أدعو الرئيس محمود عباس للتنحي فورا
الثلاثاء, 09 يناير, 2018 - 11:43 صباحاً

كتبت مقالة نشرت في القدس العربي في 18 /6 / 2001 عن مدينة القدس، اقتبس منها بقولي:" تآمروا عليك يا مدينة القدس، مدينة العرب الغابرين والحاضرين، يا دار عيسى ابن مريم عليه السلام، ويا مؤل الرسول محمد في معراجه ومسراه، يا اخت مكة موطن نشأته ونجواه، ويا حبيبة المدينة المنورة دار هجرته ومثواه.

يامدينة القدس.. أولى القبلتين.. اليك كانت الركعة الاولى حين وقف الرسول العربي محمد عليه افضل الصلاة والسلام، يؤدي صلاته الاولى في الاسلام.

تآمروا عليك يا اخت مكة والمدينة، بعض قادة العرب الكبار، قبل قادة الغرب بمؤسساتهم ونظمهم وعقائدهم، كانت مؤامرة تلك القيادات العربية عليك يا مدينة الصلاة، تكمن في الصمت الرهيب لما تتعرضين له من دمار وخراب واضطهاد ومصادرات وقتل وتعذيب على ايدي القيادات الصهيونية، دون اعتراض جدي بوقف تلك الممارسات عن اهلك المرابطين." واكتفوا ببيانات الشجب والادانة.

(2)

في ظل خنوع وخضوع عربي منقطع النظير من اجل التمكن من السلطة في بعض العواصم، اعلن الرئيس الامريكي دونالد ترامب اعتبار مدينة القدس عاصمة لدولة اسرائيل واصدر توجيهاته الى وزير خارجيته بالعمل على نقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى مدينة القدس، وتوجهت قيادة السلطة الفلسطينية الى مجلس الامن، وفشلت في تحقيق ما ارادت من المجلس، وتوجهت الى الجمعية العامة تحت بند " الاتحاد من اجل السلام " وحققت تصويتا لصالح رفض القرار الامريكي بجعل القدس عاصمة اسرائيل باغلبية 128 صوتا، واعتراض 9 وتحفظ 35 وغياب 18 دولة، ومن هنا نسأل السلطة الفلسطينية ما الخطوة التالية لهذا القرار؟

يقول محمود عباس انه سيلجأ الى الانضمام الى مزيد من المنظمات الدولية كمحكمة الجنايات الدولية على سبيل المثال، " وخير يا طبر! " ماذا سيستفيد الشعب الفلسطيني من تلك الخطوة الجواب عندي انه لن يستفيد شيئا البتة.
قال محمود عباس في مؤتمر قمة اسطنبول الاسلامية التي انعقدت لاتخاذ موقف موحد من القرار الامريكي انف الذكر " انه لن يقبل بان تكون للادارة الامريكية اي دور في العملية السياسية بعد الان، واعلن رفضه للقرار الامريكي". تقول اوثق المصادر ان السعودية طلبت من عباس عدم المشاركة في قمة اسطنبول (موقع ميدل ايستاي 25 يناير /2018 )، ولكن كيف تعقد قمة من اجل القدس ولا يحضر رئيس السلطة الفلسطينية.او يغيب الاردن.

تشير كل الوقائع ان محمود عباس لم يعد يملك قراره بالنسبة للقضية الفلسطينية،وكما اشرت في مقالة سابقة انه لم يعد يُوثق به في الاردن وعند الكثيرين من القيادات الفلسطينية ايضا ناهيك عن الشعب الفلسطيني، لانه ليس واضحا ولا امينا في تعامله مع شركائه في مستقبل المنطقة.

الاردن الشريك الاساسي في مستقبل فلسطين وكذلك قيادات المنظمات الفلسطينية في هذا الشأن وعلى ذلك لابد ان تكون قيادة السلطة صادقة وامينة وتتبادل المعلومات مع الشريك المجاور والاهل كي يتم التخطيط لمواجهة العدو المشترك، يجب ان يتحاشوا الاخطاء القاتلة التي حدثت في مؤتمر مدريد وغيرها من المؤتمرات المشتركة.

في خضم تلك الظروف،كنا نتوقع من محمود عباس بعد قمة اسطنبول اتخاذ اجراءات تنفيذية للرد على قرار الادارة الامريكية وخاصة بعد قرار الجمعية العامة للامم المتحدة وتنفيذا لروح قمة تركيا. من تلك القرارات على سبيل المثال لا الحصر، انهاء الخلاف واعلان المصالحة الشاملة مع قطاع غزة، والانتقال من انقرة اليها، عن طريق القاهرة او عمان، واعلان الغاء التنسيق الامني مع اسرائيل في المرحلة الاولى. ولكونه لم يتخذ اى قرار يفيد الشعب الفلسطيني فلهذه الاسباب وغيرها من الاسباب التي تعود الى نصوص اتفاق اوسلو الملعون عام 1993 فان عباس لم يعد اهلا لقيادة الشعب الفلسطيني، وعليه ان يتنحى ليترك الامر لقيادات فلسطينية شابة قادرة على تحقيق اهداف الشعب الفلسطيني.

(3)

الجنرال عبد الفتاح السيسي حاكم مصر يخادع شعب مصر العظيم والعرب عامة، والحق انه يخادع نفسه ايضا. كيف؟ لن اتحدث عن الشأن الداخلي لمصر، ما يهمني موقف مصر اليوم من الشأن الفلسطيني، عندما كانت مصر عضوا في مجلس الامن ممثلة للشأن العربي، كان الاداء لا يليق بمكانة مصر العظيمة، تقدمت بمشروع قرار الى مجلس الامن بشأن القدس نيابة عن المجموعة العربية، اجرت المندوبة الامريكية تعديلات عليه لافراغه من مضمونه فلم يذكر في المشروع اسم الولايات المتحدة الامريكية كي تتجنب عدم الاشتراك في التصويت لكونها طرفا في المسألة حسب الميثاق، وابلغ المندوب المصري القاهرة بذلك فوافق الرئيس على التعديلات الامريكية، وطرح المشروع على التصويت واستخدمت المندوبة الامريكية حق النقض " فيتو "

ذهب الكل الى الجمعية العامة وصوتت مصر لصالح القرار شكليا. واظهرت التسريبات التي اعلنت من تلفزيون مكملين ان هناك تواطؤا مصريا مع امريكا واسرائيل، وجاء في تلك التسريبات، ان اي انتفاضة فلسطينية تضر بأمن مصر القومي، وان الانتفاضة تصب في صالح حماس والجماعات الاسلامية، وعلى ذلك لابد من التصدي لها. تقول التسريبات بان ضابط مخابرات باسم مستعار، اعطى تعليمات لبعض رجال الاعلام والفنانين المصريين بالترويج اعلاميا بقبول رام الله بدلا من القدس عاصمة لفلسطين، وان الحكومة المصرية قبلت بهذا الموضوع، وتسريبات اخرى ستظهر قريبا تؤكد بان مصر وبعض الدول الخليجية تعمل جاهدة لعدم انعقاد قمة عربية بشأن القدس بموجب توجيهات امريكية وطلب اسرائيلي من مصر وبعض الدول العربية.

آخر القول: كي لا يتحول محمود عباس الى حارس ليلي " عسه " لحماية قطعان المستوطنات وفلول الصهيونية العالمية اكثر مما هو فيه اليوم، فاني ادعوه للتنحي ويعلن امام وسائل الاعلام العربية والعالمية انه تعرض لابشع انواع التهديد من قيادات عربية كبيرة نفوذا ومقاما.

*الشرق القطرية 

التعليقات