علي صالح.. اقنصوهم
الثلاثاء, 28 فبراير, 2017 - 08:25 مساءً

في الخطاب الذي ألقاه علي صالح أمام مجموعة من الغائبين عن الوعي المخدرين بموجات الوجع والخوف والفاقة والفقر، رسومٌ تحرك أياديها في الهواء العَدَمي، تصفق لا تدري لماذا، نطقت لسانه واغترفت من محتوى قلبه الطافح بالحقد والكراهية، "اقنصوهم اقتلوهم، دمروهم بالصواريخ لن نعود إلى بطون أمهاتنا مرةً أخرى" لسانٌ منبتها في القلب المليء بالحقد الجاهل، والخصومة الفاجرة، كائنٌ عشناه وهْماً وهَم، حرماناً ودمار جاء على كل ما بنته سواعد أبائنا.
 
قيل القلب محتوى، واللسان أداته، وقال آخر "اللسان مغرفة القلب" تنزع ما فيه وتخرجه للعلن بطريقة إيحائية خلافاً لنوايا القائل في جُل أحواله، لأن روحه الشريرة تلبسه أقنعةً سوداء لا يستطيع االرؤية إلا من خلالها.
 
لم يكن هذا الكائن يوماً حاكماً لليمن وفي باله للعدلِ شأنٌ ومكان، بل كان كتلة من الأرواح الشيطانية التي ترتدي تلك الأقنعة، وتستخدم متعهديها، لمسخ المريدين أتباعها، وبعد أن تولت الشياطين ذاتها عملية تشويه ذاته وغيرت محتوى فكره ووجدانه، وهذا عملها المعهود وفقاً لرواية أحد اليمنيين خدام الشياطين بعد توبته ورجوعه على قناة اليوتيوب.
 
 وتوافقاً مع جزاء المعرضين عن الله القائل " وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ" فقد قيض الله له الشياطين، وبعد تماهيه معهم حاز على شرف رفقتهم في صحوه ونومه وعند كل حركاته وسكونه فكان كما وصفه ذات مرة أحمد الأنسي وزير المواصلات الأسبق إبان حكمه "ذلك الشيطان الذي خلقه الله في صورة إنسان".
 
 لم يكتفِ علي صالح بالتحريض على قتل النساء والاطفال والمسنين والأبرياء والتشفي بدمائهم عن طريق القنص لأناسٍ مسلمين أبرياء، تنافياً مع أخلاقيات كل الشعوب وقوانينها يهوداً ونصارى كانوا أم هندوساً وصابئة عبدة الشياطين الحقيقيين ديانة وعقيدة.
 
  ولهذ فقد سكنته أرواح الشياطين وسكنها، وخالطت نسيج ملبسة حتى المساحيق التي يغطي بها تشوهات خَلقَهُ وخُلُقه، فتجاوز مسرحية الجن التي لعبها الأمام أحمد مع الشعب الذي لقب على إثرها بأحمد يا جناه، والتي كانت في إطار دائرة اللعب وإغواء الشعب بعرضه لفلمٍ سينمائيٍ هندي على الشعب، ليثبت قدرته على استخدام الجن وإرهابهم، ولم يصل إلى درجة التلذذ بدماء البشر كما يفعل الذئب نصيف صالح، الذي يفترس الشياة ويذبحها لأجل الذبح والاستمتاع برؤية الدم، وبرغم كل ما اعترى نظام حكم الإمام أحمد من سلبيات إلا أنه ترك للناس مادة بإمكانهم الكتابة بها عنه.
 
 لأنه وقف يوماً مع المواطنين ضد عسكره الذين امتهنوا سلب ونهب المواطنين في تعز مديرية صالة ، عندما قَتلَ أحد المواطنين أحد العسكر على إثر انتهاكه لحرماتهم، وانحاز حينها المقدم أحمد الثلايا إلى صف النَهَّابة من العسكر، وصنع الموهومين من حركته ثورة اسموها ثورة 55 ونسجوا من خيوطها روايات وأحداث ترددت عنه بعد إعدامه منها مقولةً حفظناها عن جهل بعد أن حَكَّمَ الإمام الشعب في قتله "لعن الله شعباً أردت له الحياة فأراد لي الموت" والتي لم يُحكِّم فيها الإمام الشعب، ولم يثبت لمقولته أثر بل شهد من أثق بعدالته وجميل صدقه ومن حضر الحادثة أنه لم يقل شيئاً البتة، وعُلقت بعد ذلك صوره على صدور المتاحف ورفوفها في لحظة زمنية شابها الكثير من اللغط والزيف التاريخي للأحداث.
 
وختاماً إن معين الحقد الأسود في قلب صالح لم ينضب بعد، وقد قارب عمره الثمانين، فمتى إذن سيجّف هذا المعين الآسن حقدا واضغاناً على هذا الشعب المصطبر عليه منذ عقود؟ كما أن قصيدة المقالح التي يقول فيها " كنا نعاني وشاحاً واحداً فهوى وأرهقتنا الوشاحات الطوابيرُ" لم تعد تطربنا، الوشاح هو السياف الذي كان يحمل سيف الإمامة لقطع رؤوس المخالفين لحكمه، كان وشاحاً واحداً يحمل سيفاً واحداً، أما رب الشياطين فقد صنع آلاف الوشاحات وخزن آلاف القناصات في مخازن استراتيجية لم تفلح طائرات دول مجتمعة سبر أغوارها والوصول إلى منتهاها، وجيشاً من الوشاحات يسفك دماء أبناء اليمن في كل اتجاه.
 

التعليقات