طالب بريطاني يتحدث عن اليمن في مقال.. ماذا قال؟ (ترجمة خاصة)
- ترجمة خاصة السبت, 03 فبراير, 2018 - 12:18 صباحاً
طالب بريطاني يتحدث عن اليمن في مقال.. ماذا قال؟ (ترجمة خاصة)

[ تفشي وباء الكوليرا باليمن ]

تخيل وأنت تتمشى في قريتك ، تشاهد الناس على طرفي الطريق يتلوون من شدة الألم، يتقيؤون، وينوحون. على جوانب متنزه  محلي، أكياس محاليل الأرواء تتدلى من الأشجار بينما يجلس مستخدموها الهزيلون تحت فروعها ، وأنت تخطو على  الصخور، التي لا شك أنها  أتت من حفر الألغام التي كانت دكانا لوقت قريب ،وفي النهاية تقوم بذلك  بشكل جيد وتصل إلى البئر، وبالرغم من الانفجارات التي تسمع من بعيد مازال قلبك هادئ ، لقد فعلت هذا من قبل ، وفي اللحظة التي ترفع فيها الماء إلى الدلو،وأنت ترشف رشفة ماء إلى شفاهك المغبرة الجافة ، تشعر بالراحة أثناء نزولها في حلقك مع معرفتك التامة أنك خلال أيام يمكن أن تكون في عداد الموتى.
 
ويواجه الكثير من اليمنيين هذا الوضع _اليمن البلد الأفقر في الشرق الأوسط-  تشهد حربا أهلية منذ العام 2014 عندما بدأ المتمردون باحتلال العاصمة صنعاء.
 
يعود السبب الرئيسي للحرب الأهلية في اليمن إلى فشل الرئيس الحالي لليمن عبد ربه منصور هادي في حل مشاكل اليمن وذلك بعد توليه الحكم خلفا للدكتاتور الفاسد علي عبد الله صالح.

عانى الرئيس هادي من حركات انفصالية ومنظمات إرهابية وبروز ضباط في الجيش موالين لسلفه علي عبدالله صالح فضلا عن  عدم الاستقرار الاقتصادي.

لم تنتج هذه الحرب دمارا هائلا لعدة سنوات قادمة فقط، ولكنها شهدت انهيار العديد من الخدمات العامة والخاصة والتي توجه خدماتها للناس، حوالي نصف المرافق الصحية في اليمن تم تعطيلها وأصبحت خارجة عن الخدمة ،والنصف الآخر الذي ما تزال تعمل تعاني من حمل زائد وغير مزودة بشكل كافي بالمستلزمات الطبية.
 
ليس هذا وحسب ، بل إن الحرب المستمرة منذ سنتين أصبحت حاضنة لمرض قاتل يعرف بالكوليرا . بشكل عملي هذا المرض غير موجود في العالم الحديث نتيجة لتوفر وسائل الصرف الصحي الحديثة والبنية التحتية الطبية.
 
تفشي المرض في اليمن يعتبر الأكبر والأسرع في التاريخ الحديث، وتعتبر البنية التحتية السيئة للصرف الصحي والآبار الملوثة بالقمامة المتراكمة لأسابيع هما المحفز الرئيسي لانتشار هذا المرض، حيث يتم ري الحقول الزراعية بواسطة وسائل صرف ملوثة.
 
لقد نتج عن المرض وفاة أكثر من ألفين شخص منذ أبريل 2017  مع أكثر من خمسة آلاف شخص يصابون بالمرض كل يوم بالإضافة إلى مليون مصاب حاليا بالمرض.
 
تفشي المرض سيئ بشكل كافي : ملايين اليمنيين يتضورون من الجوع إلى درجة أن الأطفال يبدون وكأنهم دمى عظمية ولهذا فإنه الواضح أن هناك شئ يجب فعله لمساعدة شعب اليمن.
 
وبالرغم من أن هذه الحرب تمثل حربا أهلية إلا أنها ليست من دون تأثير خارجي ، هناك التحالف الذي تقوده السعودية يدعم الرئيس هادي والتحالف أيضا مدعوم بشكل كبير من قبل قوى غربية مثل بريطانيا والولايات المتحدة ، وكانت هناك انتقادات شديدة للولايات المتحدة محليا ودولية بسبب تورطها في حرب اليمن، و في تصويت مدوي في مجلس النواب الأمريكي، مرر النواب قرارا من الحزبين جاء فيه أن مشاركة الولايات المتحدة في دعم المملكة العربية السعودية في معركتها ضد المتمردين اليمنيين غير مرخصة بموجب أي تشريع من الكونغرس، ويمثل هذا التصويت لحظة حاسمة لأنه يظهر أن الكونغرس قد اعترف بتورط الولايات المتحدة في الحرب في اليمن ،على الرغم من أن النية في التورط هي المساعدة في محاربة الإرهاب ، ومن الواضح أن الولايات المتحدة تقدم الدعم اللوجستي للسعوديين، مما يساعدهم على مهاجمة المتمردين الحوثيين، الذين ليسوا إرهابيين متطرفين.
 
هناك الكثير من النقاط متعلقة بالصراع في اليمن وبالرغم من ذلك لا يمكننا أن نسمح باستمرار هذا الظلم ضد الشعب اليمني، هناك  ملايين يعانون من المرض ، يتضورون من الجوع ، يموتون وقليل جدا ما يتم عمله على المستوى الدولي للتغلب على الصراع .
 
 البلدان حول العالم خياراتها محدودة فيما يستطيعون فعله للمساعدة في هذا الوضع وبشكل محزن الوضع لا يحصل على التغطية الإعلامية التي يستحقها . لكل شخص يستطيع  المساعدة, يمكنه إرسال التبرعات إلى منظمة الصليب الأحمر أو منظمة اليونيسف واللتان بدورهما توفران الدعم المباشر للضحايا في اليمن . القضايا يتم تسيسيها ومناقشتها ولكننا ننسى أكثر الفئات المتأثرة ضعفا .
 
 تبرع صغير يمكن أن يكون له تأثير كبير على حياة شخص ما في اليمن، ربما لن يؤثر على نتيجة الصراع في اليمن ولكن تبرع صغير بإمكانه أن يغير حياة شخص هناك.
 
تمت كتابة العمود من قبل كريستيان  بارليت كواجب مدرسي عن موضوع العالم الحالي في مادة الدراسات الاجتماعية بالصف التاسع في مدرسة هندرسون الثانوية، وفازت هذه المقالة بتصويت الصف واختيرت للنشر.
 
* نشرت المادة في موقع "dailylocal" ويمكن العودة لها على الرابط هنا
 
* ترجمة خاصة بالموقع بوست
 


التعليقات