سرقة النضال
السبت, 29 يوليو, 2017 - 07:33 مساءً

كل شيء في اليمن معرض للسرقة، فهناك هوامير تلتقف كل ما تشتهي انفسهم، حتى جهود وتضحيات قادة الجيش وتجييرها لصالح أشخاص آخرون، بل ووصل بأحد الأحزاب إلى درجة السطو على شهداء حزب آخر ونسبهم إلى قائمة مناضليه.   قبل يوميين تمكنت قوات الجيش الوطني من اقتحام معسكر خالد ابن الوليد غرب تعز وتحريره من المليشيات الانقلابية، بعد شهرين من محاصرته، فذهبت مطابخ السرقة لتجيير الانتصار لصالح "هيثم قاسم" وزير الدفاع الأسبق، وبدأت حملات النفخ تجتاح وسائل التواصل الاجتماعي، بشكل مكثف ومنظم، رغم أن الرجل لم يكن مشارك في عملية تحرير المعسكر، وهذا ليس انتقاص من دوره في تحرير المخا ولكن يجب أن نسمي الأشياء بمسمياتها، دون التقليل من جهد أحد..   وفي ذات الوقت كان قائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء فضل حسن في وسط المعسكر يتحدث لفضائية "الحدث" مباشرة عن الانتصارات التي حققها ابطال الجيش خلال اقتحام المعسكر، وفي سياق كلامه أشار إلى رجلا جواره ذو لحية طويلة قائلا: هذا هو القائد الذي صنع هذا الانتصارات مع رجاله الأبطال وشكره على جهوده التي تكللت بتحرير المعسكر، ليتضح فيما بعد ان الرجل هو "حمدي شكري الصبيحي.   من هو حمدي شكري?   هو قائد عسكري من أبناء قبيلة الصبيحة المنتمية لمحافظة لحج،" سلفي" يقود لواء عسكري، التحق بالمقاومة الشعبية عام2015 وشارك في معارك عدن والعند وكرش وحيفان بتعز، وأخيرا في ذو باب والمخا، وأطلق مؤخرا على اللواء الذي يقوده اسم "كتائب الحمدي" ويضم مقاتلين من ابناء الصبيحة، الذين كان لهم الدور الابرز في تحرير عدن وقاعدة العند والساحل الغربي.   ولكي تعرفوا لماذا ذهبت الأبواق لسرقة الانتصارات في معسكر خالد ونسبها لهيثم قاسم، وعدم ذكر الرجل، لأن الرجل لا ينتمي للسلفية "البريكية" المدعومة من الإمارات، ويدين بالولاء للشرعية ممثلة بالرئيس "هادي" ولهذا دأبت خلية اللصوص لنسب الانتصار لجنرال سابق، دفعت به الإمارات لقيادة معارك الساحل، وليس له أي صفة رسمية، ولا يتلقى التوجيهات من قيادة المنطقة الرابعة، وسبب ثاني لأن الرجل من قبيلة الصبيحة، المعروفة بأدوارها النضالية في دعم الشرعية، وأعلنت رفضها لما يسمى "المجلس الانتقالي"   يريدون أن يسلبوا انتصارات الرجل، وتجييرها لصالح اشخاص محسوبين على الكيان الموازي المدعوم اماراتيا، كما فعلوا مع العميد عبدالله الصبيحي قائد تحرير عدن الذي أصبح الآن ممنوعا من العودة إلى عدن، بعد أن جرى تهميشه، وسرقة دوره وجهوده في تحرير عدن المعروفة بعملية "الرمح الذهبي"، ونسبها لأشخاص حضروا بعد التحرير من امثال عيدروس وبن بريك.   وكما يقال "إذا عرف السبب بطل العجب" فهذه هي الاسباب الموضوعية لمثل كهذا سرقة، دون احترام لمن ضحى، وناضل في سبيل صناعة انتصارات وطنية، وفي لمحة عين يصنعون قادة آخرين، وينسجون لهم أبيات المديح، ويبعثون لهم آيات التطبيل والتبجيل، ويتجاهلون أصحاب الحق، ويتنكرون لهم وعلى عينك يا تاجر.

التعليقات