عن مناضلاتٍ جسورات لم يدركهن العالم بعد!
الإثنين, 20 مارس, 2017 - 01:06 صباحاً

أجل وأعظم واشجع حركة مدنية حقوقية حقيقية تناضل في ظل اسوأ سلطة فاشية عرفتها اليمن في تاريخها الحديث هي حركة نسائية بسيطة ومحدودة وبعيدة كثيرا عن الاضواء تتمثل في رابطة اسر المختطفين في سجون سلطة الامر الواقع في صنعاء.
 
كثيرون سمعوا عنها ولم يلتفتوا لنشاطها بقدر من الاهتمام والتقدير وربما أن الاكثر لم يسمعوا بها.. لكن ثمة اسئلة لمن سمع ومن لم يسمع..
 
هل سمعتم عن وقفة احتجاجية.. عن اعتصام.. عن تظاهرة.. عن فعالية مدنية ميدانية عن بيان شديد اللهجة يُقرأ فيُسمع مباشرة من الفم إلى الأذن.. عن كيان يعارض سلطة صنعاء ويواجهها باحتجاج سلمي مستمر في عقر دارها منذ عامين..؟!
 
من سمع صوتا قويا وشجاعا يعلو أصوات اولئك النسوة في زمن عز فيه ذكور المناضلين على هذه الشاكلة؟!
 
هل سمعتم عن فعل مدني يذكر بما كنا نتحدث وننظر عنها من حقوق سياسية ومدنية وحرية تعبير وتجمع وتظاهر واعتصام غير عظيمات تلك الاسر ومن يتضامن معهن او ينضم اليهن وهن ذاتهن لم يسلمن من يد القمع التي لم تراع قانونا ولا تقليدا ولا عرفا ولا خلقا.. ؟!
 
حينما استحضر تجربة عظيمة كاصحاب الخوذ البيضاء في سوريا اعصف ذهني بحثا عن نموذج موازٍ في اليمن بأكمله بما فيها المناطق الخاضعة لسيطرة سلطة هادي فلا اجد نموذجا بتلك الهالة المدنية والمكانة الانسانية سوى تلك الرابطة وإن اختلفت ادوات النضال والتضحيط والهدف..
هي حركة تذكرنا بذات احلام كانت حاضرة في وعي اغلب الناس ايام ثورة الكرامة مهما بدى للبعض انهن مجرد نسوة يتضامن مع انفسهن مع اقاربهن المظلومين المسجونين بمزاج ما قبل الدولة.. لكنهن فعلا بقية حلم ونواة أمل يزهر مستقبلا جميلا راقيا بحجم نضالهن الفريد..
 
فريد وعظيم اذ كشف كثيرا عجز المدنيين الابطال رموز الحقوق المدافعين عن الانسان بشروط اقلها سلطة رحيمة وكاميرات في المواجهة إن حسنت النوايا..
 
مناضلات جسورات بعبايات سوداء محافظة اغلبهن لديهن قضية انسانية عادلة يناضلن من اجلها بجلد وصبر ونزاهة لكنهن يفتقدن كثيرا التقدير والاهتمام الذي يستحقنه ربما بالقدر الذي يفتقدن فيه سلطة شبه محترمة تسمع نداءهن وتتعامل مع مطالبهن حتى بدافع النخوة والقبيلة ان عدمت قيم الدولة والعدالة والانسانية.
 
إنهن نساء اليمن .. عظيمات وان لم يتسنّ للعالم أن يدرك ذلك.
 

التعليقات