الجيش الوطني في خطر!
الاربعاء, 17 يناير, 2018 - 08:10 مساءً

الوقائع السياسية والعسكرية للتحالف العربي في اليمن، تشير الى عدم جديته في تحقيق الهدف الرئيسي من تدخلاته في اليمن، والمتمثل باستعادة الشرعية ودحر الانقلاب، وكان البعض يعتقد أن السياسات الخاطئة التي رافقت حرب التحالف على الانقلاب كانت غير متعمدة، لكن ما اتضح الآن انها كانت متعمدة، وتأتي في سياق رغبة التحالف في اضعاف الانقلاب، وليس انهائه، واضعاف الشرعية وليس استعادتها.
 
فمنذ تحرير عدن ظل التحالف؛ الامارات تحديدا، حريصا على عدم تمكين الشرعية من بسط سلطتها ليس فقط في عدن كعاصمة مؤقتة، ولكن حتى في المناطق المحررة، فضلا عن عرقلة عودة الرئيس هادي الى عدن، بالإضافة الى المحاولات الحثيثة لتكرار سيناريوهات عدن في تعز.
 
بعد مقتل المخلوع صالح، على يد مليشيا الحوثي، بدا واضحا أن هناك توجه جديد للتحالف، وهو توجه تقوده الامارات وبدون اعتراض من السعودية، توجه يسعى الى تجميد دور الجيش الوطني عسكريا، كما تم تجميد دور الشرعية سياسيا، وقد ظهرت ملامح هذا التوجه، مع الاحتفاء بعودة قيادات النظام السابق، وحتى تلك المتورطة بدماء الشهداء منذ ثورة فبراير وحتى الآن.
 
بدأ التوجه بحملة إعلامية قادتها وسائل اعلام خليجية، وصحفيون واعلاميون موالين للإمارات، رحبت بقيادات مؤتمر صالح، وسوقتهم كرجال المرحلة، وشرع التحالف بعدها في تجهيز إجراءات عملية عبر استقبال قيادات عسكرية تابعة لنجل المخلوع، مع أحاديث من مصادر موثوقة، عن تجهيز معسكرات تدريب سوف تسلم لتلك القيادات.
 
كان طارق قد وصل الى شبوة قبل أيام، معلنا من هناك عن هذا التوجه الذي لا يعترف بالشرعية، ويراده له أن يقود مرحلة مواجهة الحوثي، وقد أثار ظهوره رفضا كبيرا باعتباره انقلاب غير معلن على الشرعية، لكن ورود أنباء عن وصول طارق الى عدن، أثار توترا أمنيا بين قوات تابعة للمقاومة الجنوبية وبين قوات التحالف العربي.
 
الأنباء الواردة من عدن، تشير الى قيام مجلس المقاومة الجنوبية بنشر نقاطا أمنية من منطقة المطار بخور مكسر الى منطقة البريقة حيث يقع مقر التحالف العربي، وتؤكد مصادر في المجلس أن ذلك يأتي على خلفية رفض التحالف تفسير وجود طارق صالح في عدن.
 
أدان مجلس المقاومة وجود طارق بعدن، معتبرا وجود أية قيادات جنوبية بعدن أو في الجنوب، استفزازا للجنوب واستهتارا بمشاعر أسر الشهداء والجرحى، ولم يكتف مجلس المقاومة بالتنديد بوجود قيادات تابعة للمخلوع صالح بعدن، بل أكدت في بيان لها، استعدادها لاتخاذ أية إجراءات دفاعية وحتى عسكرية ضد كل طرف يقدم تسهيلات لقيادات تابعة للنظام السابق، ودعا البيان رجال المقاومة الجنوبية بالاستعداد لتنفيذ التوجيهات الميدانية.
 
الملاحظ أن بيان المقاومة الجنوبية، ولأول يحمل نبرة قوية ضد التحالف، حيث اعتبر توجه التحالف لاستقبال او إعادة قيادات تابع لنظام صالح، اعتداء على تضحيات الشعب الجنوبي، وقد طالب البيان التحالف بضرورة احترام تضحيات الشعب الجنوبي.
 
وصول طارق صالح الى شبوة ثم عدن، وورود أنباء إعلامية عن تعيين ضباط تابعين لنجل المخلوع؛ أحمد علي، في مناصب قيادية في ألوية عسكرية في المخا، يؤكد مخاوف سياسيين وعسكرين في الشرعية، من وجود توجه لدى الإمارات لتكوين جيش مواز للجيش الوطني، مثل الحزام الأمني.
 
إذا صحت هذه الرواية، فان ذلك يعد انقلاب واضحا على الشرعية، فقد مثل انشاء الحزام الأمني بعدن، اضعافا للجهاز الأمني التابع للشرعية وسمح بإنشاء تشكيلات مليشاوية لا تتبع الشرعية وتتلقى أوامرها مباشرة من التحالف، ويبدو أن الامارات تريد تكرار تجربة الحزام الأمني مع الجيش الوطني، حيث تؤكد مصادر موثوقة، وجود معسكرات تدريبية خارج نطاق الجيش الوطني برعاية التحالف، كم ان الجهود تجري على قدم وساق لتجميع القيادات العسكرية التي فرت من صنعاء، لقيادات تلك المعسكرات.
 
من الضروري هنا التأكيد على خطورة الصمت على ما يجرى، وأهمية ضده لأنه يشكل خطر على الجيش الوطني، ومن المهم الوقوف الآن مع الجيش الوطني، كونه حائط الصد الأخير لنا كيمنيين، لأننا سنكتشف بعد فترة من الزمن، أن هذا الجيش لم يعد له القرار العسكري، بل لجيش تابع للنظام الذي ثرنا عليه، ولقيادات متورطة بدماء اليمنيين.
 
من المهم أن ترتفع الأصوات الآن قبل أي وقت آخر، لأن مهمة التحالف بدأت تنحو نحو التآمر علينا، حيث أنها سوف تسلم رقابنا للنظام الذي ثرنا عليه، وللقيادات التي ادع التحالف أنه أتى لإنقاذنا منها، أو سنندم أشد الندم، علينا أن نوقف انحراف التحالف عن مساره الآن، وليس غدا.

*من حائط الكاتب على فيسبوك 

التعليقات