ترامب أمام تحدي إلقاء خطاب شديد الحساسية في الأمم المتحدة
- وكالات الأحد, 17 سبتمبر, 2017 - 03:43 مساءً
ترامب أمام تحدي إلقاء خطاب شديد الحساسية في الأمم المتحدة

يستعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإلقاء كلمة هي الأولى له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، في ما يراه مراقبون تحدياً كبيراً في اختيار عباراته أمام قادة عالم غارق في النزاعات والاضطرابات والحساسيات.

فبعد ثمانية أشهر على دخول ترامب للبيت الأبيض، يلقي الثلاثاء خطاباً في مقر الأمم المتحدة، ينبغي أن يتناول فيه القضايا الساخنة في العالم من كوريا الشمالية إلى بورما وفنزويلا، عارضاً تصوّره لموقع الولايات المتحدة على الساحة العالمية.

ويقول بن رودز الذي عمل مستشاراً للرئيس الأميركي باراك أوباما "إنه خطاب لا مثيل له، وفرصة فريدة للرئيس ليخاطب العالم كله".

ويشدد بن رودز الذي ساهم في كتابة خطابات أوباما الثمانية في الأمم المتحدة، على أهمية كلّ كلمة قائلاً "أي جملة صغيرة من الخطاب يمكن أن تشير إلى توجّه جديد فتكون لها أصداء في الأوساط الدبلوماسية على مدى أشهر".

مهمة شديدة الحساسية

وفي ظل ما يعيشه العالم من انقسامات وحروب وتوترات، ستكون مهمة ترامب في الأمم المتحدة شديدة الحساسية.

فهو سيكون تحت المجهر في حديثه عن روسيا المُتّهمة بأنها تدخّلت في الانتخابات الأميركية لمصلحته، وأيضاً حول قضايا المناخ التي أبدى حتى الآن تشكيكاً فيها وسحب بلاده من اتفاقية باريس لمكافحة الاحتباس الحراري، فيما وتيرة الكوارث المناخية تشتد.

وإضافة لكل ذلك، سيتعيّن على الرئيس أن يبيّن وجهة نظره حول انعكاس شعاره الانتخابي "أميركا أولاً" على السياسة الخارجية لبلده.

فهذا الرئيس الخامس والأربعون للولايات المتحدة لا يبدي كثير اهتمام بوزارة الخارجية، وهو اقترح تخفيض الميزانيات الدبلوماسية بما تقارب نسبته 30 %. وهو أيضاً لم يتردد في وصف الأمم المتحدة قبل نحو عام بأنها "ناد يجتمع فيه الناس ويثرثرون ويمضون وقتاً لطيفاً".

في ظل روزفلت

لم تسنح حتى الآن فرص كثيرة أمام ترامب، وهو حديث العهد في السياسة بعدما عمل طويلاً في تنظيم مسابقات ملكات الجمال، لإلقاء خطب ذات وزن.

وكان الخطاب الذي ألقاه لدى تنصيبه رئيساً، مفاجئاً من حيث الأسلوب الحاد والنبرة العالية وهتافه "أميركا أولاً وفقط أميركا". أما خطابه أمام الكونغرس بعد ذلك بأسابيع فقد فاجأ على العكس بنبرته المعتدلة.

من المفترض أن يدفعه الجو الجادّ في الأمم المتحدة إلى الالتزام بتلاوة النص الذي سيمرّ أمامه على شاشة.. إلا في حال وقوع مفاجأة.

وستتجه الأنظار إلى ترامب أيضاً لسماع ما إن كان سيذكر أياً من أسلافه في البيت الأبيض، وهو قلّما يذكر أحدهم، علماً أن فرانكلين روزفلت الرئيس الثاني والثلاثين للولايات المتحدة، كان له فضل كبير على تأسيس الأمم المتحدة.

وقدّم روزفلت في الرابع والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر من العام 1945، أي قبل أن يولد ترامب ببضعة أشهر، خطاباً كانت له أصداء كبيرة، تحدّث فيه عن أهمية الدبلوماسية ودعا لإعطاء الأمم المتحدة "قوة جديدة وأدواراً جديدة".

وقال أيضاً "إن تطوّر هذه المنظمة هو البديل الوحيد عن الحرب، والحرب لم تعد اليوم خياراً عقلانياً".

بعد أوباما

في العام 2009، اعتلى باراك أوباما منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة، مقدّماً خطاباً أعلن بين سطوره القطيعة مع سياسات جورج بوش.

وتحدّث يومها عن العداء لأميركا المنتشر في العالم، واقترح "فتح صفحة جديدة". وتحدّث أيضاً عن الأمم المتحدة التي أسسها "رجال ونساء مثل روزفلت جاؤوا من مختلف أصقاع الأرض".

لكن هذه المرة، تُطرح تساؤلات حول الأهمية التي سيوليها الدبلوماسيون لخطاب الرئيس الأميركي في الأمم المتحدة.

فإذا كان الفرق بين الخطاب المكتوب والخطاب العفوي أمراً معتاداً لدى الرؤساء، إلا أن الأمر مع ترامب يأخذ منحى آخر. فسيل التغريدات التي يطلقها كل يوم، والتصريحات الرئاسية الرصينة التي تتبعها رسائل حادّة تشعل الجدل بين الأميركيين، تضع دونالد ترامب في موقع فريد بين أسلافه.

وترى فينشا لافلور التي عملت مع الرئيس السابق بيل كلينتون أن التحدي الكبير لترامب هو أن "العالم كله سمعه مراراً وهو يتحدث من دون ضوابط، وبات يعرف +صوته الحقيقي+"، وبالتالي فإن أي خطاب مكتوب بعناية سيدفع للقول "هل هذا فعلاً ما يفكّر به ترامب؟


التعليقات