محنة الاصلاح
الثلاثاء, 18 يوليو, 2017 - 11:47 صباحاً

اجتمع عليه العدو والصديق ، يا اصدقاء هذا هو الحزب الذي كان شريككم في الحلم الديمقراطي والانتخابات والحزبية وهو شريك الهامش الديمقراطي وشريك الفين وأحد عشر بكل الذي فيها.

ان عاقبناه الآن فلن يكون جزاء تورط في ارهاب او عقابا على تطرف ، فهو يحاول معنا التعافي من الذي نعانيه جميعا من اشكال التطرف ، وان استهدفناه انما نستهدف الإسلاموية وقد تحزبت ، وفي مجتمع كهذا ، ان لم يتمثل الاسلام السياسي بمقاعد برلمانية او شركة سياسية ستمثله الجماعات المتطرفة وقد تسلحت في زمن ما بعد السياسة ، 

هل لهذا علاقة بالماضي الشخصي ؟ لا اظن ،، هي رحلتين للمخا ولقد افسدتها بالتدخين في الحمام والقاء النكات الماجنة ، لم ينظموني لكنني عرفتهم على نحو ما ، انهم ذلك الذي يمكنه اغاظتك بنزعته التطهرية معتقدا على الدوام انك على وشك السقوط ، الأمر الذي يجعلهم كريهين بشكل شخصي ، لكنني اكتب وفي ذهني خمس انتخابات شارك فيها الحزب ولا اذكر غير حربين شاركت فيه جماعة الاصلاح ، ايام المناطق الوسطى وحرب اربعه وتسعين ولم تكن حربهم في المرتين اذ كانوا في الأولى ضمن الدولة الشمالية وفي الثانية ضمن خطأ الحرب برمتها لكنهم يحتملون نسبتهم من اخطاء العنف الذي تورط فيه الاسلامي والمؤتمري والاشتراكي والناصري ، اذ لم يحدث ان كانوا يوما جماعة مفارقة للمجتمع وتهدده بالسلاح بقدر ما عملوا على تنظيم الفكرة الاسلاموية بكل ما هي عليه من انتماء واحلام دولة خلافة ونزعة جهادية حتى ، وضعوها في تنظيم سياسي ودفعوا به للانتخابات وللسلطة شريكا للوسط المؤتمري واليسار الاشتراكي وعارض لاحقا بشراكة مع الجميع والان يستهدفه الجميع.

غلطة الاصلاح بالنسبة لي هي رحلة الرياض ، الرحلة التي لن تعفيه منها لحظة ود مني او من أحد ، لكن الجميع يلاحقونه الآن ليس على ما اقترفه من اخطاء ولكن على ما يحاوله من صواب .

اعرف قياداتهم ، ولربما يجعلك اليدومي تتجلط بسبب افتقاره لمهارة التواصل السياسي وقد يخوض معك الانسي مشادة لسبب غريب من نوع " لا تعلم الاصلاح السياسة " لكنهم فيما اعرف ابعد الناس عن ثنائية استباحة الدم والمال العام ، اقصد على المستوى الشخصي ، وربما انني اقول هذا بسبب انني اكتب وفي ذهني محمد قحطان ، الرجل السياسي الذي يبقى أمر تغييبه التزاما بتغييب السياسة فهو كان اكثرهم قدرة على تمثيل فكرة ان الجماعة قد تسيست ويمكن من خلاله اجراء حديث مطول او مران ذهني مع اصلاحي متخفف من قطعية الأيدلوجيا اكثر من غيره .

الآن ، لا يزالون يمارسون الخطأ بانهماك وتركيز اكثر ، ولكن هذه المرة بتوجس لملاحق المدفوع قسرا للارتداد ، وليس بانتهازية السياسي المسترخي الذي كان يغالطك في عملية انتخابات ، ضمن محاولة ان نكون افضل بالديمقراطية ، تلك التجربة التي منحت لكل الامراض فرصة ان تجلس قبالة الاخرين باحترام وتهذيب ، عنيت امراض الكيانات التي كان عليها ان تتعافى بالديمقراطية او تستقوي بمرضها في زمن الارتداد ، وبينما يعيد المؤتمر تنظيم نفسه يتم الآن دفع الاصلاح من الجميع ليكن الشريك الأساسي في اسوأ عملية ارتداد بدأت باسقاط الدولة وانتهت باسقاط الأنا اليمنية والتخلص من ادوات اللحظة التي حاولنا فيها ان نكون أفضل.

*من حائط الكاتب على فيس بك 

التعليقات