالية ما يعرف بالمجلس الانتقالي الجنوبي، كانت هي الأخرى إحدى أبرز الأحداث، التي شهدتها العاصمة المؤقتة عدن في 14 أكتوبر، فقد احتضن شارع الشهيد مدرم بالمعلا، فعالية احتفالية حضرها محافظ عدن المقال عيدروس الزبيدي ومجموعة من أعضاء مجلسه الانتقالي، بينما احتشد المئات من أنصاره، ليستمعوا إلى بيان رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي، والذي حمل في طياته توجيهات لأنصاره، وتحذيرات للحكومة الشرعية، وأيضا دعوة للتحالف العربي لاعتماد المجلس الانتقالي شريكا في إدارة المحافظات الجنوبية المحررة.

وحملت النقطة الثانية من بيان الزُبيدي، دعوة للتصعيد الشعبي ضد حكومة بن دغر، والتي وصفها بالفاشلة، معتبراً إياها بالمستضاف المؤقت، حيث اتهمها بالفشل في توفير الخدمات وممارستها العقاب الجماعي بحق ما أسماه بشعب الجنوب، داعيا أنصاره للتحرك الفاعل مع التوجيهات التي ستصدر في هذا الصدد، وتعتبر هذه الخطوة الأولى من نوعها حيث يعلن المجلس الانتقالي عداءه للحكومة الشرعية وبشكل علني.

وعلى سبيل الطرفة، دعا ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي، أعضاء المجلس الانتقالي والذين يحتفظون بمناصبهم لدى الشرعية، إلى تقديم استقالاتهم ليطبقوا حرفيا دعوات التصعيد الشعبي لمواجهة الشرعية، وليثبتوا مصداقيتهم أيضا، ويذكر أن أربعة من أعضاء المجلس الانتقالي الجنوبي، لديهم مناصب حكومية رفيعة وهم: محافظ الضالع فضل الجعدي، ومحافظ لحج ناصر الخبجي، ووزير النقل مراد الحالمي، ووكيل أول محافظة لحج وضاح الحالمي.

ودعا الزُبيدي دول التحالف العربي لإيقاف ما أسماه ببرنامج التدمير الممنهج الذي تنفذه الحكومة الشرعية لتقويض الانتصار الذي تحقق بالروح التضامنية في الميدان بين المقاومة الجنوبية والتحالف العربي، واعتماد الشراكة بين التحالف والمجلس الانتقالي الجنوبي لإدارة المناطق الجنوبية المحررة بدلا عن الحكومة الشرعية.

ولم يكن الحضور الشعبي لدى فعالية الانتقالي الجنوبي قويا بالرغم من الترويج الإعلامي الذي سبق الفعالية بأيام، فقد تداول ناشطون صورا تظهر حشود الانتقالي وهي تبدو هزيلة ولا تتجاوز خمسة آلاف فرد.

ساحة العروض بخورمكسر، كانت أيضا مسرحا لفعالية نظمتها فصائل في الحراك الجنوبي، والمعارضة للمجلس الانتقالي الجنوبي والدور الإماراتي الذي يقف خلفه، حيث نادت هي الأخرى بضرورة انفصال جنوب اليمن عن شماله.

وضمت فعالية ساحة العروض، التي حضرها مئات المواطنين، عددا من القيادات ورموز الحراك الجنوبي أبرزهم النائب الأول لمدير أمن عدن أبو مشعل الكازمي، ومأمور مديرية البريقة هاني اليزيدي، والقيادي بالمقاومة سليمان الزامكي، والقيادي في الحراك الجنوبي صلاح الشنفرو، وهي شخصيات معروفة بمناهضتها للدور الإماراتي في المحافظات الجنوبية.

وكان لصور شهداء المقاومة حضورا بارزا في فعالية ساحة العروض، إلى جانب الأعلام التشطيرية، بعكس فعالية المعلا والتي نافست فيها أعلام دولة الإمارات الأعلام التشطيرية.

وكانت كلمة القيادي بالمقاومة ومأمور مديرية البريقة هاني اليزيدي، الحضور الأبرز في فعالية ساحة العروض، فقد تطرق إلى قضايا الانتهاكات والإخفاء القسري، والتي تمارس بحق أفراد المقاومة والمدنيين على حد سواء، مؤكدا على موقفه الرافض لها، فهي على حد تعبيره أعادت ذاكرة الجنوبيين إلى حقب ماضية غلبت عليها الصراعات السياسية المصبوغة بالمناطقية. وأضاف اليزيدي بأن مناسبة 14 أكتوبر هي مناسبة وطنية، يحتفل بها الجنوبيون عموما وليست حكرا على طرف دون آخر، مبديا امتعاضه من بعض الأطراف التي تستغل هذه المناسبة للترويج لمشاريعها السياسية، داعيا في الوقت ذاته المواطنين الجنوبيين إلى نبذ العنصرية ووقف حملة التخوين الممارسة ضد بعضهم.

أما النائب الأول لمدير أمن عدن، العقيد أبو مشعل الكازمي، فقد قال "لم نرفع سوى أعلام الجنوب وصور شهدائه، فلسنا عبيدا لكي نرفع صور الأصنام، ولا أحد وصي على الجنوب". وأبدى الكازمي استغرابه من الاتهامات التي كيلت له ولرفاقه الذين عارضوا المجلس الانتقالي، وقال "نحن من كنا بمقدمة صفوف المقاومة خلال اجتياح الانقلابيين، ولكن لمجرد اختلافنا معهم اتهمونا بالعمالة والخيانة".


التعليقات