(واحد من الناس ) تراث القتلة
الأحد, 26 فبراير, 2017 - 05:16 مساءً

* أكثر من الف وخمس مئة عام تقريباً مرت على حرب "البسوس" بين ابناء العمومة العرب ،، بما فيها من احقاد وكراهية وثارات وفجور المنتصر وظلم الاقارب وانتهاك حرمات الاخرين بدعوى الحرب والثأر والانتقام للشرف والسلطة المسلوبة .
 
* ورغم مضي كل هذا الوقت الى اننا كعرب لا زلنا نمارس نفس البشاعة ونعيد انتاج تلك الحرب العبثية ولو بأشكال مختلفة ،، لم تختلف طريقة الثأر وثقافة النهب وظلم ذوي القربى كثيرا وان اختلفت الوسائل والذرائع والرايات ،،وكأن النهب والقتل ممزوج بأجسادنا وارواحنا .
 
* لا شيء تغير في ثقافتنا العنيفة ضد بعضنا ابداً ،، حتى ان الاسلام لم يستطع ان يسحق هذه الثقافة في نفوسنا بل حرف بوصلتها قليلاً بين فترات متقطعه فبدلاً من ان نقاتل ونقتل بعضنا وننهب ابناء عمومتنا واخواننا نذهب نحو الاخرين تحت راية الفتوحات والدعوة والجهاد ونستبدل النهب بالغنائم والصحراء بالمزارع والابار بالانهار ، والخيام بالقصور والمراة الواحده بالجواري والاماء والغلمان والسبايا وما ملكت اليمين.
 
* ومع ذلك كنا نعود لممارسة هوايتنا الدائمة في قتل بعضنا البعض ،، اذ لم يدم الامر اكثر من اربعين عاماً من وفاة الرسول الاعظم لتعود السيف لحز رقاب ابناء العمومه وطلباً للسلطة ايضاً ،، وطيلة تاريخنا ونحن نرتكب المجازر فيما بيننا.
 
* الامويون قتلوا رموز منافسيهم في السلطة تحت ذرائع عديده فجاء العباسيون اكثر ىحشيه ليقتلوا كل نسل بني اميه في ولية الغداء المشهوره وكانوا اكثر بشاعة في اقصاء الاخر وانتهاك حرماته بل ان احد اكبر المعارك كانت بين الاخوين الامين والمأمون ،، ومن ثم تأمرنا على بعضنا وادخلنا المغول لارضنا ،، وفي الغرب كان القسية وابناء عموتهم من اليمانية قد افنوا بعضهم وتأمروا على انفسهم فأضاعوا الاندلس ،، وكل الدول المتعاقبه والمتهالكة كانت سيوفنا ومن دمائنا وعلى رقابنا ،، نرتاح قليلا من قتل بعضنا لنعود مجددا لطلب السلطة لبعضنا تحت اي عباءة .
 
* جاء عهد الثورات والتحرر والاستقلال ودحر الاستعمار فجاء طلاب السلطة الجدد وقتلوا ابناء عمومتهم باسم القومية والتحرر والثورة والجمهورية والملكية والرجعية والشيوعية والامبريالية والاسلاموية والحزبية وبالديمقراطية ايضاً .
 
* هدأنا قليلا تحت سلطة الحزب الاوحد وتدرجنا الى سلطة عصبة الافراد الذين تخلصوا من رفاقهم في السلاح  والكفاح وفي القتل ،، وجاء عهد الحاكم المطلق بأمر الله وبأمر صندوق ال٩٩٪‏ الذي بدوره تخلص من رفاق العصبة مستعينا بكل تراث القتل وفنون القضاء والقدر خيره وشره من اجل سلطة الفرد وتوريث النجل هذه المرة .
 
* جاء الربيع فثرنا كشعب لكن القتلة ثاروا ضدنا وثاروا معنا ايضا فاختلط الحابل بالنابل ،، نسينا شعارات السلام والسلمية والمحبة والمساواة والعدالة والديمقراطية سريعاً وعدنا مجدداً مجدداً مجدداً الى تراثنا وممارسة هوايتنا في قتل بعضنا ونهب ارواحنا .
 

التعليقات