علي صالح: لن أموت قبل أن تموت تعز وتموتوا
السبت, 26 نوفمبر, 2016 - 07:02 مساءً

  لم يكره حاكم أمة ولعنته ولعنها كما لعن اليمنيون علي صالح ولعنهم في إحدى زياراته لمنطقة الحيمة وبني مطر يقول علي صالح للمغدور به منه علي سالم البيض دعهم إنها دواءهم أي الحرب التي عانت منها القبيلتان سنين وراح ضحيتها 40 قتيل خلاف الجرحى، وبعد أن سمع البيض من المواطنين عن أنين الحرب وآلامها قال له بحسن نية حلها سيادة الرئيس قال له دعهم، ذلك ما جاء على لسان الشيخ ربيش العليي أحد مشايخ الحيمة إبان ثورة الشباب السلمية.
 
 إستعذب علي صالح إذلال الشعب اليمني وتشفى باحتقار أقياله فتلقاهم بالسفاهة التي كان يمتهنها، وفي أحد لقاءاته بمشايخ خولان الطيال في منزله بعد أن دعاهم للقاء معهم،  وما إن تموضعوا في ضيافته حتى أخرج لسانه وبدأ بإهانتهم أنتم كذا وأنتم كذا ألفاظ لا يستحسن ترديدها في هذا المقام، حتى قام أحد المشايخ الشباب من الذين ولدوا بعد ثورة 26 سبتمبر وحملوا دماءها ورد عليه الصاع صاعين وقال أين القبيلة منك ألا تستحي! نحن في بيتك وقد تجاوزت كل أعراف الشرائع والقبل ودخلوا معه في عراك ولم يخرجوا إلا ومعهم الشيخ الشاب.
 
 وبعد أن دخل في طور جنون العظمة أتصل ذات مرة بالشيخ عبدالله بن حسين الأحمر مهدداً إياه قائلاً "أنا قادر أخرج الماء من تحت قَدَمَكْ" أي بالصواريخ والراجمات وما إن عَلِمَ الشيخ مجاهد ابو شوارب حينها حتى ذهب إليه وقال له بدأت تتطاول على مشايخك والله أننا "سنتطاعن طعن" أي بالجنابي وما إن رأى منه ذلك حتى لبس جلد الحية مختلساً من فعلته بضحكة الماكر حتى أتى عليهم تباعا.
 
تلك سياسته مع قبائل الطوق الداعمة لسلطانه قديماً وحتى كتابة هذه السطور، وتعامله مع أركان حكمه ابتداءً باللواء محمد اسماعيل الاحمر وأحمد فرج الذين ركبوا ريحه ولم يهبطوا، مروراً بصالح الضنين واللواء محمد على محسن وانتهاءً بظله وململم فضائحه ومحتوي خصومه وسند حكمه الفريق على محسن الأحمر.
 
  أما ذمار فكان مريديه كالفراشات التي تطلب النور في ناره إلا أنها احترقت بنارين نار التعصب المذهبي  ونار التعصب الطائفي لعلي صالح فانتحروا بالمعاش والقرش، على أسوار مدحج وشرعب وصبر أبناء عمومتهم ولن يجدوا لما فعلوه في التاريخ المعاصر للأمة مكان.
 
تلك التوطئة كانت مدخلاً لموضوع الساعة تعز وحربها ضد مشروع علي صالح وحتى لا يأخذ البعض على الكاتب وعلى أبناء تعز التحامل عليه بدواعي الكيد أو التعصب، لأن عاهاته لم تستثنِ أحد قريب كان أم بعيد ونار حقده ممتده مذ كان مسؤولاً في تعز وتآمره على مشايخها الذين دفع بهم للتوسط في أحداث الحجرية، فقتلهم وألصقها بقائد المضلات عبدالله عبدالعالم حينها أحد القادة الخارجين على السلطة على إثر اغتيال الحمدي وجاء ذلك على لسان أبرز أركان حكمه في خطاب على قناة سهيل.
 
واليوم يستمر بدفع إخواننا في القوات المسلحة وحلفائه للقتال في تعز لسان حاله لن أموت قبل أن تموت تعز وتموتوا، تاركاً كل الجبهات متجهاً لتدمير المدينة على رؤوس أهلها وقتل أحلام أبناءها بنيران الآلة العسكرية التي اشتراها من قوتهم وطبهم ودوائهم  ولعلمه أن سقوطه كان من هناك ونهاية حكمه ستأتي من هناك.
 
سأل الحجاج بن يوسف الثقفي يوماً عمر بن عبدالعزيز إبان خلافة عمه عبد الملك بن مروان في أحد ردهات قصر الخلافة،  فيما نفورك هذا مني أيها الأمير وما بيننا ما يدعو إليه، قال عمر أترى هذا؟ بل بيننا ما يدعو إلى النفور، فقال الحجاج فما هو؟ قال  عمر إنك يا حجاج ظلومٌ، حقودٌ، حسودٌ، كذوبٌ، غشومٌ لدود، قال الحجاج أقر لك بثلاث وأنكر عليك اثنتين فاني حقود لدود حسود وأقر بها لكني ما كنت كذوباً وما كذبت قط ولست بالغشوم وإلا ما بلغت عند أمير المؤمنين هذه المنزلة، أما الظلم واللين والشدة والرأفة كلها بنات ساعتها، قال عمر ولكنك ظلمت وقتلت الناس وقسوت ثم أردف إسمع يا حجاج، إن الدماء التي تسفكها ستفيض بك يوما وتحاصرك وتحصرك وتغرق فيها عندها لن تجد من ينتشلك وذهب كلاً منهم الى حال سبيله مغضباً.
 
الحجاج بن يوسف مثال الظلم في هذه الأمة أقر بثلاث صفات، إلا أنه أنكر الكذب مؤكداً أنه لم يكذب في حياته  قط لأن الكذب من علامات الضعف الذي يأنفه الشجعان، أما بطل مسرحيتنا لم يترك صفه من تلك الصفات إلا وكان معلِّماً فيها فأنى لأمة أن يطيب لها العيش وهو معْمِلٌ سكِّينه وسيفه فيها حتى اللحظة وصدق الشاعر حين قال:
 
ما أوجع الأخ مطعوناً بكفِ أخٍ *** وليس أوجع من كفٍ بهـــــــــــــــــــــــــــــا نثقُ
فزد من الخمر أخرى واستمع شجني *** إن السكاكين في ضلعيَّ تسطفقُ
 

التعليقات