اسئلة وإجابات عن الحرب في اليمن من بلومبيرغ (ترجمة خاصة)
- ترجمة خاصة الجمعة, 23 فبراير, 2018 - 04:56 مساءً
اسئلة وإجابات عن الحرب في اليمن من بلومبيرغ (ترجمة خاصة)

[ الحرب باليمن والوضع الإنساني ]

دائماً ما تكون الحرب صعبة على المدنيين، وفي اليمن  تسبب الصراع الذي دام ثلاث سنوات ما يسميه مسؤولوا الأمم المتحدة ب"أسوأ أزمة إنسانية من صنع الإنسان في عصرنا""، فإنتشار الأمراض والمجاعة على نحو متزايد يعتبر أخطر من القنابل والرصاص. ويواجه اليمن وباء الكوليرا الأسرع نمواً، كما يحذر مسؤولون من الأمم المتحدة بشكل دوري من أن البلاد تتجه نحو المجاعة.
 
1. من يقاتل من؟
 
الحرب متعددة الطبقات، وبصفة عامة، تقف قوات من جانب الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً والقوات المتحالفة معها المدعومة من المملكة العربية السعودية وتحالفها من الدول الإسلامية السنية.
 
 من ناحية أخرى، فإن المتمردين الحوثيين، وهم من قبيلة شيعية مسلمة من جبال شمال اليمن، تدعمهم إيران ذات الأغلبية الشيعية، وتدخل التحالف الذي تقوده السعودية في آذار / مارس 2015 لوقف تقدم الحوثيين الذين سيطروا على صنعاء وغيرها من المدن اليمنية. وفتحت جبهة جديدة هذا العام، عندما استولى الانفصاليون الجنوبيون على معظم مدينة عدن الساحلية، المقر الحالي للحكومة اليمنية، بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي، الذي يعيش في المنفى في العاصمة السعودية الرياض.
 
2. لماذا تشارك المملكة العربية السعودية؟
 
يخشى قادتها من أن تحكم جماعة الحوثيين في اليمن مما سيعطي إيران موطئ قدم في شبه الجزيرة العربية من شأنه أن يهدد المصالح السعودية، وتشارك إيران والمملكة العربية السعودية في معركة أكبر من أجل الهيمنة في العالم العربي.
 
3. ما مدى الضرر الذي حدث للمدنيين؟
 
ويقدر عدد الضحايا من القتال حتى الآن بحوالي 10 آلاف شخص، وهو عدد قليل نسبياً مقارنة ب 470 ألف شخص يعتقد أنهم توفوا في سبع سنوات من الحرب الأهلية في سوريا، ولكن الحياة في اليمن أصبحت بائسة وخطرة، على نطاق واسع.
 
 ويقول مسؤولون بالأمم المتحدة إن ثلاثة أرباع سكان البلاد البالغ عددهم 28 مليون نسمة يحتاجون إلى مساعدة خارجية لمنع الجوع والمرض، وأن نصف هؤلاء يحتاجون إلى المساعدات العاجلة ليبقوا على قيد الحياة، ومن بين ما يقدر بنحو 1.8 مليون طفل دون الخامسة من العمر يعانون من سوء التغذية، فإن 400 ألف طفل يعانون من نقص شديد في معدلات التغذية لديهم وهم معرضون لخطر الوفاة 10 أضعاف الخطر الطبيعي للوفاة.
 
4. لماذا هناك الكثير من الجوع؟
 
حتى قبل الحرب، اعتمدت اليمن اعتماداً كبيراً على الواردات من أجل الحصول على إمداداتها الغذائية، والمياه العذبة للمحاصيل نادرة، وبدلاً من زراعة الغذاء، تحول المزارعون بصورة متزايدة إلى زراعة القات الأكثر ربحاً، وهي ورقة مخدرة يقوم 90% من الرجال اليمنيين بمضغها يومياً.
 
ويغطي إنتاج الحبوب في البلاد أقل من 20% من احتياجاتها، وخلال الحرب، تسبب التحالف الذي تقوده السعودية إلى تعطيل الغذاء والإمدادات الأخرى التي تأتي إلى اليمن بفرض حصار بحري على الموانئ في شمال اليمن الخاضع لسيطرة الحوثيين، ولا سيما موانئ الحديدة والصليف، الذي يدخل منهما نحو 80% من الواردات إلى البلد.
 
وقد أجبرت سفن التحالف السفن المتجهة إلى الموانئ لفترات طويلة أو حولتها إلى بلدان أخرى. وفي بعض الأحيان لم يسمحوا إلا بالمساعدات الإنسانية إلى اليمن وفي أوقات أخرى أوقفوا حركة المرور كاملة. ويقوم الحوثيون من جانبهم باستخراج المبالغ المدفوعة على البضائع التي يتم نقلها بالشاحنات عبر المناطق التي يسيطرون عليها، مما يفرض رفع تكاليف الأغذية.
 
5. كم هي تكلفة الغذاء؟
 
ارتفعت أسعار السلع الأساسية بأكثر من 150% عن سعرها قبل الحرب، ويملك المواطنون أموال أقل لإنفاقها. ولم يتلق موظفوا الخدمة المدنية، أي رواتب أو أجور متقطعة منذ آب / أغسطس 2016، وهم الذين يشكلون مع أسرهم حوالي ربع عدد السكان. وخاصة المليوني شخص الذين نزحوا من ديارهم بسبب الحرب يعانون من ضائقة مالية. وقد اضطر الكثيرون إلى بيع ممتلكاتهم لتلبية احتياجاتهم الأساسية.
 
6. ما الذي تسبب في وباء الكوليرا؟
 
والكوليرا، وهو مرض إسهال حاد، يسببه سوء الصرف الصحي والافتقار إلى المياه النظيفة، وهي الظروف التي نشأت عندما خفضت محطات معالجة مياه الصرف الصحي في اليمن إنتاجيتها بسبب نقص الوقود الناجم عن نفس الإضطرابات التي تؤثر على إمدادات الأغذية، فالعديد من اليمنيين معرضون بشكل خاص للمرض لأنهم يعانون من سوء التغذية. ومنذ بدء تفشي الكوليرا في نيسان / أبريل 2017، كان هناك مليون حالة مشتبه فيها وأكثر من 2,200 حالة وفاة مرتبطة بها. أما المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين فهي الأشد تضرراً.، وعادة ما يتم علاج الكوليرا بسهولة عن طريق استبدال السوائل المفقودة، ولكن ذلك يتطلب مياه نظيفة، وهي المفقودة بشدة في اليمن.
 
7. هل الحصار قانوني؟
 
الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وإسرائيل هي من بين الدول التي فرضت الحصار خلال أوقات الحرب، وبموجب القانون الإنساني الدولي، يكون الحصار قانونياً عندما تمنع الأسلحة والأعتدة من الوصول إلى قوات العدو،  وتسمح القوانين الأطراف المتحاربة بتفتيش سلع مثل الغذاء والوقود والأدوية الموجهة للمدنيين، ولكن بشكل لا يؤدي إلى تأخيرها بشكل مفرط. ويصبح الحصار غير قانوني إذا كان هدفه الوحيد هو تجويع السكان أو إذا كان له تأثير غير مناسب على السكان المدنيين.
 
 وحثت منظمة هيومن رايتس ووتش الأمم المتحدة على فرض قيود على السفر وتجميد أصول الملكية على قادة التحالف، بمن فيهم ولي العهد السعودي ووزير الدفاع، محمد بن سلمان، قائلة إن القيود التي تفرضها قوات التحالف بقيادة السعودية على السلع المتدفقة إلى اليمن تنتهك القوانين.
 
8. كيف يبرر التحالف الذي تقوده السعودية الحصار؟
 
ويقول شركاء التحالف إنهم يهدفون إلى منع المتمردين الحوثيين من الحصول على شحنات أسلحة من إيران، وبعد أن أطلق الحوثيون صاروخاً استهدف العاصمة السعودية في تشرين الثاني / نوفمبر، أوقف التحالف الحركة في الموانئ التي يسيطر عليها الحوثيين بشكل مؤقت، بحجة أن مكونات الصواريخ كانت تدخل اليمن من خارج البلاد. كما أعرب المسؤولون السعوديون عن قلقهم من أن السماح للسفن بدخول الموانئ التي يسيطر عليها الحوثيين يعطي المتمردين مصدراً للمال الذي يساعدهم في تمويل جهودهم الحربية.
 
9. هل لدى اليمنيين أي سبب يدعو إلى الأمل؟
 
 تعاونت الأمم المتحدة مع المجموعات الإنسانية في محاولة لجمع 2.96 مليار دولار لتمويل خطة توفير المساعدة المنقذة لحياة 13.1 مليون شخص في اليمن هذا العام. وتفترض الخطة أن التحالف الذي تقوده السعودية لن يسمح فقط بالمساعدات الإنسانية ولكن أيضا الواردات التجارية إلى اليمن.

* نشرت المادة في موقع " Bloomberg" ويمكن العودة لها على الرابط هنا.
 
* ترجمة خاصة بـ "الموقع بوست".


 


التعليقات