ما الفرقُ بين محافظ تعز وعبدالله العديني
الثلاثاء, 13 فبراير, 2018 - 12:20 صباحاً

لا فرق يا سيدتي، لا فرق، سوى أن الأول يرتدي عمامة ويصبغُ لحيته بالحناء ويذهب باكرا للمسجد والثاني يحلق شنبه ولا يملكُ لحية وينام حتى الظهيرة، هذا هو الفارق الشكلي فحسب، ولا تتعبُ نفسك بالبحثِ كثيراً، إسمع خطبة لعبد الله العديني كيف يحرض ضد الاعلاميين، ثم إقرأ بيان مكتب الإعلام في تعز لهذا اليوم الموجه للفئة نفسها، وستعرف أنّه لا فرق بين الكائنين، فجذورهم النفسية واحدة وعلى مستوى العقلية كلاهما متشابهان ويقمعان حرية الكائن ويجدان لذة في ممارسة دور الأخ الأكبر وفرض الوصاية على الحريات الشخصيّة للأخرين.

عبدالله العديني خطيب معروف لكم، بموقفه من قيمة الحرية، وأما محافظ تعز الجديد يُنبئك بيان مكتب الاعلام هذا النهار عن موقفه من الحريات، إقرأ البيان؛ كي تنزاح عنك الخديعة وتتجلى حقيقية الرجل..!

محافظ تعز : هو العلماني الذي شجّ رؤوسنا بالحديث عن الحرية ولوازمها؛ يرتدّ هذا اليوم عن قناعاته السابقة ويتجلى بثوب البدوي الذي يرغب بإخضاع رعايا قريته للرقابةِ، إعلان مكتب الثقافة والإعلام بتعز لهذا اليوم، يعد فضيحة كبرى على المحافظ الجديد، هذا الأنيق الذي عاش في بلاد الحداثة وعاد اليوم ليمارس مهمة الجاسوس الوقح على حياة الصحفيين، ولا يشعر بالعار حين يطالب الاعلاميين بشكل رسمي بمنحه أدق خصوصياتهم المتعلقة بممارسة مهامهم الإعلامية، وتشديدا عليهم يمنحهم مهلة أسبوع بذلك وإلا فخياراته الاستراتيجية جاهزة..!

إقرأوا بيان مكتب الاعلام بتعز، مرة ومرتين وثلاث وسوف تشعرون بحجم المسخرة التي دشنها الرجل، تخيلوا أنه يطلب من الصحفيين أسماء صفحاتهم بالفيس وأرقام هواتفهم وأين ينامون وأين يعملون وتفاصيل لا تطلبها الزوجة من زوجها، لا بد أن تشعرون بالخجل؛ بديلا عنه، يبدو واضحاً أن الرجل لم يقرأ مواد قانون الصحافة والمطبوعات جيدا، وأبسط مثال على ذلك، هو أنّه طالب الصحفيين العاملين في المواقع الالكترونية ووسائل التواصل ببياناتهم مع أنه لا يوجد قانون للاعلام الالكتروني حتى اللحظة يلزمهم بذلك؛ لكنّ الرجل جاء بعقلية رجل الشرطة المتحمس لتتبع أثر أقدام الجميع، جاء من بلاد الحرية؛ متعطشا لاستعباد من يقعوا تحت سلطته وذهب أبعد من ذلك لممارسة دور المشرع وتقنين ما ليس مقننا في القانون، والهدف هو التلصص على الجميع وضمان كرسي آمنة لا يكشف عورتها أحد..!

عزيزي المحافظ: الرجل الذي يثق بنفسه لا يخشى الأضواء ولو كانت من مصادر مجهولة، المسؤول المتسخ أو الذي ينوي اللعب بالسلطة بمزاج مشبوه هو الذي يرغب بالسيطرة على كل المصابيح حوله، ما كنت بحاجة لاحراج نفسك ببيان مخجل كهذا ؛ يكفي أن تعمل بثقة ونظافة ولن يطالك أحد بكلمة، وإلا فأخبرني ما الفرق بينك وبين الجماعات الشمولية التي صدعت رؤوسنا وأنت تنظر حول خطرها على حرية الكائن وإذا بك تفعل الشيء ذاته براء مختلف..؟

مافيش فائدة، كلهم ملوثين من الداخل، السلفي الذي لا يملك جواز سفر والعلماني الذي طاف الكوكب، ربنا يعين..!

*نقلا عن صفحة الكاتب بالفيسبوك

التعليقات