تركيا.. وإيران إلى أين؟!
الاربعاء, 19 أبريل, 2017 - 12:19 مساءً

تجاوز الشر عند البعض حدوده حتى صاروا ينالون من تركيا وزعيمها أردوغان الذي شغل الدنيا عملاً وخدمةً لأمته وتنميةً لحسها الوطني وخدمة لدينه ومعتقداته، فما لذي يريده أصحاب الأقلام المعوجة والأفكار المشوهة والألسن المسمومة من الرجل؟ هلَّا تركوه وشعبه هم أدرى وأعلم بشؤون دنياهم وتفاصيل حياتهم منهم، وانشغلوا بأنفسهم بسوءتهم وبتطهير قلوبهم، كي يعيشوا كبقية الخلق بأمنٍ وسلام.
 
 وبينما هو ينهض باقتصاد بلده إلى عنان السماء، صار معاقي إيران إما بين عابث بمقدرات بلده أو هادماً لشعب غيره أو متآمراً عليها لأن البعد الوطني والديني والأخلاقي كان له الأثر الأكبر والحض الأوفر عند أردوغان بينما تلك المبادئ والقيم قد تلاشت عند أولئك القلقين روحياً وإنسانياً.
 
 وفي الوقت الذي فيه يعيد الرجل صياغة هوية الشعب التركي ويشد عَصَبهُ الوطنية ويوقظ العزائم والهمم للتوحد والالتحام، يعمل سفهاؤنا بدعمٍ من إيران على تدمير الهوية الوطنية حتى وصلوا إلى أعماق النسيج الاجتماعي على مستوى القرية والأسرة الواحدة.
 
كل ذلك بالتماهي مع مواقف الفرس القلقة من صعود القوة التركية وتنامي ديمقراطيتها وثباتها في أوساط المجتمع الدولي بقوة دون عداء حقيقي حتى من الدول العظمى، لأنها في نهاية المطاف تقع تحت مصالحها ضغوطاتها الاقتصادية والتأثير الإقليمي لقوتها الصاعدة.
 
إيران تعرب عن قلقها من انهيار النظام العلماني التركي لأنه كان يدير ظهره لقضايا الأمة عربا ومسلمين وجعل من نفسه هجينا وعجينةً سهلة الصياغة والتشكُل بأيدي القوى المعادية للعرب وقضاياهم سوءً القريبين منهم أم البعيدين، والأحرى بها أن تعيد النظر في قضايا الظلم الواقعة على عرقيات الأذريون والجيلاك والأكراد والعرب والبلوش والتركمان والمذاهب المختلفة سواءً  كانوا في الأهواز العربية أم في بقية الأقاليم.
 
وعليها إعادة النظر في ديموقراطيتها التي تعتبر احتيال شعاراتي فقط يخفي حقيقة الاستبداد الثيوقراطي الراسخ في أصول النظام الإيراني الراهن الواقع تحت رحمة رجال الدين والحوزات التي صادرت حقوق الشعب الإيراني وصدرت الحروب الطائفية والعرقية والمذهبية والإرهاب إلى كل مكان يتواجد فيه مسلم حتى نيجيريا وباكستان والهند ودول شرق أسيا ماليزيا وإندونيسيا.
 
وهل يرضون الديموقراطية منهج حكم وهي مناقضة لإداراتهم السياسية التي يرونها التجلي الواقعي لحقائق الأوامر الإلهية، وحق حصري لنواب الامام الغائب الذي جعلوه شماعة لخرافاتهم الدينية والمذهبية خاصة وأن وجود المعارضة الإيرانية لون آخر من ألوانهم حتى أصبحت ديمقراطية المُستبدين بأثواب بالية تزكم الأنوف وتصيب الأعين بالعمى.
 
صارت تركيا اليوم ملاذ الخائفين ومهوى الهاربين من ظلم حكامهم وجور الحروب صارت تأوي الملايين وتنفق عليهم بسخاء وتحتضنهم بحنان دون منٍ أو أذى في الوقت الذي أدارت إيران الداعمة لعصابات القتل والدمار ضهرها لمآسي الشعوب المشردين وأغلقت حدودها وشدت يدها إلى عنقها بخلاً وضموراً أخلاقياً وإنسانياً ودينياً إلا ما انسجم مع أطماعهم السيادية والعرقية على كل من قرب منها أو بَعُدْ.
 

التعليقات