وجوه يمنية.. عبدالرحمن مطهر
الاربعاء, 15 فبراير, 2017 - 10:08 مساءً

يا من سمع الظاهرة رحم الله والديه ... وعاشق النبي يصلي عليه...
 
هكذا كان يختم عبدالرحمن مطهر برنامجه اليومي الساخر في إذاعة صنعاء "مسعد ومسعدة"، مع حبيبة محمد.
 
صوتان ألفها وتابعهما الكثيرون... وثنائي الحلقة يستعرضان كثير من المشاكل اليومية بصوتهما عبر اثير الاذاعة منذ 1988م.
 
كانت البساطة موجودة والوضع الاجتماعي حاضر في كل مادة، وربما كان البرنامج أول برنامج ساخر في اليمن، ولو شق طريقه للتلفزيون ربما كانت شهرته أوسع.
 
قد ينتقد الكثير عبدالرحمن مطهر لطول الفترة التي قضاها في البرنامج دون أن يطور نفسه لكن مجرد استمراره في البرنامج وتنوع القضايا التي كان يتطرق لها منحه نجاحا يغطي على الجمود الذي يتهمه الآخرين.
 
اللهجة الصنعانية التي كان يقدم بها برنامجه جعلته أقرب الى الناس خاصة في محيط المدن القريبة من العاصمة صنعاء.
 
عبدالرحمن مطهر من أقدم الاذاعيين في اليمن وألتحق بإذاعة صنعاء بعد قيام ثورة سبتمبر بأربعة أشهر.. وكان مديرها أنذاك عبدالله حمران... وهو أول مدير لها بعد الثورة.
 
تخرج مطهر حاملا للشهادة الثانوية من احدى المدارس المصرية، وألتحق بالجيش اليمني لكنه فضل العمل الاذاعي لاحقا... واستطاع أن يتدرج فيه من محرر أخبار الى مذيع متألق، وفنان مشهور، وفازت اليمن خلال مسيرته بالعديد من الجوائز.
 
أخلص مطهر لعمله في الاذاعة ولم يمارس ما مارسه غيره ليحظى بالصعود المهني السريع، وطوال مسيرته عاصر العديد من وزراء الاعلام والعديد من مدراء العموم في إذاعة صنعاء، بالعديد من رواد العمل الاذاعي في اليمن، لكنه بقي على عهده مخلصا لمهنته ومجتمعه من خلال القضايا التي يشعر انه يساهم في علاجها داخل المجتمع اليمني.
 
الشعور بالتهميش ربما يتسلل إليه، ومعه في ذلك حق، فقد قدم العديد من البرامج في السابق والتي كانت ربما تؤهله للارتقاء أكثر كبرنامج مذكرات زوج هارب من البيت وعدة برامج أخرى وصولا الى برنامج "مسعد ومسعدة" وهو البرنامج الاطول في مسيرته المهنية.
 
وتظهر المقدمة الغنائية للبرنامج اهتماما بالعمل الاجتماعي، وهي إشارة لأكثر الاشياء ارتباطا بالانسان، متمثلا بالزوجة والغذاء الاساسي:
 
البيت المرة والحب الذرة
 
قولوا لمسعدة تقع مدبرة
 
تربي العيال والرب تشكره
 
ومسعد تسعده تجبر بخاطره
 
البيت المره والحب الذر
 
اما مسعد ومسعدة فهي الاسماء التي ابتدعها ثنائي البرنامج ليكونا السرد الحواري في القضية اليومية التي يعالجانها، وهو عبارة عن نقاش حول قضية معينة يتم التطرق إليها من مختلف الزوايا للوصول الى الحقيقة التي يريدان من المستمع ان يدركها.
فكرة البرنامج بدأت عندما كان هناك حاجة لمخاطبة الناس وحثهم على تلقيح أولادهم، ودفعهم نحو المراكز الصحية، وأسندت المهمة لعبدالرحمن مطهر، فأبتدع الفكرة الحوارية للبرنامج لتتلائم مع الواقعية، و تصبح أقرب الى الجمهور، وأكثر إقناعا له.
 
اعتمد البرنامج على فكرة ان "مسعدة" هي الطرف الذي لا يفهم، وزوجها "مسعد" هو من يقوم بإقناعها، و هذا الامر بحد ذاته كان يظهر القضية المطروحة في البرنامج محل حوار من كافة جوانبها، حتى تصل للمستمع.
 
عبدالرحمن مطهر هو ايضا شاعر وأديب، وكثير من اغاني الاطفال التي قدمها كانت من تأليفه، وبرع كثيرا في الشعر الشعبي، وأشهر قصيدة قالها تلك التي تصف الزوجات الاربع في حياة الرجل، وهي قصيدة لقيت تفاعلا شعبيا واسعا، لتضمنها العديد من التشبيهات الساخرة، فبعد ان سرد ابيات عن مزايا كل زوجة، وكأنه زوجا لأربع نسوة، اختتم القصيدة بأنه ليس متزوج بأربع، لكنه يرغب بواحدة تكون بمزايا الأربع، حين قال:
 
والصدق إن تشتوه مني
 
والله ما انا زوج اربع
 
هو غير في نفسي خصلة
 
أشتي زوجة مثل أربع
 
مسيرة نصف قرن من حياة عبدالرحمن مطهر تعني له ولجمهوره الكثير.
 

التعليقات