الاعتذار للجزيرة
الجمعة, 02 فبراير, 2018 - 01:02 صباحاً

إذا كنّا صادقين، يجبُ أن نعتذر لقناة الجزيرة..!

الآن وقد أصبح التحالف العربي عارياً ومكشوفاً، يتوجبُ علينا جميعاً أن نعتذر لقناة الجزيرة، نعتذر عن تشكيكنا مما كانت تُحذرنا منه، يجدر بنا أن نتخلى عن مكابرتنا ونعترف لها بالحقيقةِ الصادمة، الحقيقة التي اشتغلت عليها القناة منذُ شهور وقاومناها طويلاً، نعترف أننا تعاملنا مع صراخه_من أجلنا_بسذاجةٍ مفرطة.

كان كلّ شيئاً واضحاً منذ البداية، وما إن بدأت القناة في مكاشفتنا به، تفننا في الدفاعِ عن ضلالتنا وذهبنا بعيداً نفتش عن دوافعها فيما تقول، بدأ تعاملنا معها أشبه بعجوزِ حمقاء حذرها أحدهم من ثعبان يدور في منزلها ويكاد يلسعها؛ فهاجمت من يحذرها؛ ليس لأن الثعابين لا تتواجد في منزلها؛ بل لكونها تثق بصداقة الثعابين ..!

كانت القناة تحشد الأدلة والحجج؛ كي تؤكد لنا مخطط الإمارات للاجهاز على الشرعية وإعاقة عملية التحرير وتغذية نزعات الانفصال واللهو بكلّ شيء في بلادنا، وكنا نقول: هذه مكايدات سياسية ليس أكثر أو قل، وحتى من كان يصدق ما تقول، لا ينسى أن يشكك بمهنيتها.

كانت تجهر بالحقيقة التي آل إليها التحالف وتحذر من العبث بمصير الأمة اليمنية و كنّا ندهس المنطق الذي تقدمه ونحرس أوهامنا حول التحالف جيدا، ثم نهمس: اللعنة على الجزيرة لقد أصبحت توالي الحوثيين وتميل إلى إيران أكثر من وقوفها معنا..!

وفي الحقيقة لقد كانت القناة تتخذ سلوك العلاج بالصدمة؛ كي يفيق اليمني من سباته العميق وينتبه لخاتمة اللعبة التي يديرها التحالف على أرضه، وبدلاً من أن تتماشى مع مزاجنا المخدر حول أوهام النصر، كانت تصعقنا بحقيقة المآل الذي ينتظرنا، وكان ذلك أمر يزعج سكينتنا ويجعلنا نهيج ضدّ الحقيقة المرّة بدلاً من تدبرّ طريقة للافلات من الورطة التي أوقعنا فيها التحالف..!

وحتى الآن وقد تكشفت حقيقة التحالف بعد الأحداث في عدن وموقفه المتراخي من حركة التمرد، سيفضل البعض البحث عن تفسيرات تطمينيه للمسألة كي لا ينهار يقينه الخادع حول مصداقية الأخوة الأعداء، وكعادته سيواصل كيل التهم ل: موزة والجزيرة؛ محملاً إياها أسباب المأساة اليمنية كلها..!

وسوف تجدُ من يقول لك: أين كانت الجزيرة منذ البداية، وأخر يهمس: الجزيرة ليست خائفة علينا هي تهدف لاستثمار معاناتنا ضد خصومها، وثالث يصرخ بغضب: كلهم كذابين، وهكذا وهكذا مواقف عاطفية لا تنتهي، جميع هؤلاء لا يكذب ما تقول القناة، هو فقط يرفض أن تأتيه الحقيقة من جهة لا يحبها، ولماذا لا يحبها..؟ تلك قضية بلا أسباب معروفه، كلها تراكمات نفسية مثيرة للشفقة؛ تحجب عن المرء الاصغاء للحقيقة وتدفعه للتواطؤ مع جلاده والنفور من كلّ صوتٍ يحاول الوقوف بجانبه؛ لتصحيح مساره واستعاده بلده المنهوبة من قبضة الأشقاء العابثين.!

*نقلا عن صفحة الكاتب بالفيسبوك.

التعليقات