هائل سلام

هائل سلام

هائل سلام محامي وناشط حقوقي

كل الكتابات
ليس رياء ياصلاح
الاربعاء, 26 أبريل, 2017 - 10:01 صباحاً

بصرف النظر عما إذا كان ذلك مبررا أم لا، إلا أنه يمكن للمرء أن يتصور، أو حتى يتوقع، أن " الجهاد المقدس" سيستثير مايمكن أن يسمى " حقدا مقدسا " بالمقابل، على شاكلة ماكان يسميه اليسار ب " الحقد الثوري" و " الحقد الطبقي " ... الخ.
 
غير أن الحقد - المفترض - هذا سيفقد أي قدسية مزعومة له، إن خالطته إستيهامات وخيالات جنسية موجهة للجمهور.
 
الإستيهاميون، لايدركون ربما مركزية عقدة العار المستحكمة في المجتمعات العربية، وفي المجتمع اليمني خصوصا. وهي العقدة التي تقود الوعي واللاوعي معا، وتوجه الجانب الأعم من سلوك الناس وأفعالهم وردود أفعالهم في مجتمعاتنا.
 
ولايدركون - أو لايريدون أن يدركوا - حساسية المسائل المتعلقة بالعرض لدى اليمنيين خصوصا. فاليمني - بشكل عام - يمكن أن ينسى كل شيئ ويغفر كل شيئ إلا مايمس ويخدش هذا العرض، سواء تعلق الأمر بعرضه هو أو بعرض عدوه، سيان.
 
حتى أن اليمني المنخرط في المقاومة، لكي يسوغ لنفسه الإشتراك فيها والتضحية بروحه وبأغلى مايملك في سبيلها، أختار لنفسه شعارا تعبويا وتحشيديا محرضا ومحفزا جعل فيه العرض معادلا للأرض والعقيدة، (بصرف النظر عن الموقف من الشعار، معه أو ضده).
 
تم الإجتياح ومن ثم الإنقلاب وأنهارت الدولة، دمرت المدن، أزهقت الأرواح، وسفكت الدماء، قطعت الأرزاق، وفتحت أبواب الجحيم .... وتغاضى اليمني عن كل ذلك، وراح يقاتل - بذكاء وخبث ان شئت ولكن ليس بغباء - تحت شعار الدفاع عن العرض ...
 
في 2011 كان يكفي أن يدفع بمأجور ما ليكتب منشورا يتعرض فيه لبنات علي صالح تلميحا أو تصريحا، ليجعل الناس - وفي المقدمة شباب الثورة - يتناسوا مذابح النظام، وينصرفوا الى إدانة التعريض ومهاجمة صاحبه والتبرؤ من سلوكه.
 
كما أن تصريح واحد ذكرت فيه " غرفة النوم " كان كافيا ليربك الثورة والساحات سنة .
 
المجرمون ياصديقي يدركون حساسية هذه الأمور بالغريزة والحواس، ولك أن تلاحظ أن جريمة شديدة الفظاعة وبالغة البشاعة كجريمة إغتيال الشهيد العظيم إبراهيم الحمدي، مررت وحيد إزائها السواد الأعظم من الناس، الذين لم يحبوا شخصا كما أحبوه، بأن وظفت، بخسة ودناءة، أمورا ذات صلة بعقدتي - بل عقيدتي - العرض والعار، وهو ما كبح ردود أفعال الناس إزاء الجربمة وأصابهم بما يشبه الشلل.

***
رغم كل مآسي وويلات الحرب أظهر الشباب قدرة مذهلة، مثيرة للدهشة والإعجاب، في التضامن مع مواطن في مواجهة ظلم بين حاق به، وتلك علامة صحة وحيوية رغم كل شيئ، وليس من العدل أن تجهض هذه الروح - أو يحد من تأثيرها أو يحرف مسارها - بخيالات مرضية طليقة.

* من حائط الكاتب على فيس بك

التعليقات