المخلافي في الواجهة
الثلاثاء, 14 فبراير, 2017 - 05:54 مساءً

 يقول المثل العربي الشهير "الذئاب تعوي والقافلة تسير" هذا المثل يمكن إسقاطه على قافلة سياسة اليمن الخارجية وحاديها الأستاذ عبدالملك المخلافي وزير الخارجية ومهندس الدبلوماسية اليمنية في الوقت الراهن، وبكل تأكيد فإن هذه القافلة لن تتوقف في سيرها حتى بلوغ أهدافها ومراميها، سيما وأن الأستاذ عبدالملك حاملاً قضيتنا الوطنية في وقت ارتعشت فيه الأيادي واهتزت فيه السيقان.
 
 سعادة الوزير حادي القافلة الثورية الشبابية الوطنية منذ صباه، وحاملاً لواء الوطن الذي شب معه وامتزجت به روحه منذ نعومة أظافره، ولاحقته أطقم الأمن وهو ابن الثامنة عشرة من العمر بسبب نشاطه الوطني الهادف إلى تحرير العقل اليمني من مخلفات حكم الإمامة، وتحرير الوطن من كهنوت أنظمة الحكم المبنية على أسس هشة وغير وطنية حتى بعد قيام ثورة 26 من سبتمبر التي استحوذ عليها باقي فلول الإمامة وأنصاف الثوار المسكونين بعصبية القبيلة وغلبة القوة.
 
كما كان شعلة ثورية دائمة الاتقاد في ريعان شبابه، إذ لم يهادن اللصوص الذين انقلبوا على ثورة سبتمبر أيلول 62م وخانوا الأمانة الوطنية التي منحهم إياها الشعب اليمني، وعمدوا على تدمير كل أسس الدولة المدنية التي شرع فيها الشهيد إبراهيم الحمدي، وبسبب مواقفه الوطنية تم ملاحقته  من قبل نظام صالح وجواسيسه وغادر على إثر ذلك إلى سوريا ليظل فيها منفيا حتى قيام الوحدة اليمنية، ولو كان من عبدة المال وطالبيه لكان صفّق وزمّر للحاكم الفرد واغترف أموالا طائلة جراء ذلك كما فعل من يكيلون له التهم اليوم، لكنه أبى المغريات وترفع، لأن الوطن سكن قلبه وعشعش في حناياه وارتسمت صور الكادحين في حدقات عينيه، وبقي مؤمنا متمسكا بمبادئه الوطنية التي شذّبت روحه الوطنية وصنعت منه عبدالملك المخلافي الذي نعرفه اليوم.
 
الأستاذ عبد الملك المخلافي الزعيم الوطني القومي الأصيل، الذي يحمل راية المعركة القومية العربية ضد المد القومي الفارسي الهادف إلى طمس الهوية العربية وإعادة مفهوم تبعية الإنسان العربي لهم وفقاً لمفهومهم التاريخ المزيف،ِ وصاحب الروح الثورية النضالية دائمة الاشتعال التي لن تخمد نيرانها فحيح الأفاعي ونعيق الغربان ولا مهزومي الأمن القومي الهالك وثكالى الأنظمة الكهنوتية المتخلفة العتيقة، لأنه صاحب الثقافة الشاملة اللامحدودة وقاموس الحركات الوطنية العربية الأصيلة والمعاصرة التي رفعت هامته عالية حد السحاب ومشقت قامته حتى ساوى شوامخ الجبال التي عاش على ذراها في اليمن، ولن تنحني أو تنثني هذه الهامة الشامخة مهما دارت الدوائر وادلهمت بالوطن عاتيات الخطوب.
 
لا غرابة من الأقلام الجافة والرخيصة البائسة التي حاولت وتحاول النيل منه بمناسبة زواج نجله بعد تأخره سنين بسبب الظروف التي يمر بها الوطن، وأياً  كان الأمر يا سعادة الوزير، فلا تُرمى بالحجارة إلا الشجرة المثمرة ولا يغيض الأعداء إلا النجاح والريادة الوطنية الدائمة التي حظيت بها، وخطفت الأنظار وتركت معاقي العقول مشوهي الفكر جانباً في طريق الارتزاق، دعهم يموتوا بغيضهم " فالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله".
 
الذي يعرف الاستاذ عبد الملك المخلافي عن قرب لن يرخي مسامعه لما قيل عنه، لأنه الرجل السياسي الذي نذر حياته مناضلاً ومعارضاً في سبيل الحرية ومحاربة الكهنوت في الداخل والخارج، وعليه يسعى مرضى القلوب إلى تشويه تاريخه الوطني الثابت والنيل من نزاهته وحبه وإخلاصه للوطن، لأنه حارب الفوارق الاجتماعية المتجذرة بفعل النظام السابق، التي وسَّعَتْ بدورها قاعدة الفقر على نحو غير مسبوق، وحارب النظام الفاسد الذي تحكم بالسلطة والثروة وركزها بأيدٍ سحبتها من أطراف الوطن وموانئه وجباله وسهوله وقسمتها بين عصابات المراكز النافذة.
 
المعركة السياسية والدبلوماسية التي يقودها وزير الخارجية لا تقل أهمية عن المعركة العسكرية التي يخوضها الأباة الكُماة على الأرض، بل هي الرافعة الأساسية لأداء القيادة السياسية والدبلوماسية والداعمة للمقاتلين في كل جبهات القتال لاستعادة الدولة المختطفة، سياسياً واقتصادياً وإعلامياً، وهي الواجهة الوطنية الفعالة التي تمثلهم في المحافل الدولية وتبحث عن كل المخارج باسم كل الوطن.
 
 إنه وزملاؤه في الحكومة الشرعية يديرون عجلة التغير التي حاول المهزومين إعاقتها لأنه على يقين أنها لن تتوقف كما أشار في حديثه في ختام مؤتمر الحوار الوطني الذي ناضل فيه ليل نهار، واستخلص من خلال قراءته الواسعة الدروس والعبر التاريخية العميقة، ثم نثرها بين أيدي كل ممثلي الوطن كي يسيروا في اتجاه بناء الدولة المدنية والديمقراطية اللامركزية الحديثة، التي وقف في طريقها مهووسي السلطة والسيطرة والنفوذ، ثم أشعلوا الحرب التي ستأتي على بنيانهم من جذوره لتجتثهم ويرتاح الوطن.
 
بل إنه وكل رفاقه في ميادين المعركة متعددة الأبعاد امتداداً لمن سبقوهم من الثوار عبر تاريخ الحركات الوطنية المخلصين في شمال اليمن وجنوبه الذي قال فيهم الشاعر عثمان أبو ماهر رحمه الله.
 
يميناً بمجدك يا موطني سأمضي على الدرب لا أنحني
 
أنا الثائر الحُرُ رمز النضال وجندي بلادي ليوم القتال
 
 شربت المنايا كشرب الزلال وتوجت بالنصر هام الجبال
 
سنيناً مضت كان ظني بها مماتاً فكانت حياة الكرام
 
وجاء السلام سلام الختام تمخض عن حربنا المستدام

*د محمد شدادي اكاديمي يمني مقيم في ماليزيا.


 

التعليقات