فيصل علي

فيصل علي

إعلامي وأكاديمي يمني.

كل الكتابات
عداء الهاشمية السياسية لليمن
الخميس, 24 نوفمبر, 2016 - 05:31 مساءً

يراودني الملل وانا اهذي في معظم ما اكتبه عن الهاشمية السياسية ، فاصبر واتصبر وأنا استشعر هذا الخطر الذي هدد بلدي وشعبي ، وأقول لنفسي يجب أن يفهم الناس من هو عدوهم ، عدو هويتهم ، ووحدتهم ، واخواتهم ومجتمعهم ، فكل الأعداء الوهميين الذين شغلنا بهم أنفسنا لم يكونوا سوى ستائر وواجهات خادعة لهذا العدو.
 
وأنا أتأمل تاريخ هذا البلد المغيب عن الذاكرة ، وأرى هدم ملامح هوية شعبنا وحضارته أشعر بأن الواجب إعادة فهم حقيقية كره الهاشمية السياسية لهذا البلد ، فيخبرنا التاريخ أن ملك اليمن ذو الكلاع الحميري اندفع بجيشه وشعبه نحو المدينة مهاجرا ملبيا النداء ، مدركا أنه في الطريق الصحيح الذي سارت عليه الأوس والخزرج القحطانيتين ، وأن هذا الدين السماوي يربط ما بين الأرض والسماء ، وينهي حالة التيه التي لحقت بالناس ، ويوفر إجابات عجز عن الوصول إليها الناس ، مدركا أن البحث عن الحقيقة وإتباعها هو الصحيح.
 
مثل اليمنيون عليهم السلام أولى طلائع الحضارة الإنسانية التي اتبعت الحق وناصرت الرسول الذي شاء الله أن يظهر في احقر قبيلة عربية وأقلها شأنا وأبعد عن الحضارة ومعاني الإنسانية قبيلة الاستبضاع وذات الريات الحمر ووأد البنات ، ودليل حقارتها أنها لم تعترف بالرسول وحاربته واذته فاحتضنه اليمنيون من اوس وخزرج وإلى أن " جاء نصر الله والفتح" مكلالا بأعلام اليمن ممهورا بختم حمير فانتصر الرسول على قريش ودخل مكة عنوة وأهلها ما بين منافق كذاب ، ومؤمن متقي "محمد والخميس".
 
كان الجيش اليمني هو من أرسى دعائم دولة أبي بكر وعمر وعثمان ، وعندما كثرت الفتن في المدينة كان الجيش اليمني في أرض العراق والشام فاتحا الطريق نحو عالمية هذا الدين محولا الغساسنة والمناذرة إلى جيوش جديدة ترفع راية التوحيد .
 
وعندما تواجهت قوات قريش في صفين مع قوات الشام وجلها من اليمن كان النصر لجيش اليمن فمن نصرته اليمن لا يغلب، فكان ذو الكلاع الحميري يقود الغساسنة الحميريين وجيشه الذي قدم به من اليمن يقول لمعاوية الأموي "عليك أم تخطيط وعلينا أم فعال".
 
وفي العراق بعد 90 عاما من صفين أو تزيد كان جيش اليمن يخطط مدينة بغداد مع أبي جعفر المنصور ، كانوا حينها قد مالوا عن أمية الذي غربت دولته، وكانوا مع هارون الرشيد وهو يطيح بثورات العلويين والبرامكة ، فكان الرد هو قدوم الازعر الرسي إلي اليمن انتقاما من صفين إلى الإطاحة بالعلويين في العراق.
 
زور التاريخ وقيل أن الرسي القادم للانتقام من اليمنيين جاء حكما في خولان ابن عامر ، وبدأت الحرب تاخذ طابعا أخر مبتدئا بتكفير أهل الحكمة والإيمان وخلط عقائدهم بعقائد الفرس ، وبدأت الحرب ضد الهوية اليمنية ونسف كل حضارة اليمن وتخريب الآثار وطمس العمران وسرقة النقوش، وطمس العادات والبسط على المقتنيات ، حتى الزي اليمني صار زيا زيديا ، التوزة الحميرية صارت هاشمية واشياء يصعب سردها الآن.
 
علينا إعادة قراءة تاريخنا بعناية إن أردنا بناء دولة يمنية بعد كل هذا البؤس والحروب التي دمرت البلد وهزمت الذات اليمانية ، ومزقت الهوية، وصرنا نضرب وجوه بعض لإرضاء سدنة الهاشمية السياسية الإمامية وخرجنا مع الفاضل ضد المفضوا ، والقتلى من قبائلنا ووالينا إماما ضد إمام، وصار أئمة اليمن في الدين والدنيا من قريش فخرجنا عن إطار الفاعلية وتردت البلد إلى الحضيض.
 
ما الحل ؟
 
الحل في المعرفة في إعادة قراءة التاريخ في القيام مع صعاليك الله الحميريين لإعادة كتابة التاريخ اليمني من جديد.
 
نقطة ومن أول السطر.
 
مقاومة ومقاومة ومقاومة .. هذا هو الطريق الآن والباقي يتبع يا صعاليك الله ..
 

التعليقات