الرنج.. لكم وليس عليكم
الخميس, 20 يوليو, 2017 - 09:14 مساءً

​اليوم أقدمت قوات الحزام الأمني المدعومة من ابوظبي على منع سفينه تركية من إنزال حمولتها من المساعدات الإنسانية في ميناء المعلا وحدث توتر بينها وبين قوات الحماية الرئاسية النظامية، وليس هناك سبب غير أن الإمارات ترى أن عدن والجنوب حكرا لها، وأن وجود انشطة إنسانية لدولة مثل تركيا يعد منافسة، ما دفعها لتحريك أدواتها الأمنية وابواقها الإعلامية لترويج أكذوبة "السفينة تحمل أسلحة" بينما هي تحتوي على مساعدات غذائية وطبية.
 
هذا التصرف الغبي اثار موجة من السخط في اوساط المواطنين، الذين هم بامس الحاجة لهذه الاحتياجات الإنسانية في ظل وضع إنساني كارثي، ولم تخلوا الانتقادات من الطرافة،فقال أحدهم ساخرا: إذا كان الأتراك معهم"رنج"يدخلوا، وغيرها ممنوع .!
 
ماذا قدمت الإمارات لسكان عدن من خدمات، غير طلاء جدران المدارس، وبعض المؤسسات الحكومية ولصقت صور علمها وشيوخها في كل مكان، فيما السكان بأمس الحاجة لأبسط الخدمات وفوق كل هذا تعيق أي عمل إنساني.
 
ممارسات الإمارات في الجنوب تجاوزت حجم مشاركتها في التحالف العربي لاستعادة الشرعية،وباتت تنفذ أجندة خاصة باطماعها التوسعية بمشاركة أيادي يمنية مستأجرة، فبعد أن أكملت سيطرتها على المناطق الاستراتيجية في المياه الإقليمية اليمنية، وتشييد قواعد عسكرية ،وبناء تشكيلات مسلحة غير نظامية، تتجه الآن لتغيير المناهج التعليمية، والأيام كفيلة بإثبات صحة ما اقول.
 
اخبرني صديق زار منطقة "المخا" مؤخرا، ان المسؤلين الإماراتيين هناك يتحدثوا بنوعا من الامتعاض من المنهج التعليمي اليمني، وقال أحدهم أثناء زيارته إلى إحدى المدارس التي تم "ترنيجها": ماهذا المنهج?!
 
وأجاب بنفسه: هذا المنهج يغذي الطلاب بالأفكار الإرهابية..!
 
إيه هذه ما قاله صديقي الذي لا يكذب، الكتب حقنا مفخخة والأطفال يحملوها على ظهورهم، وهذه إشارة إلى أن لديهم توجه  لفرض نمط تعليمي، فقبل أيام تداول ناشطون خبر نقل240 خطيبا عبر طائرة من حضرموت إلى الإمارات لتعليمهم "الخطابة" وفق الإسلام الاماراتي على طريقة وسيم يوسف .!
 
إنها سخرية القدر .
 
إنه عصر الأقزام، زمن معكوس، "دولة عمرها أربعة عقود تفرض رؤيتها الدينية والتربوية على حضارة عريقة ضاربة في اعماق التاريخ ونشرت العلوم في الشرق والغرب..
 
الحضارم دخلوا الإسلام في العام السابع للهجرة وهم الذين أوصلوا شعاع الإسلام إلى أقصى الشرق الآسيوي بسبب هجراتهم وتعلقهم بعاداتهم ودينهم،و يأتي الآن من تفاخر أمام الأمريكان أنه انتصر على "الإرهاب" في بلاده واغلق 250مدرسة لتحفيظ القرآن ليعلمهم أصول الدين الإسلامي .
 
هذا توجه خطير يستهدف الهوية والتاريخ والتنوع الإجتماعي والثقافي، لأبناء اليمن المتعايشين منذُ العصور القديمة، من خلال فرض ثقافة وهوية، ونمط ديني جديد وطمس معالم حضارات اليمن، بإسم محاربة الارهاب، والتطرف.
 
فعن أي تطرف يتحدثون?
 
 أنتصر"الرنج" على التاريخ والحضارة، كسبنا الرنج ونكاد نخسر ما تركته له لنا الحضارات اليمنية المتعاقبة، يريدون ومن خلال الرنج ان يطمسوا ما كتبه الأجداد أبناء حمير وتبع  في العلوم الدينية والشرعية والانسانية"الرنج لكم وليس عليكم، بنفس الخديعة التي اتخذها الحوثيين وما ان سيطروا على صنعاء، بدأوا في تغيير المناهج وفرض خطاب ديني طائفي وأحد، وهذا هو التطرف بعينه..

 

التعليقات