‏متعاقدون في المجال الإنساني يدعمون العمليات العسكرية الأمريكية في اليمن (ترجمة خاصة)
- ترجمة: عادل هاشم ‏ الجمعة, 09 يونيو, 2017 - 12:03 صباحاً
‏متعاقدون في المجال الإنساني يدعمون العمليات العسكرية الأمريكية في اليمن (ترجمة خاصة)

[ طائرة تابعة للصليب الأحمر الدولي تحمل مساعدات ]

سلط تقرير جديد الضوء على المتعاقدين الغامضين الذين يدعمون العمليات العسكرية الأمريكية الأكثر سرية في مكافحة ‏الإرهاب، وكما ذكر موقع "ذا وار زون" وترجمه "الموقع بوست"  بأن وزارة الدفاع الأمريكية وقيادة العمليات الاستخباراتية غالباً ما تأخذ ‏اهتماما كبيرا في تشويش وإخفاء أنشطتها في الخارج، ولكن غالباً ما تخلق هذه الأنشطة مشاكل خطرة بين قوات الأمن ‏والجواسيس والمنظمات الإنسانية والشركات الخاصة.
 ‏
وفي 27 مارس/آذار 2017 اعتقل المتمردون الحوثيون مقاولا أمريكيا في العاصمة صنعاء يدعى "داردن" الذي أطلق سراحه بعد ستة ‏أشهر من اعتقاله عبر وساطة عمانية، حيث لم يكن هناك أي شيء يدل على أن عمل داردن في اليمن غير مألوف كما ذكرت ‏صحيفة نيويورك تايمز يوم 6 مايو/أيار 2017. ‏
 
وقد كان داردن يعمل كرئيس العمليات في شركة "ترانزوسانيك" للتنمية التي تعمل على تنسيق وتخزين شحنات المساعدات ‏الإنسانية التابعة للمنظمات الإنسانية كالجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف". ولكن كان داردن ‏يعمل وبشكل سري أيضاً على إدارة الشحنات الواصلة للعمليات الخاصة الأمريكية.

إن هذا الأمر ليس بمفاجئة، ولكن الجيش الأمريكي أصبح بشكل متزايد يعتمد مؤخراً على المتعاقدين للقيام بمجموعة من المهام ‏الواسعة، حتى عندما يتعلق الأمر بالمهام الأكثر سرية. إن قيام هؤلاء الأفراد والشركات بتوفير الدعم في المناطق النائية والخطرة ‏جنباً إلى جنب مع الوحدات العسكرية وشبة العسكرية المتخصصة يعتبر بالأمر الحيوي للولايات المتحدة الأمريكية بسبب عدم ‏مقدرتها على القيام بصراع واضح في مثل هذه المناطق.‏
 
وتدير وزارة الدفاع الأمريكية -حسب موقع "ذا وار زون" وترجمه "الموقع بوست" منذ أن استولى الحوثيون على العاصمة اليمنية صنعاء حملة عسكرية متعددة الأوجه لمحاربة ‏تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب، حيث كانت من جهة تقوم بتدريب وتجهيز الجيش اليمني لمحاربة التنظيم، ومن جهة أخرى ‏كانت تقوم بضربات طائرات بدون طيار وغارات للقوات الخاصة بمساعدة من المتعاقدين اليمنيين الذي تم تدريبهم لمهاجمة ‏أفراد معينين.

ويوجد بالفعل أدلة مهمة تتعلق بمشاركة المتعاقدين في كل من العمليات العامة والسرية، حيث قامت الحكومة الأمريكية بتعيين ‏متعاقدين عسكريين وأمنيين خاصين لتقديم مساعدة أكثر فعالية في تدريب وتجهيز قوات الأمن اليمنية، ولكن هذا العمل قد تطلب ‏من وزارة الدفاع الأمريكية والمسؤولين الأمريكيين الآخرين استخدام الخدمات اللوجستية الخاصة أو الشركات الخاصة لنقل ‏الموظفين والمعدات من وإلى خارج البلاد.
 ‏
وقد كشف موقع "ذا وار زون" في شهر مارس/آذار 2017 عن وجود برنامج مشترك بين الجيش الأمريكي ومكتب التحقيقات ‏الفيدرالي والذي عرف باسم مؤتمر الوكالة اليمنية الصومالية للمعلومات، حيث جاء هذا البرنامج كجزء من تحليل واسع للوضع ‏في خليج عدن.
 ‏
ومع ذلك يبدو أن وصف صحيفة نيويورك تايمز وردود الحكومة الأمريكية على الصحفيين حول شركة "ترانزوسانيك" قد ‏انتهى إلى نقل المعدات والإمدادات العسكرية لوحدة عسكرية غامضة تعرف بإسم فرقة "48-4.2" حيث إن هذه المجموعة جزء ‏فقط من مجموعة كبيرة تديرها قيادة العمليات الخاصة المشتركة التي تحارب الإرهاب في جميع أنحاء الجزيرة العربية وشرق ‏أفريقيا. ‏
 
لا تزال الحكومة الأمريكية وشركاؤها تطبق هذه النماذج ليس فقط في اليمن، وإنما في البلدان الساخنة الأخرى كأفغانستان ‏والعراق وسوريا والصومال، حيث تحطمت طائرة شحن أمريكية في 30 مايو/أيار 2017 تابعة لشركة ‏غامضة تدعى "هايدي أفييشن" في مطار العاصمة الصومالية مقديشو.
  ‏
إن هذه الأعمال سوف تعرض العاملين في المجال الإنساني للخطر إذا لم يستطع الإرهابيون التمييز بين أولئك الذين يعملون في ‏المجال الإنساني وأولائك الذين يعملون في المجال العسكري بسرية. ‏
 
إن تجربة داردن وغيرها لم تثنِ الحكومة الأمريكية وشركاءها عن توظيف المتعاقدين في مهام تتعلق بالجانب الإنساني لتنفيذ ‏مهام أخرى متعلقة بمحاربة الإرهاب.

 


التعليقات