بلومبيرج: رابطة أمهات المختطفين قصة من شجاعة المرأة في اليمن (ترجمة خاصة)
- ترجمة خاصة الجمعة, 23 فبراير, 2018 - 09:24 مساءً
بلومبيرج: رابطة أمهات المختطفين قصة من شجاعة المرأة في اليمن (ترجمة خاصة)

[ وقفة احتجاجية لأمهات المختطفين باليمن ]

في كانون الأول / ديسمبر رن الخط الساخن للتلفون في رابطة أمهات المختطفين يوميا لمدة ثلاثة أسابيع تقريباً، وكانت الأسر اليمنية تبحث عن أقاربهم من الذكور في البلاد المحطمة بعد مقتل الرئيس السابق لليمن.
 
كانت المجموعة، التي تديرها 20 امرأة، هناك للمساعدة، وفي خضم التدمير، عندما كان الحوثيون المتمردون المتحالفون مع إيران يقاتلون القوات التي تقودها السعودية، وجد أعضائها دوراً رئيسياً في بلد ومنطقة يتم فيها إسكات النساء في أغلب الأحيان.
 
افتتحت الرابطة في نيسان / أبريل 2016 ولديها الآن قسم للبحوث وقسم للعلاقات العامة خاص بالحملات التي تهدف لإطلاق سراح المعتقلين، ولديها فريق من الناس يتعقبون المفقودين سراً في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.
 
إن اليمن هو مجتمع يهيمن عليه الذكور، ولكن من جانب آخر يمكن للمرأة أن تفعل أشياء لا يمكن للرجل فعلها خلال الصراع الطائفي مثل طلب المساعدة من رجال الدين الأقوياء في البحث عن المختطفين.
 
وقالت عصمة محمد، وهي عضوة في الرابطة تبلغ من العمر 23 عاماً، في اجتماعها مع الصحافيين في نهاية الشهر الماضي في زيارة رتبتها السعودية إلى مأرب شرق العاصمة اليمنية صنعاء: "الثقافة اليمنية مغلقة".
 
ولا تزال المعركة المتصاعدة تسفر عن إصابات بين المدنيين وتسبب أضراراً جسيمة في الهياكل الأساسية العامة والخاصة، ووفقاً للأمم المتحدة، يعيش نصف السكان اليمنيين في مناطق متأثرة بالحرب بشكل مباشر، وكثير منهم يعاني من استهداف مدروس للمدنيين وانتهاكات أخرى واضحة للقانون الدولي.
 
استولى المتمردون الحوثيون على صنعاء في سبتمبر / أيلول 2014 وحاولوا تعزيز السلطة في جميع أنحاء البلاد.
 
 بدأت مبادرة المرأة بعد عام تقريباً من تدخل قوات التحالف بقيادة السعودية في مارس / آذار 2015، والذي أسفرت غاراته الجوية التي تقودها السعودية عن مقتل مئات المدنيين، وضرب المنازل والأسواق والمستشفيات والمدارس.
 
من جهة أخرى، اتهمت هيومن رايتس وتش الحوثيين بمسؤليتهم عن الاختفاء القسري وتعذيب المحتجزين والاحتجاز التعسفي لعدد كبير من الناشطين والصحفيين وزعماء القبائل والمعارضين السياسيين. وفي ديسمبر / كانون الأول، قال المتمردون إنهم قتلوا الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وهو المهيمن في السياسة اليمنية منذ عقود.
 
رابطة أمهات المختطفين هي أكثر من قصة أخرى عن الشجاعة والصداقة الحميمة في زمن الحرب، فقد أمضى أعضاؤها الكثير من الوقت خارج بوابات السجون في اليمن سعياً للحصول على معلومات عن الأقارب المفقودين.
 
في النصف الأول من العام الماضي، وثقت الرابطة 1866 حالة اختطاف أشخاص، بينهم 35 امرأة و 48 طفلا، في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، ووفقاً لتقريرها للنصف الأول من عام 2017، قالت أنه تم الافراج عن 723 منهم.
 
وكان إبن أم إبراهيم  البالغ من العمر 20 عاماً واحداً من المفقودين، وذهب الشاب، الذي كان ناشطا على وسائل الإعلام الاجتماعية ومعارضاً للحوثيين، إلى حفل زفاف ولم يعد إلى المنزل.
 
وهي تمسك دموعها، تتحدث أم إبراهيم عن صحة ابنها عندما سمح لها بزيارته من قبل السلطات الحوثية، وقالت "لم أستطع أن أصدق أنه ابني". وأضافت "إنهم أرادوه أن يعترف أنه يعمل لصالح للتحالف العربي".
 
وقد اعتقل الحوثيون توفيق المنصوري ذو 33 عاماً، وهو صحفي في جريدة المصدر على شبكة الإنترنت في صنعاء، في يونيو / حزيران 2015. وكان صوت والدته ضعيفا عندما حاولت الحديث عن المتاعب التي مرت بها أسرتها، ويوضح ابنها الآخر، وضاح ذو 30 عاما أن توفيق نقل إلى عدد من السجون، وكانت آخر مرة تمكنت فيها الأسرة من زيارته قبل سبعة أشهر.
 
لم يسمح المسؤولون الحكوميون السعوديين واليمنيين لمجموعة الصحافيين بزيارة أي من المتمردين الحوثيين الذين يحتجزهم التحالف الذي تقوده السعودية.
 
وذكرت وكالة أنباء أسوشيتد برس في يونيو الماضي أن حوالى ألفي رجل اختفوا في سجون سرية تديرها الإمارات العربية المتحدة وهي شريك في التحالف الذي تقوده السعودية، واستشهدت بالمحامين وأفراد الأسرة، ونفت الحكومة الإماراتية هذه الادعاءات.
 
وقد فر العديد من العائلات التي قابلتها بلومبرج إلى مأرب للهروب من العنف، وضاح وأطفال أخيه الثلاثة وأمهم وأقاربهم الآخرين.
 
كما كانت عصمة ذات الأصل الصنعاني تجيب على مكالمات الخط الساخن من مأرب، وقد أدى ذلك إلى نمو السكان وازدهار محافظة مأرب حيث يبدو أن هناك تحسينات وبناء طرقات.
 
وعلى الرغم من انقسام الصراع على أسس طائفية، فإن الرابطة ليست مرتبطة سياسيا،  وسوف تحقق في تقارير تفيد بأن متمردين حوثيين قد اختطفوا في الأراضي التي تسيطر عليها القوات الحكومية، وقالت الجمعية إذا كانوا سجناء سياسيين أو أسرى حرب، فإن الجمعية لا تمارس الضغط على أساس انتماءاتهم.
 
وقالت أم عمر، ذو 38 عاماً، وهي عضوة في الرابطة التي أخذ زوجها أثناء تدريسه في مدرسة ثانوية في صنعاء، واحتجز لمدة شهر، "إن عملنا الأساسي إنساني". واضافت "اننا نهتم بهذه المهمة وليس بالسياسيين".
 
* نشرت المادة في موقع " Bloomberg" ويمكن العودة لها على الرابط هنا.
 
* ترجمة خاصة بـ "الموقع بوست".
 


التعليقات