إلى الفريق علي محسن .. أبواب الخيانة
الأحد, 10 ديسمبر, 2017 - 10:25 صباحاً

للخيانة في التاريخ سجلات ضخمة تعج بها وللخيانات السياسية والعسكرية، ذكريات مؤلمة تشطر القلب وتخدش الضمير، وما الأحداث التي تمر بها المنطقة العربية إلا انعكاس حقيقي لخيانات مختلفة بألوان متعددة، خيانة الوطن وخيانة الدين وخيانة الشرف العسكري وخيانة الأمة ومبادئها، وخيانة الاتفاقيات والمبادئ ونقض العهود، والخيانة الحزبية " الخيانة السياسية" وخيانة شرف المهنة والقلم.

الخيانة بكل أشكالها وألوانها، عبر التاريخ قبل الإسلام وبعده وعند كل الأمم قديمها وحديثها بمختلف أديانها وثقافاتها تعتبر عملا مَشينا، وممقوتا وعقوبتها الإعدام في معظم قوانين بلدان العالم حتى في الدول التي لا تتضمن قوانينها عقوبة الاعدام، لما تحمله الخيانة من عيب يحط من قدر الانسان ويهتك أستار الشرف ويعرض الأوطان والأمم إلى المهالك والزوال.أحداث وانكسارات وفشل لقضايا، وحروب عربية كثيرة في العصر الحديث بعيداً عن السرد والتفصيل تحاشياً للجروح كانت نتائج لأعمال الخيانة، وأحداث وهزائم عسكرية عالمية أيضاً كانت لنتائج أعمال التجسس والتخابر من المواليين للأعداء ضد أوطانهم.

خونة أخزاهم التاريخ وحفظتهم الذاكرة، بداية بأبي رغال، وابن العلقمي، وحاطب بن أبي بلتعه، وجون أنتوني وكر التجسس على البحرية الأمريكية لصالح روسيا، ومير جعفر الهندي لصالح بريطانيا،كارل شومختر النمساوي عميل نابليون لصالح فرنسا، والكثير الكثير من قصص ورجالات الخيانة أتحاشى ذكرها كي لا نكون ضحايا أيضاً للخيانة، أما اليوم تطورت الخيانات من مستوى الأفراد وباتت تمارس على مستوى الدول والحكومات وصار التجسس بضاعة رائجة، بشكل إجمالي ولا مساحة للتفصيل وذكر الدول.في تاريخ اليمن المعاصر ذهب الشهيد محمد محمود الزبيري، وعبدالرقيب عبدالوهاب، وإبراهيم الحمدي ضحايا للخيانة، وقتل فيصل عبد اللطيف مهندس ثورة 14 كتوبر وصالح مصلح وعلي عنتر وشايع وعبدالفتاح إسماعيل وسالمين خيانة، وقُتلَ حميد القشيببي في معسكره خيانة، وتعرض الفريق علي محسن للاغتيال غير مرة في صعدة وفي معسكره الفرقة الأولى مدرع قبل السقوط لخيانات كادت أن تودي به لولا عناية الله واستحكام القدر، وقُتل الشدادي في جبهته نتيجة للخيانة وأخيراً قُتل علي صالح ضحيةً للغدر والخيانة، مسلسل خيانات لا ينتهي يقول ميكيافللي في كتابه الأمير " الغدر والخديعة والإثم وإن سَهَّلتْ نيل الملك فإنها لا تُورِثُ صاحبها المجد"  أي توصلك إلى السلطة لكنك لن تسجل في سجل الخالدين، كان ذلك مقدمة لما أردت التحذير منه في معارك اليوم في مأرب، وتعز، والحديدة من العائدين إليها وإلى كل جبهات الوطن.رجاؤنا من نائب الرئيس الفريق علي محسن كونه الأكثر خبرة ودراية بقضايا الساعة وما يدور على الساحة اليمنية ورجل الجمهورية الأول، وعراب الحروب الست في صعده ضد عصابات الحرب الطائفية الطاغية، هو عدم التساهل بما قد تحدثه الخيانات وأعمال التخابر وسوقنا إلى مهاوي التشتت والتقهقر والردى.

بداية: كل مواطن يمني مظلوم لديه قضية حزينة فهو أخونا ورفيقنا حتى ينال حقه من أينما كان ومن أي اتجاه سياسي أو حزبي أقبل، وخاصة في هذه الظروف الصعبة والعصيبة، إلا أن ظروف استقبال النازحين من المناطق التي يسيطر عليها الحوثي مدنيين وعسكرين يتوجب على قادة الجيش الوطني مغادرة العفوية والتعاطف وروح اليمني المتسامح في كل الظروف.لأن حالات الحروب لها وضعها الخاص والاستثنائي حتى في الدول المتقدمة، إذ قام الأمريكيون بعزل الجالية اليابانية المتواجدة على أراضيها أثناء الحرب العالمية الثانية وحرمانها كثيراً من الخدمات، خوفاً من حنين العرق إلى بلده وقيامه بالتجسس لصالح الوطن الأم أو استغلال اليابان لعاطفة وولاء اليابانيين هناك وتجنيدهم لصالحها في الحرب.

لا شك أنه من حق كل يمني اللجوء إلى الشرعية وأن عليها فتح أذرعتها لكل قادم من كل مكان لأنها الوطن وكونها الراعي الأول للرعية ولكل يمني هارب وخائف، والتعامل معهم تعاملاً إنسانياً وحسناً ، لأن عزلهم سيكون صعباً من الناحية السيكولوجية والتربوية، وعليه يجب أن يكون الاستيعاب مدروساً وممنهجاً وفقاً لطبيعة المرحلة والحرب واحتياطاتها وخططها الأمنية.في أماكن معروفة ومحددة بالاسم مع رقابةٍ قويةٍ لكل أعمال التواصل الخارجي والداخلي، ورقابة كل أجهزة التواصل المستخدمة لكل من حل مدينة مارب والتحق بالجبهات، بشكل علمي تخصصي ودقيق مع كفالة الموازنة بين الحق الشخصي في حرية التواصل وحالة الحرب والتهديدات القائمة من قبل الأعداء في الطرف الآخر.

ونهاية:لأن الأنفس المريضة كثيرة وحالات الفقر غلابه وشخوص الخيانة والغدر لا تحصى والتي قد يتم الدفع بها من المناطق المسيطر عليها من قبل الانقلابين تحت ستار اللجوء والهروب من الظلم ضمن الهاربين حقيقة من القهر والملاحقة، والتي منها قد تأتي الهزيمة واغتيال القادة والفاعلين في المعركة وعليه فاتخاذ الأعمال الإجرائية والوقائية واجبة الحلول، لأن شكل الدولة ومؤسساتها في مأرب التاريخ لا زالت رمزية وغير فاعلة من حيث المعنى والمبنى وأجهزتها الرقابية لازالت بحاجة إلى تفعيل ودعم مادي وتقني من حيث الكوادر من حيث التدريب ومن حيث الإعداد ووفرة الأجهزة، والاعتماد على الرجال المخلصين الذين يعملون بهواً واحد وشريحة ولائية واحدة.

التعليقات