التطبيع مع الانقلاب
السبت, 25 مارس, 2017 - 04:07 مساءً

كلما اشتبكت بآراء الناس في الشارع وفي الحافلات كنت في معركة حية تقنصك الدهشة لإصرار الناس على المضي في جهالتهم و التنديد بالعدوان.

إن الالتفاف العجيب على الحقائق التي نعايشها كل يوم من قبل الانقلابيين أمر وارد وأكيد لكن تصديق هذا الالتفاف والتزييف من قبل قطع كبير من هذا الشعب يقول لنا أن محنتنا ستطول وأننا مازلنا بحاجة لتمحيص وصهر أكثر مما هو حاصل علينا .

و أن هذا الشعب يستحق أن تؤكل حقوقه ويسام صنوف الذل في معيشته فهو مازال ذلك الشعب الذي قال فيه المتنبي :
 
قومٌ إذا مس النعالُ وجوههم ... شكت النعالُ بأي ذنبٍ تُصفعُ
 
ما زالت الكثير من العقول ترزح تحت ضلالات وكذب الانقلابيين أن سبب المجاعة التي حلت بنا و ما آلت إليه حالنا والحرب التي تطحننا ما هو قوات التحالف بقيادة المملكة وما ضربته من حصار على اليمن .
 
شعب لا يجد قوت يومه ومازال يحتشد في الميادين ليهتف بحياة قاتليه هو شعب تستكثر عليه الحياة نفسها .
 
إنه الشعب الذي لا يدرك عدوه من صديقه والذي يتلقى بشغف الدواب للبرسيم كل ما يعبئ به رأسه و ما زال منه ذلك الذي يغلب مصالحه الحزبية على نفسه فكيف لا يعتلي ظهره أحقر القوم .
شعبٌ تستكثر عليه تعاطفك و رحمتك و دفاعك عن حقوقه مادام يبرر لقاتله فعلته, ويجد في الصبر على الظلم باب لدخول الجنة, مثلما كانت الثورة خروج على ولي النعمة .
 
التطبيع مع الانقلاب وتصويره كسدٍ في وجه العدوان هي الحرب الفعلية التي يجب مواجهتها بشتى الصور .

أنه القتل الناعم الذي يمارسه منظرو الحوثية وإعلامهم بأسم التعايش و الرضا بالواقع و الحال المفروض و هو أشد فتكا علينا من أسلحتهم و حربهم ما دام هناك من يصغي و يصدق دجل وخرافات الف عام من خبرة التدجين عن طريق التجويع والتزييف .
 
نصف عام يمر بلا دخل لنصف هذا الشعب يقول أنه بنصف عقل و بنصف كرامة و بنصف حياة ولا يستحق النصف الآخر .
 

التعليقات