"محاربة الحرية بالتطرف"
السبت, 22 يوليو, 2017 - 10:11 مساءً

لم أستطع مشاهدة الفيديو المتداول لإعدام أربعة مواطنين في الجنوب خارج القانون بطريقة بشعة ومروعة من قبل الحزام الأمني المدعوم من الإمارات، التي تدعي أنها تحارب الإرهاب والتطرف، ولكن ربما تتكرر مثل هذه المشاهد في عدن وغيرها، وتوقعوا افلام مشابهة لأفلام داعش في العراق وسوريا، مادام ان الراعي الرسمي لانتاجها يعمل دون أن يجد رادع ..
 
صناعة الإرهاب والدعشنة تمضي على قدما وساق، فمساجد عدن تحولت إلى منابر لبث الكراهية والتحريض على التنوع الفكري والسياسي، بعد أن أحكمت السلفية" البريكية "على الأوقاف وفرضت خطاب ديني وأحد، وكل من يختلف مع هذا التوجه اتهم بالالحاد والعلمانية ودمه مباح ..
 
قتل عمر باطويل وبعده امجد عبدالرحمن بأيدي جماعة هاني بن بريك زعيم التطرف، وتم ويتم ملاحقة العشرات من الناشطين والصحفيين، واخرهم الصحفي "إسحاق غلام" بتهمة"أنهم علمانيين"في ظل صمت مطبق يخيم على القوى التي ظلت لسنوات تتشدق بالعلمانية،والحداثة، وحتى ناشطيها الذين يقيمون الدنيا، ويقلبوها رأسا على عقب بسبب منشور لخطيب مسجد في تعز..
 
أعلن "بن بريك" الحرب على الشباب من ذوي التوجهات الفكرية اليسارية والعلمانية الذين وصفهم"بالافراخ" ولم نشاهد مواقف تندد وترفض هذا الإرهاب الذي يستهدف التنوع الفكري في بلادنا، فيما نجد أن الكثير من الناشطين والصحفيين الحداثيين يصفقون ليل نهار للمليشيات التي تدعمها الإمارات نكاية بالإخوان .
 
ما يحدث في عدن أمر مخيف ومرعب، وربما يتكرر النموذج العدني في كل المحافظات التي وصلتها أيادي الإمارات، صمت القوى السياسية عن ما تقوم به الإمارات هو نفاق  سيدفع ثمنه الجميع والأيام كفيلة بذلك ..
 
دأبت الإمارات منذُ اليوم الأول لدخولها اليمن على دعم تشكيلات مسلحة من ذات التوجه السلفي الذي يعتبر الحزبية جريمة، وكفر من اعمال اليهود والنصارى، فيما جيشت أدواتها وابواقها للنيل من القوى السياسية الإسلامية المعتدلة والتحريض عليها، بل وجرى تصفية قيادات سلفية معتدلة، ولازالت تمضي في ذات الطريق التي تستهدف الحياة السياسية بالمقام الأول..
 
التطرف ينمو ويتطور برعاية رسمية من قبل الإمارات على مرآى ومسمع الجميع، لكي تتخذه فيما بعد ذريعة لبسط نفوذها وفرض تجربتها الشمولية في السيطرة الأمنية وتجريف التعددية السياسية، والتنوع الثقافي، والفكري، وفرض نمط ديني وتعليمي واحد  وتضييق مساحة حرية التعبير في اليمن.
 
إذا لم تتخذ الحكومة الشرعية موقفا حازما تجاه هذا العبث الذي تقوم به الامارات ستكون اليمن في طريقها إلى النموذجان العراقي والسوري .
 

التعليقات