فاروق المفلحي

فاروق المفلحي

كاتب يمني مقيم في كندا

كل الكتابات
المرأة لماذا نقصيها؟
السبت, 15 أبريل, 2017 - 08:00 مساءً

كلما تأملت في أحوال المرأة الشرقية ، كلما صدمتني ظروف حياتها وقهرها وعناءآتها المستدامة. وكلما قارنت أحوال المرأة الشرقية بأحول المرأة الغربية ، وجدت ان سر أخفاق بعض الأمم هي في انها أقصت المرأة التي هي احد جناحي المجتمع، وبدونها فالمجتمع يعجزعن التحليق. وعنها قال أمير الشعراء- أحمد شوقي-.
 
ملي بتربية النساء فأنها* في الشرق علة ذلك الإخفاق
ويقولون في كندا ان الأمومة هي عمل عظيم وهام، وهي التي تشكل مداميك الرقي والشموخ لأي مجتمع.لذا فهم يدعمون الأم بكل اسباب الراحة والدعم المالي لتتفرغ لتربية صغارها ، بل انها تتمتع بإجازات مدفوعة عند الحمل والرضاعة بل وتحصل على دعم مالي سخي لرعاية الصغار حتى بلوغهم 18 سنة.
 
هذا الطفل هو أعظم منتج وأهمه ، وعليه تقع مسؤولية بناء المجتمع على كتفيه او كاهله ومستقبلا سوف يقع حمل الامة ورقيها وسؤددها عليه .
 
في -الشرق- نرى الهوان، ويمتد هذا الهوان من الهند وحتى مصر ، وكل القارة الأفريقية حيث نرى المرأة مهيضة الجناج تعيش على هواناتها وضعفها وإنكساراتها وأحزانها وهي هناك كائن مقصي في كل ملامح الفعل والحياة.
 
ولقد تنبهت الأمم في- قديم الأزمنة- إلى اهمية دور المرأة في بناء المجتمع فأرتقت المجتمعات حين بلغت المرأة اعلى مراتب الحكم ومنهن الملكة -السبائية - بلقيس- والملكة - اروى بنت احمد- الصليحية -الإسماعيلية- وفي الشام كانت الملكة- زنوبيا - و في مصر فلقد برزت في كتب التاريخ سيرة الملكة كليوباترا. و- نفرتاري- وشجرة الدر.
 
كيف تسامقت تلك المجتمعات وأرتقت حينها ؟ والجواب هو ان المرأة كانت الشريكة في كل طموحات المجتمع ومسيراتها وحشدها الجاد ، لمكافحة غوائل الدهر . فلقد ناضلت المرأة وشاركت في الحروب والبناء والتعمير.
 
المراة في فجر الإسلام كانت مستشارة وفارسة وقاضية . ومن زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم - خديجة بنت خويلد- التي كانت السند، لرسول الله، وأعانت الرسول الكريم بمالها وحكمتها وصدقها وتصديقها ،كما ان أم - سلمة- كانت الحكيمة والواعية بحيث كان يستمع إليها رسول الله، ويشده اليها رجاحة عقلها ووعيها. اما - عائشة بنت ابي بكر. رضي الله عنها فهي سيرة تتلى. وهي من رواة الحديث ومن اعظم نساء الكون.
 
عندما قرر الأكراد بناء جيشاً قوياً صادعاً يذودون به عن حياضهم ويتقون به شر الزمن والذل . لم يسال -قائدهم -البرزاني- لم يسال- سدنة - الاكراد- عن إمكانية دمج المرأة في الخدمة العسكرية فهو كان سيتلقى منهم السخرية والملامات ولواذع القول الجارح. وكان له ان قرر منحها فرصة الدفاع عن الارض والعرض .
 
ناضلت وقاتلت المرأة الكردية وحققت إلى جانب الجندي في جيش الأكراد -البيشمكرة- اعظم الإنتصارات، وهي اليوم تقاتل مع الجيش العراقي فلول الدواعش، وتستنهض عزم الامة الكردية لتحقيق حلم الوطن الكردي.
 
والجنة تحت أقدام الأمهات بينما لا أرى تحت اقدام -الرجل- سوى الشوك والقتاد .

فاروق المفلحي. في تاريخ 15 إبريل2017م

 

التعليقات