الصوماليون الناجون من الغرق يروون عملية إغراقهم في السواحل اليمنية (ترجمة خاصة)
- ترجمة خاصة الثلاثاء, 15 أغسطس, 2017 - 07:44 مساءً
الصوماليون الناجون من الغرق يروون عملية إغراقهم في السواحل اليمنية (ترجمة خاصة)

[ المهربون استخدموا الضرب مع اللاجئين للقفز إلى البحر ]

روى عدد من الناجيين الأفارقة عملية الغرق التي تعرض لها لاجئون صوماليون وإثيوبيون في السواحل اليمنية. 

وذكر الناجون كيف أجبر التجار المهربون بأسلحة AK47 العشرات من الغرق والقفز في البحر قبالة المياه اليمنية.

ونقلت الغارديان البريطانية عن الناجين أن المهربين استخدموا الضرب والتهديد بإطلاق النار على أكثر من 100 لاجىء، بمن فيهم أطفال لا يستطيعون السباحة، للقفز إلى البحار الثقيلة قبالة سواحل اليمن الأسبوع الماضى. 

وقتل ما لا يقل عن 50 شخصا، وهذا الحادث هو الأحدث في سلسلة قتل فيها المئات وربما آلاف اللاجئين.

وقال الناجون الذين تم الاتصال بهم في اليمن لصحيفة "الغارديان" إن أفراد طاقم مسلحين من طراز "أكا 47" أخبروا حوالي 120 رجلا وامرأة وطفلا على القفز إلى الماء، في حين لا يزال على بعد 1 كيلومتر على الأقل من الشاطئ.

وأضاف الناجون أن "القارب غادر بوساسو وهو ميناء فى صوماليلاند على خليج عدن قبل حوالى 16 ساعة".

وقد تأكدت وفاة 51 لاجئا معظمهم من الصوماليين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا، ومن المتوقع أن يرتفع عدد القتلى.

ويضيف الناجون "أخبرنا المهربون أنه من الخطورة جدا أن نقترب من الشاطئ حيث أن السلطات اليمنية قد اعتقلت المهربين هناك، لذلك قالوا لنا للقفز، بعض الناس صرخوا وطلبوا من المهربين أن يقربنا، لكنهم رفضوا وبدؤوا يضربون الناس بالعصي". 

وقال عبد الرحيم إلمي آنو (25 عاما) وهو عامل في بوساسو، لصحيفة الجارديان "لقد كانوا يختبئون في أن يجادلوا، وبدأ الناس يقفزون إلى البحر".

وتابع "للأسف، لم ينج سوى عدد قليل جدا. أتذكر أن بعضهم كانوا صغارا جدا ولم يعرفوا كيفية السباحة ".

وقالت المنظمة الدولية للهجرة إن موظفيها عثروا على مقابر ضحلة من 29 مهاجرا على شاطئ في محافظة شبوة باليمن خلال دورية روتينية صباح اليوم الثلاثاء، وقد دفن الناجون على عجل وهم على قيد الحياة.

وتقدر المنظمة الدولية للهجرة أن نحو 55 ألف مهاجر قد غادروا القرن الأفريقي ليأتوا إلى اليمن منذ يناير/كانون الثاني، وأكثر من 30 ألف من هؤلاء المهاجرين هم من الصوماليين والإثيوبيين الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما، ويقدر أن الثلث من الإناث.

 ويأمل معظمهم في إيجاد فرص اقتصادية أفضل في بلدان الخليج أو السفر إلى أماكن أخرى، وهم يفرون من الجفاف والحرب والقمع في بلدانهم الأصلية.

وفى حادث ثان، قام مهربون في قارب آخر يحمل عددا كبيرا من اللاجئين الإثيوبيين برمي 160 شخصا فى المياه تحت تهديد السلاح.

وذكرت المنظمة الدولية للهجرة فى بيان الأسبوع الماضى أنه تم انتشال خمس جثث حتى الآن، وأن حوالى 50 جثة قد فقدت، وذكرت الوكالة أن متوسط ​​عمر الركاب على متن القارب كان 16 عاما.

وفي مارس، اتهمت الحكومة الصومالية التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن بشن هجوم على مركب وقتل ما لا يقل عن 42 لاجئا صوماليا قبالة سواحل اليمن.

وعلى الرغم من المخاطر، لا يزال اليمن جذابا للمهاجرين الأفارقة نظرا لعدم وجود سلطة مركزية لمنعهم من السفر فصاعدا.

وقالت سوبان عبدالنور شوكور البالغة من العمر 22 عاما إن شقيقها الأصغر البالغ من العمر 19 عاما والذى كان يأمل فى العثور على عمل لدفع ثمن التدريب كمهندس كمبيوتر كان من بين القتلى يوم الثلاثاء "إنها كارثة على عائلتنا".

وتضيف "رأيت له الليلة التي كان يسافر فيها إلى اليمن عائلتي تعيش في فقر، لذلك أخي أراد أن يساعدنا على الخروج من هذه الحياة السيئة".

 ثم قال إنه سيتوجه إلى أوروبا لإيجاد عمل جيد ثم يواصل الحصول على التعليم ومساعدة الأم في الوطن، متحدثا على الهاتف من بوساسو.

قالت أمينو دوبو، أم تبلغ من العمر 17 عاما على نفس القارب، إنها باعت أرضا عائلية واقترضت المال لدفع ثمن رحلته. اتصل لها ابنها من بوساسو ليقول لها إنه دفع 500 دولار إلى مهرب لمروره عبر خليج عدن وسيغادر قريبا.

وقد وصل أكثر من 111.500 مهاجر إلى شواطئ اليمن العام الماضي، مقارنة بنحو 100 ألف مهاجر في العام السابق، وفقا لأمانة الهجرة المختلطة الإقليمية، وهي مجموعة من الوكالات الدولية التي ترصد الهجرة في المنطقة.

وقال آنو إنه ترك ثلاثة أطفال وزوجته خلف بلدة بيليتوين بوسط الصومال إلا أنه لم يتمكن من العودة، وهو يخطط الآن للسفر إلى السودان عن طريق رحلة بحرية غير آمنة أخرى غير قانونية ثم إلى ليبيا، وذكر أن الرحلة ستتراوح بين 5500 دولار و7 آلاف دولار.


التعليقات