الاستثناء الإسلامي الفريد!
الأحد, 16 أبريل, 2017 - 06:52 مساءً

قبل مئة عام تقريبا طرح شكيب ارسلان السؤال الصعب: "لماذا تأخر المسلمون ولماذا تقدم غيرهم؟"

ومن الفضائل الكبيرة لهذا الكتاب انه وصل الى الاجابة الصحيحة للمشكلة: "سيتقدم المسلمون بما تقدم به غيرهم".

كان السؤال واضحا والجواب واضحا....
 
كان واضحا ان الدول تقدمت بالعلم. وان العلم ليس التكنولوجيا والمختبرات فقط ولكنه تلك العقلية العلمية التي لا تؤمن الا بالتجربة والدليل . العلم الذي يجتاح كل جوانب الحياه بما فيها العائلة والتقاليد والعادات والدين ويعيد تكوينها وترقيتها وتنقيتها من الخرافات.

وكان واضحا ان الدول تقدمت بالديمقراطية. وان الديمقراطية ليست صندوق الانتخابات وانما نظام في المجتمع والعائلة والشركة والمؤسسة قبل ان تكون نظاما سياسيا.

وكان واضحا ان الدول تقدمت بالعلمانية التي انهت الحروب الدينية في اوروبا وحررت الحياة من سيطرة الكهنوت وحررت الدين من استغلال الامراء والملوك والمتسلطين وحررت الروح والتفكير من القيود الدينية القاتلة .

وكان واضحا ان الدول تقدمت بالصناعة وتثوير وسائل وقوى الانتاج، و بالتعليم الهادف الى بناء المواطن الماهر ذو العقلية العلمية والتكوين المدني، و بالفردية التي جعلت من كل شخص ملك نفسه ومصيره بلا تحكم من الاسرة او القبيلة او الطائفة.
 
لكن كان هناك دائما ذلك الفريق من كهنة "الخصوصية" الذين يصرون دائما ان ما يصلح للاخرين لا يصلح لنا. واننا نمثل استثناء ثقافيا وحضاريا من بين كل شعوب الارض. على ايديهم تمت صناعة خرافة "الاستثناء الاسلامي" الذين افتخرنا به طويلا لكنه في الاخير اعادنا عزلنا عن العصر.

رفض هذا الفريق العقلية العلمية واصر على اننا لا نحتاج الا الى نقل "التكنولوجيا" من هؤلاء "المشركين الذين سخرهم الله لخدمتنا".

وتذبذب هذا الفريق في موقفه من الديمقراطية السياسية بين القبول والرفض. كما رفضوا اي تحرير للمراة من عبودية الزوج او للابن من عبودية الاب او للفرد من عبودية القبيلة والطائفة.

وتعوذ فريق الاستثناء الاسلامي من #العلمانية و مضي قدما في الخيار الطائفي الذي اوصلنا الى الطريق الدموي لصراع الهويات الدينية القاتلة.
 
أقنعوا المسلم وحده من بين كل متديني العالم أن لا يؤمن بحرية الضمير ولا بالتفكير العلمي ولا بالمساواة؟

جعلوه وحده عاجزا عن الاندماج مع المجتمعات الاخرى وغير قادر على العيش الا في "غيتو" معزول عن الحياة والعصر.

أجبروا المراة المسلمة من بين كل نساء الدنيا على ارتداء زي مقدس، وعلى الرضا بنصف احترام ونصف ميرات ونصف حياه، واضطروها لتحقير ذاتها وشخصيتها وعقلها لتتلاءم مع خطاب كراهية المرأة الذي كرسته اغلب المذاهب الاسلامية.

لا زلنا وحدنا في العالم من نتعامل مع انفسنا "كاستثناء" بشري غريب لا يصلح له ما يصلح للاخرين ولا تنطبق عليه نواميس الكون وسنن التغيير.
 
قبل 100 سنه كان السؤال واضحا والاجابة واضحه..وخلال المئة سنه الماضية فقدنا الاجابة الصحيحه والسؤال الصحيح.

*من حائط الكاتب على فيس بك

التعليقات