قريتي !!! متى ؟؟؟
الثلاثاء, 30 أغسطس, 2016 - 11:13 صباحاً

الى فوق (( حَيد العُقب )) في قريتي وصل ال(( ساروخ )) , - ايوه وايش حصل ؟ سلامات , - ما قرحش , - الحمد لله , كان ذلك فحوى الاتصال من قريتي النائمه من قرون في حضن الكدره , والكدره قيل انها المكان الفسيح .

افسحت المجال لخيالي , كيف لو انه انفجر ؟ , لكان ترك السكان المنطقه وذهب كلا في اتجاه , ليس لانهم جبناء , بل لان قريتي لا تحب الحروب , ولا القتل , ولا تحمل السلاح , ويتضارب الناس عند ان يختلفو بايديهم او بالعصي , والبنادق لا تخرج الا لماما . قريتي تصحو فجرا , فتهبط الى الوادي , ووادينا اسمه (( الجنًات )) انظر ما اجمل الاسم , اول ان تشرف عليه فتشنف اذنيك اصوات الطيور الملونه , واسرابها تلعب , تتنطط من غصن الى آخر , من على الساق الى الثاني , وهناك على الارض يتدفق الماء الزلال من النبع , تهيمن عليه اشجار ((الدُندُل)) , و((الطَنِب)) ,

وهناك على مرمى حجر اشجار ضخمه كنا نتسلقها حتى نصل الى حبات (( العمبه )) العظام , كانت رائحتها تفتح الشهية التي لا يسكتها سوى التهام الاصفر منها , حتى اذا قدم (( الدًبُور )) على هيئة رجل لا اسم له , فاجتز كل اشجار العمبه وكانت معمره من مئات السنين , اجتزها بفأسه الحقيره , لتكشف عورة وادينا !!!. كلما ادلهمت سماوات نفسي , الجأ اليها , لا غيرها , اسرع الخطى الى حظنها , اشرب من كل شيئ حتى ارتوي فاعود انسانا متجددا , في حساباتي لا يدخل حساب العمر بالمطلق , ففي قريتي اجدد طفولة اعماقي واعود .

هذه المرة اخلفت وعدي , فلم استطع الذهاب , اذ علي ان الف العشر لفات حتى اصل اليها , وانا تعودت ان اصل اليها من الطريق السهل الممتنع , احس الان ان هناك من يمنعني , من يقيد حركتي , وانا اشتاقها , وهي تنتظرني , اعلم ذلك جيدا , تنتظرني الطرقات ,((الاشحاج)) , شجرة ((السٌقَمه)) التي تعلقت طفولتي واقراني عليها , و(( لول )) رحمها الله والتي حتى قبرها مميز عن الآخرين , هناك على الطريق مثلما كانت تتميز بجمالها , وقوة شخصيتها , وحسن وهبه الله لوجهها بلا حدود , اشتقت الى موسيقى الرعد والبرق , و((هثالل)) المطر , ويا الله ىااسقنا الغيث يا مين يا الله , الزنينة تنتظرني ولن تنزل بدوني ,

لقد اتفقنا على اللقاء عند شجرة ((الخصاله)) , اشتقت لصوت جدتي (( ووووووعبده )) , وعمتي : (( شُقَوٍي العظام ويصح الابدان )) . اشتاق الى دارنا , والديوان وصوت الطويل , الى ((سَفِل)) عمتي حيث حمار الشيخ وصوته الشجي , والثور ((ذَهب)) كان هناك ينتظر ((العَجُور)) , وكباش جدتي , وبقرة امي , وحليب ماعز الدار , وصوت المطحن , ونداء بقرتنا ((تُناهر)) كلما مر احدنا من جانبها , وصوته يجلجل العم قاسم (( آصبر )) .

اشتاق الى مطر قريتي , زنينة الغبش تبلل روحي , فتراني كلما هطل الغيث انطلقت في رحاب الله اجري , تتبلل ملابسي فازداد اخضرارا , ويتلون قلبي بحب الناس , فتراني اغني موسيقى الغبش , نهارات الصبح تنداح من عيني دموع بهجة تتقفز من ((نٌكب الى نُكب)) , من ((هيجة الى هيجه)) , اطارد ((الرٌبَاح)) الذين ياكلون خير الارض . يا قريتي الاثيرة معذرة , هذه المرة انا ابكي بلدا يٌنحر غيثه من الوريد الى الوريد , فاعذريني فانت هذه المرة جزء من كل . لله الامر من قبل ومن بعد .

التعليقات