الناشطين وزيف البكاء
الأحد, 01 يناير, 2017 - 07:56 مساءً

بكاء وعويل الناشطين ساكني الفلل  والفنادق والشقق والشاليهات بدون ألمٍ ودموع  وشعور، لأن دماءهم غير دماء المحاربين التي أشعلتها القذائف والنيران وشرائك الألغام الفردية والجماعية المخفية منها والظاهرة، فشعور المحارب الخائف القلق في عمق المعركة يختلف كلياً عمن هو مطمئن في آمان بعيداً عنها.


من حق الكل التعبير عن مشاعره وأرائه الداعمة للحقيقة والناقدة بصدق، بشتى الطرق والوسائل الممكنة إزاء ما جرى ويجري أو سيجري للهابطين على إثر "التجييش" أو للقناصين في تعز أو في صعدة أو مأرب أو صنعاء أو حتى في إسرائيل وإلبوا.


  والحقيقة الثابتة بأن ارتكاب جريمة القنص واحدة لا تتجزءا وأن القناص المستهدِف للمرأة والطفل والأعزل والمدني غير المحارب، وقتلة عمداً مع سبق الاصرار والترصد لكل من يعبر دون تمييز، جريمة قتل وحرابه يستحق مرتكبيها القتل حداً وقصاصاً أينما كان محل الجريمة لأنه قتل للنفس وإرهاب للمارة وقطع للسبيل.


والمحزن أن المناكفات السياسية والحرص على ركوب سفن الصراع التي تبحر على دماء اليمنيين شوهت وجوه البعض منهم، ونزعت من أرواحهم أصل الحياء وجعلت منهم متسولين بدماء الأبرياء وباعة متجولين بأرواحهم، لأنهم لم يذوقوا مرارة حزن آباء الضحايا وأبناءهم  ولم يحسوا بألم الموت ووحشة الفراق.


جرائم قتل وحرق ودمار بِنَفَسٍ طائفيٍ مقيت، تمارس في تعز ويعيش بعض أبنائها طفيليٌ على ما يدور هناك، فنبيل الصوفي يعتبر أن "لواء الصعاليك، هو أول تجلي مناطقي للحروب الداخلية في اليمن" أنا شخصياً صارت نفسي تعاف مصطلح الصوفي والمصوفه لأنها رديف الدجل والمياسيم والكذب والشعوذة، الصوفي يعتبر كتائب الحرب في تعز من أبنائها تجلياً طائفياً، طيب وكتائب الحسين وكتائب الموت وجيش الحرس العائلي ماذا تسمية يا سليل الدروشة؟ أناس تعطي رقابها فداءً للحرية والحق وفي سبيل الوطن، والمشعوذين يقتاتون بها على موائد أسيادهم يا للعجب!


أمة العليم السوسوه دعت إلى إيجاد حل للأطراف المتصارعة في تعز، اندهشنا يا سوسوة ألوية الجيش بعتادها وقادتها وأفرادها من خارج تعز وكتائب الموت والزحف والحق الإلهي تسمية طرفاً في صراع بين أبناءها يا أمة ؟ والله كنا نتعشم أن يثمر تعليمك وعيشك في تعز أو حتى إنسانيتك ياسوسوه! وكنا نظن أنك قد جاوزت الأمراض الاجتماعية التي نعيشها اليوم حرباً وحزن.   


الدماء والأرواح اليمنية متكافئة في القدر والحقوق والواجبات، ولا توجد دماء ذهبية وأخرى فضية أو من ذهبٍ أو نحاس، لأن المراقب بكل وضوح وبملء عينيه يرى أن هناك مكايل وموازين متفاوتة، لتقدير ما يجري من قتل غير مبرر خارج نطاق القانون وانتهاك للحرمات وسجون مليئة بالأبرياء دونما تهم واضحة أو محاكمات عادلة، منهم من قضى نحبه فيها ومنهم من أُطلق صراحه بعد أن شُلت قواه ومنهم من لا يزالون وراء القضبان مكبلين بالقيود.


وفقاً لتقدير أحد الكتاب أن الشعب اليمني جاء في المرتبة الثانية تقديماً للشهداء بعد الشعب الجزائري  تضحية وفداء في سبيل حريته وانعتاقه من الظلم والتمييز على أساس عرقي أو مذهبي أو ديني،  لإيمانه العميق بما توافق عليه فلاسفة السياسة وعلى رأسهم "توماس جونسون" وهو أن الناس خلقوا  متساوين في الحق في الحياة والتملك والتفكير بلا عائق والتعبير عن الرأي بشتى الوسائل الممكنة والبحث عن السعادة، فالمبادئ التي جبل الانسان عليها وأودعها  الخالق في ذاته تعتبر حقائق ثابته لا يجوز لأحد المساومة عليها أو التنازل عنها بأي حالٍ من الأحوال.
 

التعليقات