أنصار صالح .. لماذا المكابرة؟
الاربعاء, 21 فبراير, 2018 - 10:30 مساءً

بُحّت أصوات الكثيرين وهي تنادي الجميع بتناسي الماضي، والبدء بصفحة جديدة شعارها "الجمهورية في مواجهة الإمامة الجديدة"، المتمثلة بمليشيات الحوثي الانقلابية التي أسقطت الدولة وأقصت الجميع وانقلبت حتى على شريكها في الانقلاب الرئيس السابق علي عبدالله صالح، ثم انتهى بها الأمر إلى إعدامه في ديسمبر الفائت بتهمة الخيانة والغدر.
 
رحّب الجميع بهذه الدعوة وتعالى الجميع على جراحاتهم وآلامهم، وأصدرت الحكومة بياناً بالترحيب واحتواء كل عناصر المؤتمر وأنصار صالح، بل رحبت بعائلته وعزّتهم بمقتل صالح، ولم تمانع من انضمامهم والتحاقهم بالشرعية.
 
في المقابل يصرّ أعضاء المؤتمر جناح صالح مع أفراد عائلته وأنصارهم على مناصبة الشرعية العداء، وعدم الاعتراف بها، والذهاب بعيداً نحو تكوين تحالفات جديدة مع الإمارات، وبناء قوات عسكرية خارج نطاق الشرعية، تمهيدا لخوض معارك ضد الحوثي منفصلة عن قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، وهو ما اعتبره كثيرون محاولة إيجاد حفتر آخر في اليمن، والذهاب باليمن إلى السيناريو الليبي الدامي.
 
وبذات الطريقة تعمد الآلة الإعلامية التابعة لهم على مواصلة النيل من الشرعية وتشويهها؛ بل إدارة حملات إعلامية مضادة ضد المكونات السياسية المنضوية تحت راية الشرعية مُسخّرة كل إمكانياتها لتفكيك جبهة الشرعية وخلق تيار يعمل وفق أجندات خارجية تهدف إلى تقسيم اليمن وتمزيقه وإطالة أمد الحرب وزيادة كلفة التضحيات التي يدفعها اليمنيون من دمائهم وحياتهم، وحرف مسار المعركة باتجاه مزيد من الانقسامات والتشظي، في مشاريع تصب لخدمة المشروع الإيراني.
 
وأمام هذه الحالة من التعنت والمكابرة، يبذل الكثير من السياسيين والإعلاميين جهوداً كبيرة لمحاولة تقريب وجهات النظر وبناء تحالف يحتوي الجميع، تحت سقف الجمهورية في مواجهة الإمامة، لكنها تبوء بالفشل بسبب تمترس أنصار صالح خلف مواقفهم المسبقة، التي أوصلت البلاد إلى هذه الحالة، التي لن تجلب سوى مزيدٍ من الانقسام والضياع.
 
وختاماً هل ستصغون لصوت العقل والحكمة أم  ستستمرون على هذا النهج والمكابرة والوطن ينهشه الأعداء من كل جانب ابتداء من مليشيات الحوثي الطائفية وليس أنتهاء بالأطماع الأقليمية والدولية التي تسعى للسيطرة عليه وتقسيمه وإدخاله بمزيد من الاقتتال والتشظي والضياع.
 

التعليقات