تصعيد المجلس الانتقالي .. إلى أين سيقود جنوب اليمن؟ (تقرير)
- خاص الخميس, 30 نوفمبر, 2017 - 10:38 مساءً
تصعيد المجلس الانتقالي .. إلى أين سيقود جنوب اليمن؟ (تقرير)

[ عيدروس الزبيدي وقيادات بالمجلس الانتقالي الجنوبي ]

تزداد وتيرة التصعيد ضد الشرعية في جنوب اليمن، الذي يقوم به ما يُسمى بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي"، المدعوم من دولة الإمارات العربية المتحدة.
 
وأصدر رئيس ما يُعرف بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي" عيدروس الزبيدي، اليوم الخميس، قراراً قضى بتشكيل قيادات محلية للمحافظات الجنوبية السبع، وذلك أثناء حضوره فعالية إحياء ذكرى عيد الجلاء الذي احتفل به اليمنيون اليوم.
 
وكان رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر، قد ألغى الاحتفال بمناسبة عيد الجلاء الذي كانوا يقومون بالتحضير له منذ أيام، وذلك عقب اندلاع مواجهات عنيفة اليوم بين قوات الحزام الأمني التابعة لدولة الإمارات، والمدعومة بمجاميع مسلحة تابعة لما يُعرف بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي"، وقوات تابعة لألوية الحماية الرئاسية، في الطريق الواصل لمعسكر الثلايا بمديرية البريقة بعدن.
 
وذكر بن دغر في تغريدة له على موقع تويتر، "لا نقبل سفك الدماء لكي نحتفل.. لن نحتفل وهناك من يرى في احتفالنا بالذكرى الخمسين للاستقلال مشكلة، لتعود القوات المسلحة إلى مواقعها".
 
وكشفت مصادر محلية في العاصمة المؤقتة عدن عن مفاوضات تجري بين أطراف في الحكومة اليمنية والجانب الإماراتي، في محاولة لإحياء الذكرى الـ50 لجلاء آخر جندي بريطاني، بعد تعثرها اليوم.
 
وأفادت المصادر في سياق حديثها لـ"الموقع بوست" بأن الرئيس عبدربه منصور هادي مستاء جدا من منع إقامة الفعالية، وإعلان التراجع عنها، مشيرة إلى أن هادي هدد باتخاذ موقف يقلب الطاولة على الجانب الإماراتي، ردا على منع إقامة الفعالية، والتي كانت تتضمن عرضا عسكريا بحضور رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر.
 
وتزامن هذا القرار مع توتر ومواجهات حدثت في صنعاء بين شريكي الانقلاب (الحوثي/صالح)، فسر ذلك بعض المحللين بأنه يهدف إلى إثارة الفوضى في شمال وجنوب البلاد.
 
ويرى مراقبون أن قرار ما يُسمى بـ"المجلس الانتقالي" لن يُسفر عنه شيئا ولن يخلق واقعا جديدا كالانفصال، سوى الاستمرار بممارسة الضغط على الشرعية، واستخدام الإمارات لهذه الورقة من أجل ابتزاز بعض الدول لتحقيق طموحها الهادف إلى توسيع النفوذ في الإقليم.
 
الانقضاض على الشرعية
 
وفي هذا السياق اعتبر الناشط السياسي محمد المقبلي، القرار الصادر اليوم عن ما يُسمى بـ"المجلس الانتقالي" بأنه شكل من أشكال الانتقال المرسومة سلفاً، من قبل المندوب السامي في الجنوب (في إشارة إلى الإمارات) من خلال العديد من الخطوات.
 
وتوقع لـ"الموقع بوست" أن الخطوة التالية التي يحاول عيدروس انتساخها تتمثل بخلق كيان موازٍ للدولة في المحافظات الجنوبية، كمسعى للانقضاض على مؤسسات الدولة الشرعية.
 
فيما يعتقد الناشط السياسي نشوان العربي، أن الخطوات التي تتم في جنوب اليمن ليست بمعزل عن الترتيبات الإقليمية والأذرع المحلية التابعة لها، وخصوصاً أنها تزامنت مع منع الحزام الأمني الحكومة من الاحتفال بذكرى الاستقلال.
 
ورأى العربي في تصريحه لـ"الموقع بوست" أن كل تلك الترتيبات تحمل مؤشرات واضحة للارتباك السياسي الذي يعيشه الانتقالي في الجنوب، والذي يتموضع في مساحة خارج العمل السياسي، وخارج النضال التراكمي للحراك الجنوبي.
 
الفشل المُنتَظر
 
ويعتقد المقبلي أن خلق كيان موازي للدولة في الجنوب، سيقدم أنموذجا للتهور السياسي الذي سلكه انقلاب صنعاء، بفكرة المشرفين واللجان الشعبية التي عملت على إحلال لمؤسسات الدولة.
 
ويؤكد أن النسخة الثانية من الانقلاب في الجنوب ستفشل، معللا ذلك بالقول "لأن القائمين عليها بلا فقه سياسي كما هو انقلاب صنعاء، الذي أصبح فاسدا وفاشلا، وهما ثنائية النسخ الانقلابية في الشمال في الجنوب".
 
ويتفق معه "العربي" الذي أكد أن تلك الخطوات ستفضي لبروز كيان موازي واضح المعالم، يعرقل حضور مؤسسات الدولة في الجنوب، لكنه لن يصنع معادلة جديدة هناك، متمثلة بخلق واقع سياسي جديد في جنوب اليمن.
 
الجدير بالذكر أن ما يُعرف بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي"، تم الإعلان عنه في مايو/أيار 2017، ويعمل على إعاقة عمل الشرعية من أجل تطبيع الحياة في المحافظات المحررة وتحديدا العاصمة المؤقتة عدن.
 


التعليقات