21 سبتمبر حفلة تعري علنية
الخميس, 21 سبتمبر, 2017 - 07:01 مساءً

نكبة 21 سبتمبر لم تكن إنقلاباً على ما تبقى من الجمهورية فحسب، بل كانت حفلة تعري علنية لكتاب ومثقفين وقيادات سياسية وحزبية.
 
كانت البلاد تترنح وكان كثير من هؤلاء يرقصون طرباً رفقة مليشيا طائفية إمامية أسقطت اليمن في حفرة الحرب والدم وأستولت على السلطة بالقوة !
 
كيف يمكن لسياسي أو مثقف سوي، يلوك كأي ببغاء مفاهيم الديمقراطية والحرية والمساواة والعدالة الإجتماعية والتداول السلمي للسلطة، ثم يبتهج بإنقلاب مسلح تقوده مليشيا طائفية فاخرت من وقت مبكر بأيدلوجيتها العنصرية المقيتة ؟
 
فعلوا ذلك بالطبع نكاية بطرف سياسي لدود، لكن الثمن الأقسى والأفظع كانت تدفعه البلاد ويبدو أن الأسوأ لم يأت بعد.
 
في اليمن لا قعر لتردي هذه النخبة الموبوءة بالخصومة الفاسدة والفاجرة.
 
لاحدود فاصلة بين الخصومات السياسية الناشئة عن تجاذبات وصراعات مصالح، وبين القضايا المصيرية للبلاد والشعب.
 
إنها الممارسة غير المكترثة لأي التزام سياسي أو اخلاقي أو وطني. لذلك يستمر الأداء الفاسد ذاته، وتتحول الحرب التي أشعلتها " البهجة الإنقلابية" الى مجال حاضن لحروب جانبية أخرى هي ذيول للأولى والأتباع يصفقون ببلاهة!
 
هذه البلاد لا تتعلم من عثراتها، وتغدو التجارب صور مكررة لنفس الذهنية المسكونة بالخيار الشمشوني والتواطوء لهدم المعبد على رأس الجميع..
 
ما أتعس هذا البلد بنا ...

في مثل هذا اليوم، كانت عواصم خليجية ترقب نتائج الدعم المالي الذي قدمته للحوثي وصالح لإسقاط البلاد في حفرة الحرب.
 
2 مليار دولار بحسب التصريحات المتلفزة للواء السعودي أنور عشقي، كانت كفيلة بتحقيق نتيجة مرضية بالنسبة للعربان، قبل أن يكتشفوا خازوقاً ضخماً جلبوه لانفسهم!
 
سقطت صنعاء أخيراً ومعها اليمن في 21 سبتمبر الأسود 2014، لكن المخططون في هذه الدول كما هو شأن غبائهم المستفحل والراسخ لم يكونوا يعلمون أن المبلغ شمل أيضاً خدمة توصيل صنعاء الى جيب إيران!
 
استيقظ العربان على هذه الصدمة بهذا التصريح المدوي من الماكرة طهران في اليوم التالي: شكراً لكم هاهي العاصمة العربية الرابعة تسقط في قبضتنا!
 
لقد تحقق الهدف وسقطت اليمن في الحرب الأهلية فسقطت معها الخزائن التي مولت واحدة من أكثر غزوات إيران، فادحة الظرافة: الأعداء الحمقى دفعوا كلفة شراء النفوذ المجاني لطهران في خاصرتهم، ليضطروا لاحقاً لإشعال حرب والدفع من خزائنهم بلا حدود كلفة أخرى للحد من الخطر الذي صنعوه!
 
بعد قرابة 3 سنوات، يستمر الحمقى في ذات اللعبة بغباء شديد.
 
حتى اللحظة لم تفعل الحرب شيئاً غير استنزافهم وتدميرنا، والنتيجة الأخطر: تكريس طهران كلاعب نافذ الكلمة في اليمن والمنطقة، وجلب إيران الى بيوتهم !


نقلا عن صفحة الكاتب من الفيسبوك
 

التعليقات