قال بأن الإمارات تسعى لإضعاف حزب الإصلاح
معهد المشاريع الأمريكية: نزعة الانفصال تهدد شرعية هادي وتؤثر على مكافحة الإرهاب
- خاص الاربعاء, 01 نوفمبر, 2017 - 05:54 مساءً
معهد المشاريع الأمريكية: نزعة الانفصال تهدد شرعية هادي وتؤثر على مكافحة الإرهاب

[ تحليل للوضع في اليمن نشره الموقع ضمن تقريره ]

قال تقرير جديد صادر عن مركز التهديدات الحرجة التابع لمعهد المشاريع الأمريكية إن الولايات المتحدة الأمريكية حددت إستراتيجية جديدة تجعل من اليمن مسرحا رئيسيا لمواجهة إيران في المنطقة، مستبعدا في الوقت ذاته نجاح هذه الإستراتيجية.
 
واعتبر التقرير أن النزعة الانفصالية الجنوبية المتزايدة تؤدي إلى مزيد من نزع الشرعية عن الحكومة اليمنية المدعومة من الولايات المتحدة، وأن المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن غير قادر على تسهيل التسوية بين هذه الجماعات، في وقت توسع فيه روسيا نفوذها كوسيط في الصراع.
 
الحوثي وصالح
 
وفي التقرير الذي ترجمه للعربية "الموقع بوست" يقول معدوه إن حركة الحوثيين المدعومة من إيران واصلت تعزيز سيطرتها على الوزارات الحكومية في صنعاء.
 
يقول التقرير في سياق حديثه عن جماعة الحوثي وقوات صالح إنهما اكتسبتا قدرة أكثر تقدما في سلاح الجو، ويستشهد بإسقاط طائرة استطلاع أمريكية من طراز مق-9 في أوائل أكتوبر/تشرين الأول، ويرجح أضا إسقاطهما لطائرة مقاتلة من طراز "تايفون" بقيادة السعودية في أواخر أكتوبر/تشرين الأول فوق محافظة صنعاء، لكنه اعتبر تصريحات قائد سلاح الجو التابع للحوثي وصالح عن تعزيز قدراتهما الجوية مجرد موقف.
 
ويضيف التقرير: "من المحتمل أن تكون إيران قد قامت بتيسير أي تغيير في قدرات قوات الحوثي-صالح الجوية المضادة، وقد تستخدم قوات الحوثي صالح قوات صواريخ أرض-جو روسية من مخزونات الحرب قبل الحرب الأهلية في اليمن، ولكن سيكون من الصعب تفسير لماذا أصبحت أكثر فعالية باستخدام هذه الأسلحة دون مساعدة خارجية بعد كل هذه السنوات".
 
وعن ما يجري في الجنوب، يقول التقرير إن تهديد الأطراف السياسية اليمنية في الجنوب بالاستقلال سيؤدي إلى زعزعة استقرار حكومة عبدربه منصور هادي ويقوض السياسة الأمريكية لدولة يمنية موحدة.
 
استهداف الامارات لحزب الإصلاح
 
وتطرق التقرير في معلوماته لدور حزب التجمع اليمني للإصلاح، ويشير إلى أن دور حزب الإصلاح المرتبط بالإخوان المسلمين في اليمن يواجه تحديا من النفوذ الإماراتي، وقال بأن صعود الحوثيين في عام 2014 أدى إلى إضعاف الإصلاح بشكل كبير في اليمن، ولا سيما الفصيل القبلي الذي دعم الحزب.
 
وذكر بأن النفوذ الإماراتي أثر بشكل أكبر على دور الحزب الإسلامي السياسي في حكومة هادي، ويسرد العديد من الأحداث التي طالت حزب الإصلاح في اليمن، منها حظر المجلس السياسي الانتقالي في الجنوب حزب الإصلاح في أوائل يوليو/تموز، ثم ارتفاع العنف ضد الكيانات الحزبية في عدن بعد إعلان المجلس الوطني في أكتوبر/تشرين الأول، إضافة الى اعتقال قوات الأمن المدعومة من الإماراتيين مؤقتا عدد من أعضاء حزب الإصلاح البارزين بتهم الإرهاب.
 
ورجح التقرير أن يؤدي ذلك إلى تحقيق مكاسب لحزب الإصلاح، تتمثل في مساعي الرئيس هادي لاسترضاء حزب الإصلاح الذي يلعب دورا هاما في حكومة هادي بتمكينه في محافظة مأرب في شمال اليمن.
 
الدور الروسي
 
وعن الدور الروسي وتأثيره في الملف اليمني، قال معد التقرير إن عرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتسهيل التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع اليمني يعتبر بمثابة فرصة لموسكو لتوسيع نفوذها في المنطقة.
 
وتطرق لإعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعداده لتسهيل تسوية النزاع اليمني قبل يومين من موافقة الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز على شراء نظام الدفاع الجوي الروسي S-400 وغيره من منصات الأسلحة في مطلع أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
 
كما عرضت روسيا استضافة محادثات أولية بين الرئيس السابق صالح وممثلي حكومة هادي في وقت لاحق من هذا الشهر، وأعاد مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن تنشيط محاولات الوساطة لكنه لا يزال غير قادر على إشراك كتلة الحوثي-صالح الذي  ينظر إليه على أنه متحيز ضدهما.
 
ويشير التقرير إلى أن روسيا حافظت على حيادها في الصراع اليمني من خلال الحفاظ على العلاقات وتقديم بعض المساعدة إلى كتلة الحوثي-صالح وحكومة هادي.
 
الحرب على الإرهاب
 
في تناوله للحرب على الإرهاب في اليمن قال التقرير إن الولايات المتحدة الأمريكية وسعت استهدافها ليشمل الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) للمرة الأولى في اليمن.
 
وقال بأن الغارات الجوية الأمريكية قتلت 60 مسلحا داعش في فترة عشرة أيام في شمال غربي محافظة البيضاء وسط اليمن، ويعتقد بأن تلك الغارات الجوية لا تشير بالضرورة إلى أن داعش لها موطئ قدم أقوى في البلاد، كما أن داعش لم يشن هجوما بعد ثلاثة أشهر من محاولة فاشلة له وسط اليمن، وأضاف: "من المرجح أن يتواجد تنظيم داعش في اليمن على يد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية في وسط اليمن، الذي تواصل الولايات المتحدة استهدافه".
 
بالنسبة لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، ذكر التقرير أنه يواصل حملته الهجومية في جنوب وشرق اليمن رغم تجدد حملة مكافحة الإرهاب التي تدعمها الإمارات والتي بدأت في أغسطس/آب، واستمر تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في حملة عبوات ناسفة محلية الصنع لاستعادة البيئة المتساهلة في محافظة أبين جنوبي اليمن.
 
وقال بأن الاستياء المتزايد بين قبائل أبين تجاه قوات الأمن المدعومة من الإمارات يزيد من احتمال أن تكون المكاسب التي تحققها قوات الأمن مؤقتة.
 
ووفقا للتقرير، فمن المحتمل أن تكون القاعدة في شبه الجزيرة العربية مسؤولة عن سلسلة من الاغتيالات التي تستهدف الأئمة السلفيين المعتدلين في مدينة عدن، وهي إستراتيجية استخدمها تنظيم القاعدة في الماضي، على الرغم من أن المجموعة قد تفقد نفوذها في تعز، ثالث أكبر مدينة في اليمن، (وربما كانت هذه النقطة الوحيدة في التقرير التي تحتاج إلى مزيد من النقاش مع معدي التقرير، إذ لا تستند لأي حقائق ميدانية أو تأريخية، فالخلاف بين السلفيين وتنظيم القاعدة موجود، ولم يثبت استهداف القاعدة للسلفيين في عدن).
 
الوضع الإنساني
 
عن الوضع الإنساني في اليمن ذكر التقرير أن تفشي وباء الكوليرا في اليمن يعد الآن أكبر وأسرع انتشار للوباء في التاريخ المسجل، حيث سجلت اليمن إصابة 800 ألف حالة إصابة بالكوليرا فى أوائل أكتوبر/تشرين الأول منذ بدء تفشي المرض في أواخر أبريل/نيسان الماضى.
 
ووفقا للتقرير فإن المناطق التي يسيطر عليها الحوثي-صالح من أكثر المناطق تضررا في اليمن، ويشير إلى أن شحنات المعونة العادية للأمم المتحدة إلى مطار صنعاء الدولي وزيادة جهود المعونة التي تقدمها المنظمات غير الحكومية عمل على إبطاء انتشار الكوليرا، إلا أن الحصار الذي تفرضه قوات التحالف بقيادة السعودية على المناطق التي تسيطر عليها قوات الحوثي-صالح، والبيروقراطية الملتوية لحكومة الحوثي-صالح، واستمرار عدم الاستقرار جراء الصراع ما زال يعيق جهود الإغاثة، وفقا للتقرير.
 
في ختام الاستعراض قال معد التقرير "ماهر فاروخ" إن من المرجح أن يؤدي الحراك المطالب بالانفصال جنوب اليمن إلى عرقلة التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع اليمني، إذ إن الجهود الحالية تركز على تعزيز اليمن الموحد، وستقلل النزعة الانفصالية من جهود مكافحة الإرهاب هناك إذا بدأت جهود الانفصال في التحول نحو العنف، وسيتيح الفشل المستمر في الحرب على تنظيم القاعدة في جزيرة العرب لتعافي التنظيم من النكسات الأخيرة، وإعادة إنشاء الملاذات الآمنة التي فقدتها في أغسطس/آب في جنوب وشرق اليمن.
 
* كاتب التقرير هو ماهر فاروخ، وهو محلل لمشروع التهديدات الحرجة في معهد المشاريع الأمريكية، وتركز أبحاثه على الفروع التابعة للقاعدة والحركات المرتبطة بها في خليج عدن.
 
وعمل ماهر في عدة مناصب غير هادفة للربح، وعمل مع وزارة التنمية الاجتماعية الأردنية في عمان، وحاصل على درجة الماجستير في دراسات السياسة الأمنية في جامعة جورج واشنطن ويحمل المزدوجة B.A. في العلوم السياسية والدراسات الدولية مع قاصر في دراسات الشرق الأوسط من جامعة يوتا.
 
وساهم في إجراء أبحاث هامة حول هذا التقرير كلٌّ من ميراندا مورتون وإيما تفيت.
 
* نشر التقرير في موقع التهديدات الخطيرة (criticalthreats)، ويتبع معهد المشاريع الأمريكية وأنشئ في عام 2009، ويهدف إلى إعلام وتثقيف صناع القرار، والمخابرات والمجتمعات العسكرية، وجميع المواطنين المهتمين الذين يحتاجون إلى فهم الفروق الدقيقة وحجم التهديدات لأمن أمريكا.
 
ويقوم المشروع بتحليل المعلومات الاستخبارية عن المعلومات غير المصنفة لإجراء تقييمات مستمرة للتهديدات التي تتعرض لها الولايات المتحدة وحلفاؤها.
 
يمكن قراءة التقرير بنسخته الأصلية على الرابط هنا


التعليقات