صالح بين يد الله ...والتاريخ لا يرحم
السبت, 16 ديسمبر, 2017 - 07:39 مساءً

التاريخ سيذكر عفاش أسوء مما ذكر الأمامة، لأنه ضيع مستقبل اليمنيين في عهد الإزدهار وفعل أكثر مما فعلوا بيت حميد الدين باليمن، وأصبح اليمنيين في عهده وقبل أي ثورة قامت ضده، فكانوا أما مغتربيين أو عاطلين عن العمل أو موظفين مديونيين لإن رواتبهم لا تكفيهم ايجار بيوتهم. ولا تكفي ليعيشوا مثل بقية البشر.
 
العسكري يسرق بسبب ضعف راتبه والفساد الذي يمارسه قائد اللواء الذي يأكل حقوقه، والموظف كذلك يرتشي ويغش بسبب الفقر وضعف الراتب والمحسوبية، والمستفيدين من خيرات اليمن هم مجموعة صغيرة من المقربين لصالح وانسابه وقيادات حزبه ومشائخ القبائل الفاسدين الموالين له.
 
كان صالح قادراً أن يعمل لنا الكثير والكثير فقد تهيئة له فرص عديدة وكان الشعب ملتف حوله والقوى السياسية معه تسمع وتطيع وحتى الاحزاب المعارضة مطالبهم بسيطة في إطار تحسين أداء الحكومة وتطالب بالحد الأدنى من تحسين أوضاع الشعب
 
لكنه رفض كل الدعوات لإصلاح الوضع شمالاً وجنوباً من كل القوى السياسية والعلماء والمخلصين والناصحين، وأراد أن تبقى اليمن فوضى وبدون تطور ولا تنمية حقيقية، وكان يعمل بشكل ممنهج كما هي قاعدة بعض الزعماء العرب بنظرية  (جوع شعبك يتبعك) وهي نظرية أثبتت فشلها وأن الصحيح (أشبع شعبك يحبك ويتبعك ويفديك)، والأمثلة حولنا في المنطقة كثيرة على ذلك.
 
معظم ما عمله صالح من المشاريع في عهده هي هبات وتبرعات من الخارج وليته أحسن استخدام تلك الهبات والمساعدات بعمل مشاريع جيدة ودائمة تفيد اليمن.
 
لكنه لم يحسن إدارة البلد في أي ملف لا في السياسة ولا في الإقتصاد ولا في الأمن الداخلي ولا في السياسة الخارجية والعلاقة بالجيران، ولا أي شيء فقط كلها (تمشي بدهفة)، الأمن مشي حالك وبين فترة وأخرى تفجيرات واختطافات وحروب تأكل الأخضر واليابس وإقتصاد بالكاد يوقف الإنهيار الكامل رغم كل التبرعات والدعم الخارجي وتم تصنيف اليمن في العام 2008 ضمن الدول الفاشلة اقتصادياً
 
والمشاريع التي يتم أنشأها تمثل الحد الأدنى من تنفيذها وصلاحيتها فترة محددة فقط وتصبح هباءً منثوراً بسبب تسليم تنفيذها لنافذين عن طريق المحسوبية والفساد والشللية في إدارة البلاد.
 
علماً ان معظم ما يتم اعطاءه لليمن من قروض ومساعدات كانت تذهب الى أرصدت صالح ومقربيه في الخارج واصبحت ثروته حسب الأمم المتحدة 60 مليار دولار، ولو أنه عمل بنصفها مشاريع حقيقة ونافعة لليمن لبقى حاكماً حتى يموت وإبنه من بعده ولن يطلب منه أحد أن يرحل.
 
لكنه فضل أن يمارس سياسة الرقص على رؤوس الثعابين، كما كان يقول، وكان بإمكانه ترويض الثعابين وتجنب خطرها لو أنه أراد ذلك، لكن ما حدث له هي نتيجة طبيعية للعبث بالوطن وبمقدراته وإهمال الشعب والتحريش بين أبناءه وإذكاء النفس المناطقي والحزبي، وتقوية طرف ضد طرف حسب ما تتطلبه مصلحة صالح وحزبه، وكانت لابد أن تكون نهاية مرة وأليمة على صالح وعلى حزبه جزء بما اقترف هو وصنعه بيده فهو من سلم الدولة لمليشيات إرهابية انتهى بها المطاف الي قتله والتمثيل به وقد حذره  منهم القريب والبعيد لكن الله أعدل الحاكمين أراد أن يجعل ذلك عبرة لكل ابناء الشعب اليمني فالظلم نهايته وخيمة وستكون تلك النهاية للحوثيين قريباً فقد جاوزوا  في ظلمهم إلي حد لم يسبقهم إليه حد ..ويتطلب تكاتف أبناء الشعب ضدهم. 
 
خرج صالح من حياة اليمنيين بعد أن دمر كل شيء بنى في عهده أو عهد من سبقه ونحن لا ننكر أن الرجل عمل بعض المشاريع سوء كانت بدعم خارجي أو من الميزانية والنفط والغاز الذي باعهما بثمن بخسر للخارج (بيعة سارق) وليس بيع دولة شعبها يحتاج إلى كل دولار.
 
رحل علي صالح إلى ربه وترك شعباً فقيراً معدماً في بلد غني بموارده الطبيعية وموقعه الحساس على مستوى العالم، ترك هذا الشعب بدون أدنى مقومات الحياة فلا كهرباء ولا صحة ولا تعليم ولا طرقات ولا ماء ولا بنية تحتية مثل بقية الدول.
 
ولا تنمية ولا نظام دولة ولا مؤسسات كل شيء فوضى وفساد ومحسوبية، فكّبر الفاسدين ومشائخ القبائل على حساب الشرفاء والمخلصين، والتوظيف كان يتم بمحسوبية وبدون كفاءة، ولذلك تجد سوء الإدارة والإهمال والتردي في كل مرافق الدولة.
 
علي صالح يحاسبه الله هو سبب كل بلاء في اليمن، فالقاعدة هو من دعمهم وكبرهم وأعطاهم الرُتب العسكرية واستخدمهم للحاجة وإبتزاز العالم، والحوثيين هو من دعمهم ومكنهم حتى سلمهم كل شيء في اليمن، وفي الاخير دقوا راسه بسلاحه الذي سلمه لهم وبمقدرات الدولة التي مكنهم منها .
 
ومشائخ الدفع المسبق هو من علمهم الخيانة وعدم الوفاء ورباهم على الطمع والجشع ويبيعوا أنفسهم لمن يدفع أكثر وباعوه في آخر أيامه.
 
والحقيقة والحق يقال لم يمر باليمن في العصر الحديث أسوء 40 عام مثل حكم صالح، ونقول لمن مازالوا مهوسين به وبمن تبقى من عائلته كل واحد سيحاسب منا أمام الله وحده ان كنا نكذب عليه او نتجنى في حقه وعند الله تجتمع الخصوم.
 
بلاش جهل ومغالطة فلا يأتي شخص ويقول هذا ليس وقته لأن عدونا هو الحوثي، صحيح عدونا هو الحوثي، اما المؤتمر الشعبي فهم إخوتنا إذا تركوا الحوثي وصحوا وعرفوا أن الأفضل لهم هو الالتحاق بالشرعية والتكاتف مع بقية القوى السياسية وأبناء الشعب، ويجب عليهم أن يعتذروا من الشعب ويعلنوا براءتهم من الحوثيين في كل محافظة ولا مجال للمجاملة أو يظلوا يقولوا انهم خائفون من الحوثي لأنهم اكثر من الحوثي بل أضعاف الحوثيين ومسلحين ولا زالوا متغلغين في كل مفاصل الدولة.
 
إن أرادوا نصرة اليمن وقلع هذه المليشيات والثأر لأنفسهم وزعيمهم فهم قادرون والطريق إلى ذلك واضح وبيّن وبدون أعذار الشرعية كل يوم تحقق انتصاراً وسوف تطهر اليمن واجبهم سرعة الانضمام لها
 
بدل البحث عن عبودية وصنمية جديدة والحديث عن قوات غير موجودة في الواقع ولم تخدم من أسسها وتركته يموت ويعتقل أبناءه ومن تبقى من أقاربه وأسرته، والمثل اليمني يقول الذي ما يجي مع العروسة ما يجي مع أمها.
 

التعليقات