ليلة الحزم
الأحد, 26 مارس, 2017 - 12:13 صباحاً

لم تكن الذكرى التي عشتها وعاشها الكثير من أبناء بلدي اليمن قبل عاصفة الحزم جميلة بل أنها من أسوء أيام حياتي كان الشارع مظلماً فقدت شيء أسمه الأمل بالحياة الكريمة.
 
 كان الحوثيون يراقبون مواقفنا المناهضة لمشروعهم الإرهابي كان أطفالهم في كل أزقة صنعاء الجميلة يحملون الأسلحة وفي شوارع عدن الحبيبة يقتلون المدنيين، لم تمر دقيقة واحدة إلا وأتلقى اتصال من زميل أو صديق نهب منزله أو أنتهك شرفه أو قتل، شاهدت بعيني هؤلاء الأوباش وهم يقمون بالسطو على أحد المباني وينهبون كل ما فيها من اثاث ومواد غذائية، شاهدت بعيني اطفال الأيتام يبكون بعد أن طرهم الحوثيون من مساكنهم الخيرية واستولوا عليها، شاهدت بعيني وهم يستولون على مبنى الصم والبكم ويطردون هؤلاء الفئة التي بحاجة للمساعدة.. كنت أبكي تارة، وافكر بالموت تارة اخرى ليس في يدينا شيء ممكن أن نقدمه لابناء بلدنا المنهكين والمقهورين، المشردين إبتداء من صعدة وحتى عدن وشبوة.
 
لكن الانفجار الشديد الذي وقع في الدقائق الاولى لـيوم الـ24 من مارس غير كثيراً من حياتنا وأنتشلنا من واقع اليأس الأمل، كنت منبهراً لا أدري أهل استمع إلى بيان التحالف العربي على التلفاز أو أكبر أو أرقص كانت ليلة سعيدة جداً بكل المقاييس لم أعشها طول حياتي ليلة إنقاذ الوطن.
 
ليلة انتصار فيها صبر الشعب اليمني المكلوم على فئة الضلال والظلام على المشروع الإيراني الإرهابي الذي لم يقدم لليمن شيء طوال العقود الماضية سوى الألغام والمتفجرات والفوضى والحروب والصراعات الدموية، أنها الليلة التي أنتصر فيها الحق على الباطل.
 
لقد كانت عاصفة الحزم خيار الأحرار والأبطال خيار شعباً مظلوم، مقهور، سيظل الشعب اليمني يدين بالعرفان لأشقائه في دول الخليج ولن ينكر هذه المواقف الاخوية إلا جاحد، وتبقى اليمن ملكاً لكل العرب وموطنهم الاصلي.
 
لم يعد الحزن يراودنا منذ انطلاق عاصفة الحزم مهما كانت التضحيات سوف نصل إلى دولتنا ونستعيد تاريخنا وحضارتنا ونظل سنداً وعضداً لأشقائنا الذين قدموا فلذت أكبادهم في سبيل انقا اليمن والشعب اليمني، شكراً للشعب السعودي ومليكها وقيادتها، شكراً إمارات الخير، شكراً للكويت وقطر والبحرين والسودان ومصر، والمغرب شكراً نقولها بملئ الأفواه.. دمتم ودام الأخوة والتحالف والتكاتف.

*احمد الشميري - صحفي يمني.

التعليقات