"الرهينة "..احمد سعيد كلابة !
الاربعاء, 05 أبريل, 2017 - 07:22 مساءً

لا يعرفونني منذ أول وهلة ولكن بمجرد أن اقول لهم ان جدي احمد سعيد من قرية ( كلابة ) يقولو لي المعمرون في الحوبان  للتو :"أنت حفيد الرهينة " ..

كان جدي احمد سعيد احد رهائن الامام يحيى حميد الدين اخذه على ابيه وكعادة الامام يأخذ ابناء مشائخ القبائل رهائن حتى يضمن ولائهم . ويظل الرهينة لديه حبيس لدى العكفة وان كان محظوظاً بقي على قيد الحياة وان لم يحالفه الحظ كما هو حال كثير من الرهائن فالموت هو مصيره الحتمي ..
 
يروي الراحل الاديب احمد قاسم دماج أن عكفة  الامام اخذوه  كرهينه ولكن صغر عمره جعل حظة اوفر ان يبقى على قيد الحياة اذ تم اعتماده كدويدار في القصر الامامي فيما  ثمانية من الاطفال العشرة الذين قدم معهم لقوا حتفهم ..
 
قال لي جدي احمد سعيد وهو يروي عن عذابات سجنه كرهينه انه استقدم قسراً بمعية مجموعة من الاطفال كان هو اكبرهم من ضمنهم (الاستاذ عبد السلام العنسي ) الذي برز كاحد رجال السياسة وشغل منصب الامين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام ) و (القاضي عبدالله عبدالسلام صبره ) ‘على ما اعتقد وهو شخصيه معروفة..
 
تلقى الرهينة عذابات استمرت سنوات طويلة بداخل المعتقل ،  ولم يخرج من سجن  الارتهان  الامامي الا يتيما وجد ابيه قد فارق الحياة منذ فترة .والكارثة ان (الخراج ) او الزكاه التي تم جبايتها للامام هي التي تسببت في ان يدفع والد الرهينة نفسه الى مصير مشؤوم كون المبالغ التي جمعت تم سرقتها عليه غيله  فخشي على ولده من القتل وخاف كذلك من بطش واذلال الامام له كونه شيخ كبير وان يتهمه الامام بالسرقة ففضل ان يموت على ان لا يذله الامام وابنه مسجوناً لديه. واطلق على نفسه المقوله المشهورة قبل ان يدفع نفسه للتهلكة "يبكوا ولا يضحكوا "  ..وهو خاشياً من(جرجرة ) اغلال الامام وعكفته وضحك اقرانه المشائخ عليه ..
 
 لسوء حظ الرهينة انه لم يتعلم فكافح متحملاً اعباء الاسرة . اذ خرج من السجن وهو في سن اكبر لم يؤهله فقط سزى لا عالة الاسرة وتوفير اسباب العيش الكريم ،
و فيما سجل كثير من الرهائن سيرتهم الذاتية وقصصهم ومذكراتهم لتقرأها الاجيال عزة نفس الرهينة جعلته يرفض ذكر اسمه او السعي لتدوين تاريخه وحياته وكان ( يعرعر ) كلما حاول احداً الضغط عليه في هذا الامر لأسباب توضح انه غير راض بمايدور ربما  ..
 
روى لي الرهينة عن بعض مظاهر الحياة ابان الامامة ويختصر ذلك بأن الناس كانت حفاة عراه وانهم لايمشون سوى بالمئزر او المعوز وبقيه الجسم عارياً وان القدم دائما ما تدمى من الشوك والاحجار وان بعض الناس تموت بسبب شوكة في الرجل تتسبب بتسمم ثم ترتفع المضاعفات دون علاج حتى يصل المريض حد الوفاة ، فيما ثمة كم هائل من  الوفيات اليومية بسبب المرض والجوع والمجاعة ..
 
كان يحاول ان لا يشرح كثيراً حرصاً منه على عدم اخافتي ويكتفي بالقول ،"احمدوا الله انتم عايشين في نعمه اليوم "
 
كان الرهينة يسخر ويغضب من (المتنطعين ) الذين حولوا  انفسهم ثوار ومناضلين في وهلة فيما كانوا هم ذاتهم ايادي الامام وعكفته للبطش بالناس وظلمهم فيما هو عاش عزيزاً كريما التحق للعمل مع مشروع مياه تعز ليأكل من عرق جبينه مفضلاً هذا الامر مما اسماه (شحت ) مناصب حكومية ، رغم ان ذلك من حقه .

ياترى ماذا سيكون موقف الرهينة اذا كان حياً وهو يرى الامامة والظلم والعكفة والرهائن قد عادت من جديد وبصورة انكى واحقر عن ذي قبل ؟! 
 

التعليقات