أحمد الشلفي

أحمد الشلفي

كاتب وإعلامي يمني

كل الكتابات
رسائل إلى تعز...
الاربعاء, 10 يناير, 2018 - 05:29 مساءً

الملفت في قرار إغلاق مكتب الجزيرة بتعز ليس فقط القمع وقضية حرية التعبير ولكن الملفت هوأن الأحزاب السياسية بتعز مجتمعة وهي ممثلة في السلطة المحلية بالمحافظة وفي اللجنة التي تولت تنفيذ القرار تخلت عن أهم مكتسباتها التي بذل الناس لأجلها التضحيات والدماء عندما ثارت على نظام صالح .
 
وتخلت عن أهم مبادئ مقاومتها لانقلاب الحوثيين فأصبح المقاوم يشبه جلاده في كلا الحالتين.
 
أكتب هنا كيمني أولا وكأحد أبناءثورة فبراير ثانيا وكمقاوم لانقلاب الحوثي ثالثا وكصحفي رابعا وكمحب لتعز.
 
يجب أن تنتبه قواعد هذه الأحزاب المنخرطة في الثورة ثم في مقاومة الإنقلاب أن السير بهذا الإتجاه هو نقض كلي لتضحياتها وتضحيات اليمنيين كليا وفي مقدمتها الحرية بمختلف أنواعها.
 
ألاتعي الأحزاب السياسية وهي تشكل أساسا في منظومة تعز الشعبيه والثقافية والسياسية أن فعلا كهذا قد يشبه في الغد فعلا آخر هو إلغاء العمل السياسي ذاته؟
 
وماالإعلام والمنظمات إلا جزء من العمل الحزبي والسياسي الذي تميزت به تعز باعتبارها حاضنة السياسة والثقافة اليمنية على مر التاريخ.
 
أؤكد أنني هنا لا أكتب باعتباري صحفي في الجزيرة فالجزيرة قد عبرت بطريقتها عن موقفهامن إغلاق مكتبها بتعز وأكدت أنها مستمرة في التغطية بشمول وتوازن.
 
ولن أخلط بين موقف الدولة وبين موقف اللجنة الأمنية بتعز لأن موقف الحكومة يأتي من وزارة الإعلام وليس من لجنة أمنية في محافظة واحدة من محافظات اليمن.
 
وهو مايخالف قول النخبة السياسية في تعز التي ذكرت إنها جزء من مشروع الدولة ولاتعمل بذاتها.
 
فلماذا اختيرت تعز تحديدا باعتبارها قبلة التنوع السياسي ومهوى الثورات اليمنية وبينها فبراير لتوصم بهذا السلوك القمعي رغم أنها مناهضة له منذ بزوغ فجر الجمهورية ورغم أن بيئتها رافضة له ؟
 
ألم تسأل هذه البيئة السياسية الحاكمة لتعز عن رمزية إغلاق وسيلة إعلام في مدينة تحتضن الاعلام والسياسية منذ عرفت نفسها؟
 
ثم أليس من حق قواعد هذه الكتل السياسية أن تتساءل عندما يقال لها أن هذا الأمر طلبته دولة الإمارات عن دلالة وثمن ومقابل ذلك الشيءالمدفوع المتمثل بإغلاق وسيلة إعلام إن كان ماقيل صحيحا؟
 
وعدا ذلك هل سأل أحد نفسه مثلا هل تشكل هذه الخطوة مقدمة لفكرة طمس السياسة من الخارطة اليمنيه؟
 
لن تسجل هذه العملية القمعية في ملف حكومة الرئيس هادي بل في سجل تاريخ الأحزاب السياسية بتعز التي خرج بعض أنصارها معتذرين بالقول إنه طلب منهم أغلاق مكتب الجزيرة بتعز مقابل تحريرها.
 
إن صح ذلك فعلا فماالذي يفيد تعز من التحرير إن كانت ستشبه عدن أوستشبه صنعاءوإن كان الثمن إقصاء السياسة مستقبلا.
 
مع أنها ظلت تكافح وتدفع من دماء أبنائها كي لاتكون كذلك .
 
الم نصرخ جميعا في ٢٠١١ وفي مقدمتنا تعز أننا لانقايض الحرية بالإستقرار؟
 
وإلا فلم دفعت كل هذه التضحيات ؟!!!!

التعليقات