تقرير يكشف ارتفاع قتلى الحرس الثوري في اليمن وخسائر إيران مع الحوثيين ودورها في الحرب اليمنية (ترجمة خاصة)
- ترجمة خاصة السبت, 03 يونيو, 2017 - 06:59 مساءً
تقرير يكشف ارتفاع قتلى الحرس الثوري في اليمن وخسائر إيران مع الحوثيين ودورها في الحرب اليمنية (ترجمة خاصة)

[ خارطة قتلى إيران في اليمن ]

قام أبو علي، وهو ضابط في الحرس الثوري الإيراني، مع 52 مقاتلاً من الحوثيين في 21 مارس/آذار من ‏هذا العام بالهجوم على محافظة عسير الحدودية مع المملكة العربية السعودية، وكان الغرض من هذا ‏الهجوم هو إجراء سلسلة من الهجمات الصاروخية في الصباح الباكر، حيث استخدم الحوثيون ‏صواريخهم في الهجوم على قرية ظهران الجنوب بعد السيطرة على محطة حدودية. ‏
 
وقد قام الحوثيون بعد السيطرة على مركز قيادة العلب العسكري بتفخيخ المركز وتفجيره كلياً.
 
وردت ‏القوات السعودية بشكل سريع على هذا الهجوم بقصف تواجد هذه المجموعة بطائرات من طراز ‏‏"إف16"، حيث قتل ضابط الحرس الثوري الإيراني مع أربعين مقاتلاً من الحوثيين وأصيب ما يقارب ‏من 12 آخرين، وتم تدمير عرباتهم ومنصات إطلاق صواريخهم كلياً. ‏
 
وكان قائد الحرس الثوري الإيراني "أبو علي" معروفاً بشنه لهجمات سابقة ضد المملكة العربية ‏السعودية والإشراف على التدريب العسكري والتشغيلي "لكتائب الحسين"، وهي قوة نخبة تابعة ‏للمتمردين الحوثيين في شمال ووسط اليمن. وقد أدى دعم إيران لحركة التمرد الحوثية في اليمن إلى ‏تفاقم الصراع اليمني وأثار ردود فعل غاضبة من دول الخليج خاصة من المملكة العربية السعودية. ‏
 
 هناك جانب من الحرب اليمنية لم يتلقى سوى تغطيه ضئيلة جداً مقارنة بتلك التغطية التي تسلط ‏الضوء على الانتهاكات السعودية في اليمن، بحسب التقرير الذي ترجمه "الموقع بوست".
 
إن هذا الجانب هو الارتفاع المتزايد والحاد في عدد قتلى ‏مقاتلي الحرس الثوري الإيراني وحزب الله في اليمن، حيث إن هجوم الحوثيين بقيادة ضابط الحرس ‏الثوري الإيراني هو مثال واحد فقط على تزايد معدل قتلى الحرس الثوري وتكاليف حربه في اليمن. ‏
 
واستنادا لتحليل قام به خبراء عرب وخليجيون، فإن عدد قتلى وجرحى وأسرى الحرس الثوري ‏الإيراني وحزب الله في اليمن قد تجاوز 44 مستشاراً خلال عامين من الحرب الأهلية.
 
وبعيداً عن البيانات الغامضة، فإن إيران وحزب الله لم يعلقا علناً على عملياتهم العسكرية أو خسائرهم ‏في اليمن، حيث يمكن فهم نتائج مغامرة إيران من خلال تحليل لإستراتيجيتها وهجماتها الصاروخية ‏وبرامج التدريب العسكري ولوجستيات الإمداد والعمليات البحرية خلال عامين من الحرب الأهلية في ‏اليمن. ‏
 

طرق تهريب عبر الأراضي من الشواطئ والموانئ في عمان واليمن (المصدر: الأمم المتحدة)


قاعدة إيران الإستراتيجية في اليمن

إن الدعم الإيراني للحوثيين هو جزء فقط من إستراتيجية إيران لتطويق شبه الجزيرة العربية، حيث ‏تستخدم إيران الدعم السري للمجتمعات الشيعية لزرع بذور للتمرد الذي من شأنه تغيير الأنظمة السنية ‏بأنظمة أخرى جديدة موالية لطهران، وفقا لموقع وور أون ذا روكس.
 
وقد قدمت إيران على مدى العامين الماضيين التدريب والدعم ‏للخلايا الإرهابية التي تهدف إلى اغتيال المسؤولين الحكوميين وإلحاق الضرر بالبنية الأساسية في كلٍّ ‏من الكويت والإمارات العربية المتحدة، حيث إن عمليات اعتقال الخلايا المدعومة من إيراني آخذة في ‏الارتفاع في دولة البحرين. ‏
 
وقد تجنب مستشارون تابعون لإيران وحزب الله في اليمن الارتباط المباشر بالمعارك في اليمن ‏وركزوا على برامج التدريب والتجهيز التابعة للحوثيين، حيث تقع معسكرات التدريب التابعة للحرس ‏الثوري الإيراني وحزب الله في اليمن بعيداً عن الخطوط الأمامية للحرب الحالية، وذلك للحفاظ على ‏خسائرهما في اليمن مع ارتفاعها في كل من العراق وسوريا. ‏
 
واستغل تنظيم القاعدة الفراغ الأمني بعد الانهيار المفاجئ للجيش اليمني في سبتمبر/أيلول 2014 لتشكيل ‏تحالفات سياسية وعسكرية مع مقاتلي القبائل السنية في المحافظات الشمالية والوسطى والشرقية، حيث ‏دافع تنظيم القاعدة والمقاتلين القبليين السنة عن هذه الأراضي وأوقعوا أول خسائر لحزب الله في ‏الأشهر التي سبقت تدخل قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية في اليمن في مارس/آذار ‏‏2015. ‏
 
وأعلن قائد عسكري تابع لحزب الله في 8 مارس/آذار 2015 بأن ثمانية من مقاتلي الحزب قد قتلوا أثناء ‏انخراطهم في أعمال القتال في اليمن، حيث أعلن المقاتلون المناهضون لحركة التمرد الحوثية بعد ‏ثلاثة أسابيع أسرهم لثلاثة ضباط من الحرس الثوري الإيراني ومستشاراً واحداً من حزب الله عندما ‏كانوا يقاتلون إلى جانب قوات الحوثيين في كل من محافظتي عدن وشبوة. ‏
 
ويقول التقرير الذي ترجمه للعربية "الموقع بوست"، إن المستشارين العسكريين التابعين للحرس الثوري الإيراني وحزب الله يقتلون بأعداد متزايدة في ‏اليمن، حيث فقدوا 15 مستشاراً وضابطاً مؤخراً في سلسلة من الضربات الجوية.
 
وفي حين أن هذه ‏الأعداد تبدو قلية جداً مقارنة بخسائرهم في العراق وسوريا، فإن ارتفاع عدد القتلى يدل على زيادة ‏الخسائر في الأرواح والعتاد للحرس الثوري الإيراني وحزب الله في شبة الجزيرة العربية. ‏
 
البرامج العسكرية والصاروخية للحرس الثوري الإيراني
 
كان عدد القتلى من الحرس الثوري الإيراني في اليمن هذا العام أكثر من ضعف عدد القتلى في العام ‏الماضي، حيث قتلت الغارات الجوية في شهر فبراير/شباط من هذا العام في محافظة صعدة الشمالية خمسة ‏مستشارين من الحرس الثوري الإيراني، ومستشار واحد من قوات الصواريخ التابعة له والمعروف ‏بإسم "أفغان".
 
وقد جندت إيران في شهر مارس/آذار مستشارين إضافيين من المليشيات الشيعية الأفغانية ‏في سوريا والمدعومة من الحرس الثوري الإيراني وأرسلتهم إلى اليمن لتقديم الدعم العسكري ‏للحوثيين. ‏
 
وتعتبر محافظة صعدة منذ مايو/آيار 2015 القاعدة الرئيسية للحوثيين للقيام بالهجمات الصاروخية ‏والمدفعية التي تستهدف المملكة العربية السعودية وقوات الشرعية، وتعتبر أيضاً مركزاً لحركة ‏الحوثيين، حيث أعلن محافظ المحافظة هادي طرشان الوائلي أن عدد مستشاري الحرس الثوري ‏الإيراني في المحافظة قد تزايد بشكل كبير. ‏
 
ووفقاً للقادة الميدانين الحوثيين الذي تم القبض عليهم، فإن مستشاري الحرس الثوري الإيراني المقيمون ‏في محافظة صعدة يشرفون على تصميم وصيانة منظومات الصواريخ ولواء الصواريخ التابع ‏للحوثيين.
 
كما يقومون بتعليم كيفية الاستهداف وقراءة الخرائط وتدريس دورات عسكرية أخرى تابعة ‏للحرس الثوري وحزب الله. ‏
 
اللوجستية والإمداد ‏
 
تخضع خطوط عمليات الإمداد الإيرانية لضغوط متزايدة، حيث سيطرت قوات التحالف العربي على ‏ثلاثة موانئ في البحر الأحمر واثنين من الأرخبيلات التي كانت تستخدمها إيران مسبقاً لتخزين ‏وتهريب الأسلحة إلى الأراضي الواقعة تحت سيطرة الحوثيين.
 
كما أن ميناء الحديدة الساحلي يقع تحت ‏حصار مزدوج من قوات التحالف العربي والقوات اليمنية، حيث يسعى التحالف العربي للسيطرة على ‏مدينة الحديدة ومينائها، غير أن مجموعة من المشرعين الأمريكيين تساءلت مؤخراً عما إذا كان ‏بإمكان القوات اليمنية وقوات التحالف تحقيق انتصار سريع في الحديدة ومعالجة ما يترتب على ذلك ‏من تداعيات إنسانية. ‏
 
وتراقب نقاط التفتيش التابعة لقوات التحالف العربي شحنات الأسلحة والطائرات بدون طيار الإيرانية ‏على طول الطريق الشمالي، بينما تقوم القوات اليمنية بخنق طريق الإمداد الجنوبي وتفتيش أي شحنات ‏إيرانية في طريقها للحوثيين، حيث حاصرت القوات اليمنية مؤخراً مدينة بيحان الشرقية بشبوة ‏بإعتبارها "شريان" شبكة التهريب الشرقية للأسلحة الإيرانية، وقامت القوات اليمنية أيضاً بإنشاء نقاط ‏تفتيش على طول الطريق المعبدة بين محافظتي شبوة والمهرة. ‏
 
حملة إيران وحزب الله البحرية ‏
 
بدأ الجيش اليمني في يناير/كانون الثاني 2017 بهجوم ساحلي جديد سُمي "الرمح الذهبي" بدعم من القبائل السنية ‏والقوات الخاصة الإماراتية التي تستهدف على وجه التحديد نشاطات حزب الله في اليمن على مدى ‏الثلاثة الأشهر الماضية.
 
وأسرت القوات اليمنية بدعم من القبائل السنية سبعة من مستشاري حزب الله في ‏محافظتي تعز ومأرب، حيث إن عدد المقاتلين التابعين لحزب الله الذين تم القبض عليهم خلال الأشهر ‏الثلاثة الأولى من هذا العام قد تضاعف كثيراً مقارنةً بعدد الذين تم القبض عليهم خلال عام 2016. ‏
 
وقد استردت هذه العملية عدداً من الموانئ الإستراتيجية على طول الساحل الغربي لمدينة تعز التي تقع ‏على طول مضيق باب المندب الذي يعتبر نقطة بحرية رئيسية لتجارة النفط والغاز الطبيعي بين ‏أوروبا وآسيا وأفريقيا والشرق الأوسط. ‏
 
وفي 14 يناير/كانون الثاني ألقت القوات اليمنية والقبائل السنية القبض على اثنين من خبراء الحرب البحرية ‏التابعين لحزب الله في مدينة الضباب الساحلية الغربية في مدينة تعز، حيث كان أحد هؤلاء الخبراء ‏متخصصاً في تكتيكات وضع الألغام. كما قدم الحرس الثوري الإيراني طائرات بدون طيار ‏وتكنولوجيا "القوارب المتفجرة" للقيام بهجمات "كاميكاز" ضد سفن التحالف العربي ودفاعاته الجوية. ‏
 
وهاجمت ثلاثة زوارق تابعة للحوثيين بعد ذلك بأسبوعين فرقاطة سعودية بالقرب من ساحل مدينة ‏الحديدة، مما أسفر عن مقتل اثنين من طاقمها وجرح آخرين. ‏
 
وفي 22 مارس/آذار أكدت مصادر إيرانية أنها أرسلت مختصين عرب شيعة لتقديم دعم التدريب العسكري ‏واللوجستي للحوثيين، حيث قصفت البوارج الحربية التابعة للتحالف العربي منطقة ساحلية بالقرب من ‏مدينة الحديدة مما أدى إلى مقتل مستشار في الحرس الثوري الإيراني عندما كان يساعد المتمردين ‏الحوثيين في تجهيز القوارب المتفجرة عن بعد لشن هجمات ضد السفن البحرية التابعة للولايات ‏المتحدة الأمريكية والتحالف العربي.

حفرة القطران الإيرانية في اليمن
 
إن تدخل إيران في الحرب الأهلية اليمنية قد وصل الآن إلى حالة من القطران المعروفة، وبالمثل فإن ‏الاستثمارات الإيرانية منخفضة التكلفة في اليمن قد أثبتت أنها في حفرة قطرية لا يمكن مقومتها ‏والخروج منها. ‏
 
وبالنسبة لإدارة ترامب فإن مواجهة القاعدة في اليمن يعتبر تحدي حقيقي للإدارة الأمريكية، وإن ‏الخوض في الحرب الأهلية اليمنية لمواجهه السلوك الإيراني السيئ يثير إندفاعاً مشكوكاً فيه.
 
وفي حين ‏أن إدارة بوش وأوباما دعمت التدابير غير المباشرة لوقف الدعم الإيراني للحوثيين، فإن مهمتها ‏الأساسية قد تركزت على محاربة تنظيم القاعدة في شبة الجزيرة العربية. ‏
 
وقامت دول الخليج العربي باستقطاب الجهاديين وإدماجهم في وحداتهم البرية التي تدعم الجيش ‏اليمني، حيث قاتل مقاتلو القاعدة وقادتهم جنباً إلى جنب مع قوات التحالف العربي والقوات الشرعية ‏التابعة للرئيس اليمني في قتالهم ضد قوات المتمردين الحوثيين.

وعلى الرغم من أن القوات الأمريكية ‏لا تتقيد بتحالف هادي والدول العربية الأخرى بسبب تحالفهم غير المعلن مع تنظيم القاعدة، فإن ‏استهداف القوات الأمريكية لمحطات الرادار التابعة للحوثيين تدل على أن الاستفزازات الإيرانية قد ‏تؤدي إلى تقارب مؤقت للمصالح. ‏
 
ويدرس ترامب حالياً زيادة الدعم المخابراتي واللوجستي لعمليات التحالف العربي ضد الحوثيين، ‏فضلاً عن ضم مستشارين أمريكيين جدد ضمن قوات التحالف العربي. وبالنظر إلى قتال تنظيم القاعدة ‏جنباً إلى جنب مع الجيش اليمني في معاركهم ضد الحوثيين، فإن الجانب السلبي من هذا التحالف غير ‏الحكيم لا يمكن قياسه حتى الآن. ‏
 


التعليقات