سيشجِّعن فريقهن ويهتفن لفوزه وجهاً لوجه.. للمرة الأولى المرأة السعودية تدخل الاستاد
- وكالات الجمعة, 12 يناير, 2018 - 04:35 مساءً
سيشجِّعن فريقهن ويهتفن لفوزه وجهاً لوجه.. للمرة الأولى المرأة السعودية تدخل الاستاد

انسوا انتقال فيليب كوتينيو إلى برشلونة؛ إذ ستأتي أكبر خطوة في عالم كرة القدم، الجمعة 12 يناير/كانون الثاني 2018، حينما تدخل النساء إلى استادٍ سعودي لمشاهدة مبارة كرة قدم احترافية من المدرجات، للمرة الأولى في تاريخ البلاد.
 
وسيحاول فريق الأهلي تقليص الفارق في قمة الدوري السعودي الممتاز خلف الهلال عن طريق تحقيق الفوز على فريق الباطن الذي سيلتقيه، لكنَّ اهتماماً أكبر سيكون مُنصبَّاً على مكياج أولئك الموجودات في مدرجات الجماهير، وفق ما ذكرته صحيفة الغارديان البريطانية.
 
حتى الآن، وفي بلدٍ صنَّفه المنتدى الاقتصادي العالمي في 2016 بأنَّه في المرتبة الـ141 من بين الـ144 في المساواة بين الجنسين، كانت النساء مضطرة إلى مشاهدة اللعبة الجميلة على شاشة التلفاز. وكان يجري القبض على مَن يُمسَك بهن داخل الاستادات، مثل حادثة تلك المرأة التي وقعت في ديسمبر/كانون الأول 2014.
 
وأعلنت الحكومة السعودية في أكتوبر/تشرين الأول 2017، أنَّها ستضع حداً للحظر القائم منذ زمنٍ طويل، على الأقل في 3 استادات كبداية. وستكون هناك أقسام خاصة لجماهير النساء في ملاعب الرياض وجدة ومدينة الدمام الشرقية.
 
يعمل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي ارتقى إلى منصبه الحالي في يوليو/تموز الماضي، على تخفيف القيود المفروضة على النساء. ومن المقرر رفع الحظر المفروض على قيادة المرأة للسيارات في يونيو/حزيران المقبل.
 
 الشغف الواسع بالرياضة
 
وبعدما سمح صاحب الـ32 عاماً للنساء بدخول أحد استادات الرياض في سبتمبر/أيلول الماضي للاحتفال باليوم الوطني في خطوةٍ سارت على ما يرام، كانت الخطوة التالية واضحة. ويُفتَرَض أن تكون تلك الخطوة مهمة، لأسبابٍ ليس أقلها وجود شغفٍ متأصِّل بالرياضة في كافة قطاعات المجتمع السعودي.
 
لم تتمكَّن غادة جراح من مشاهدة فريقها المفضل "الهلال"، في نهائي دوري أبطال آسيا 2014 برغم السماح للنساء من جماهير فريق ويسترن سيدني واندررز الأسترالي بدخول استاد الملك فهد. ومع ذلك، ينتهي انتظارها أخيراً. تقول صاحبة الـ22 عاماً لصحيفة الغارديان: "قد يكون من الصعب أن تضطر لمشاهدة فريقك على التلفاز فقط، خصوصاً حين تكون المباراة كبيرة أو نهائية، لكنَّ أمنيتي تتحقق الآن".
 
وحقيقة أنَّ المباراة المقبلة ستكون ضد فريق اتحاد جدة، المنافس المحلي والقاري، لا تضيف سوى مزيد من الترقُّب. تضيف غادة: "لا أعرف كيف أصف مشاعري لك. كنتُ أنتظر منذ أصبحتُ مشجِّعةً في عام 2010، ويا لها من متعة أن أحضر مباراةً لفريقي المفضل في السعودية. أنا متحمسة للغاية".
 
 
عاشقات كرة القدم السعوديات
 
وتُعَد السعودية مركز قوة آسيوي بعديد ألقابها القارية على مستوى الأندية والمنتخبات. وكان المنتخب الوطني قد وصل الدور الثاني من أول بطولة كأس عالم يشارك بها في 1994 واحتفل بالتأهل إلى كأس العالم للمرة الخامسة في سبتمبر/أيلول الماضي. وسرعان ما رحل المدير الفني للمنتخب، بيرت فان مارفيك، وأُقيل خليفته، الأرجنتيني إدغاردو باوزا، بعد شهرين ليحل محله مواطنه خوان أنطونيو بيتزي.
 
وقالت الصحفية آسيل باشراحيل إنَّ اتخاذ القرار داخل الاتحاد السعودي لكرة القدم قد يكون عشوائياً وغريباً، لكنَّ دعوة الحكومة للسماح للنساء بدخول الاستادات ليست كذلك. وتضيف: "توجد الكثير من المُشجِّعات في السعودية. والكثير من صديقاتي ونساء عائلتي من عُشَّاق كرة القدم. لقد حضرتُ الكثير من ليالي المباريات في مقاهي جدة ورأيتُ كل النساء حولي تشاهدن المباريات بحماس وتهتفن بصوتٍ عال مع أزواجهن وأطفالهن. لقد رأيتُ عمتي وعمي يهتفان لفريقين متنافسين ويتناكفان مع بعضهما حين يفوز فريق أيٍ منهما أو يخسر".
 
من المتوقع أن يكون هناك تدفقاً كبيراً من النساء على المباريات الافتتاحية قبل أن يهدأ الأمر، على أمل أن تتزايد الأعداد تدريجياً على مدار الأشهر والسنوات المقبلة. يقول خالين غادين من الدوري السعودي الممتاز: "سيكون هناك الكثير من النساء اللاتي يحضرن المباريات لأنَّهن كُنَّ ينتظرن هذا منذ زمنٍ طويل"، على الرغم من أنَّ المسؤول يعترف بوجود بعض ردود الفعل السلبية على الشبكات الاجتماعية. ويضيف: "كان هناك بعض االنتقادات، وأي قرار يجلب معه بعض الانتقاد، لكن معظم الناس تدعمه".
 
تعرف آسيل أنَّ الأمر سيستغرق وقتاً للانتصار على العناصر الأكثر مُحافَظةً في البلاد. وتقول: "كان هناك أولئك الذين رحَّبوا بالقرار وعبَّروا عن حماسهم لحضور مباراة كرة قدم مُوجَّهة للعائلات. ثُمَّ هناك أيضاً الآخرين الذين يعتقدون أنَّ القرار مخالف للثقافة والتقاليد السعودية". وربما تكون تلك الثقافة غير راسخة تماماً مثلما كان يُعتَقَد سابقاً. وتضيف: "المجتمع يتغير في السعودية، لكني أعتقد أيضاً أنَّ هناك دوماً مجالاً لمزيدٍ من التغيير".
 
بالنسبة لغادة، إنَّها بداية جيدة، وتعتقد مُشجِّعة الهلال أنَّ الكرة السعودية لم تكن أبداً حكراً على الذكور بأي حالٍ من الأحوال. وتقول: "لطالما كانت المرأة السعودية مشاركةً في ثقافة كرة القدم، لم يكن ذلك منسحباً على الرجل فقط قط. وإذا كانت المرأة في الاستاد مع زوجها أو والدها أو أخوها، سيكون اللاعبون أكثر حماسة. كُنَّا ننتظر منذ وقتٍ طويل، وهذا شعورٌ جديد على الجميع. أعتقد أنَّه سيكون حدثاً رائعاً".


التعليقات