انفلات عدن
الإثنين, 29 فبراير, 2016 - 05:46 مساءً


بكلمة واحدة فإن علة كل هذه الحوادث التي نعيشها في عدن على مدار الساعة وتتنوع بين الاغتيال والتفجير والمواجهات والاقتحامات واصوات الاسلحة المتنوعة آناء الليل واطراف النهار تتلخص في شيء اسمه (الانفلات).

تعيش عدن واقع انفلات امني و اداري. غياب للدولة.. فراغ سلطة نتج عنه مظاهر شوهاء تملئ الحيز الفارغ.

انفلات وحسب.. وتندرج تحته حركة ودبيب كل التناقضات: من مخططات العدو لتصفية الخصوم الى صراع الامراء والتنافس الى تصفية الحسابات وازالة المنافسين والمطالبات الحقوقية العادلة بالطريقة الخشنة كما حصل مؤخرا في المعاشيق.
 
انفلات. فلا الرئاسة حضرت بأدواتها وداعمها العربي الكاسح الذي انجز التحرير ولم يقم بدوره في حفظ الامن.
 
وحكومة مهاجرة كفرت بعدن والمقام فيها نتيجة التهديدات والسيارات والمدرعات المفخخة التي استهدفت مقر اقامتها اكثر من مرة..
ومقاومة مفككة تتوزعها الولاءات ومغلوبة على امرها وتضخمت اعدادها ومطالبها وما لم تقم الشرعية بابتلاعها فإنها ستعبث بخشاش ارض عدن الهشة ..
 
وسلطة محلية خائفة استبد بها كابوس مصير اللوء جعفر فهجرت مقار عملها ولزمت السكن الشخصي وتناست واجباتها الدستورية والقانونية فضيعت المحافظة واقتصر دورها على صياغة بيانات النعي وكتابة التعازي..
 
انفلات وحسب جر معه كل هذه الجرائم والاغتيالات واعمال العصابات التي تضرب القيادات ومشايخ العلم البعيدين عن السياسة والقضاة والصيادلة وحوادث النهب والقتل ضد التجار ورؤوس الاموال..
 
عفاش والحوثي وخلاياهما ومخططاتهما موجودة ومستفيدة نعم ولكن ليس الانقلاب وراء كل شيء.
 
مواجهات معسكر طارق بين الامن والجيش بعد اقتحام قوة امنية لمساحة المعسكر الذي يقوده عبدالله الصبيحي بالقوة وسقوط قتلى وجرحى لم تكن بتوجيهات عفاش والا لاتهمنا مدير امن عدن بكونه يعمل ضد الشرعية.
 
معركة المعاشيق بين المقاومة وحماية القصر لاتحمل بصمات عفاش كما زعم المصدر الرئاسي فهذه المقاومة قاتلت الحوثي والمخلوع ولها مطالب مع اعتراضنا لاسلوبها العنيف والخشن.
 
سأعود واكرر ما قلته في وقت سابق ان عدن جغرافيا مقسمة الى مناطق امنية لها ثلاثة ابواب فقط ومديريات كذلك مغلقة بوابات ضيقة يسهل السيطرة عليها وتأمينها.
لمدينة كريتر بابان فقط وللتواهي وخور مكسر والبريقة ايضا لكنه العجز أوغياب الارادة يحولان دون تحقيق الامن لهذه المحافظة الاستراتيجية.
 
ما يبعث على القلق ان الاوضاع في عدن تسير من سيئ الى اسوأ وحجم الانفلات يتوسع من الامن الى الخدمات فهل سنحمل عفاش مسئولية الانقطاعات المرتفعة في التيار الكهربائي والماء ومنع وصول المحروقات من البريقة الى محطات توليد الطاقة ومضخات المياة ايضا؟!.
 
من المعيب والفاضح ان يكون مطار صنعاء الخاضع لسلطة الانقلاب وتحت ضربات التحالف مفتوحا ويسير الرحلات ومثله مطار سيئون حيث تتواجد القاعدة في عاصمة حضرموت مفتوحا فيما مطار عدن الدولي الخاضع للشرعية والتحالف والمقاومة مغلقا ولا حول ولا قوة الا بالله.
 

التعليقات