كيف أعادت "قمة اليخت" السرية تشكيل المنطقة العربية؟
- الجزيرة نت الثلاثاء, 20 مارس, 2018 - 01:37 صباحاً
كيف أعادت

كشف موقع ميدل إيست آي أن رجل الأعمال الأميركي اللبناني جورج نادر -مستشار ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد- نظم أواخر 2015 على متن يخت في البحر الأحمر قمة سرية جمعت قادة ومسؤولين بارزين في دول عربية، تمحورت حول إدارة تشكيل المنطقة بما يسمح بهيمنة السعودية والإمارات عليها، ومواجهة تركيا وإيران.
 
الموقع نقل عن مصدرين مطلعين أن القمة السرية شارك فيها محمد بن زايد، وولي ولي العهد آنذاك محمد بن سلمان الذي أصبح وليا للعهد، وولي عهد البحرين الأمير سلمان بن حمد، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وملك الأردن عبد الله الثاني.
 
في الاجتماع عرض جورج نادر -الذي خضع مؤخرا للتحقيق بشأن تمويل حملة دونالد ترمب لانتخابات الرئاسة الأميركية الماضية- على المجتمعين تشكيل تحالف إقليمي من ست دول عربية بحيث تصبح هذه الدول المتحالفة قوة تعول عليها الولايات المتحدة لمواجهة نفوذ تركيا وإيران في المنطقة.
 
ووفق العرض الذي قدمه رجل الأعمال الأميركي اللبناني، فإن كلا من السعودية والإمارات والبحرين ومصر والأردن وليبيا -التي لم تشارك في القمة- مدعوة لتشكيل نواة تجمع إقليمي بالمنطقة داعم للولايات المتحدة وإسرائيل، ويكون بديلا لمجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية.
 
ينقل موقع ميدل إيست آي عن مصدرين مطلعين على اجتماع البحر الأحمر أن نادر أبلغ الحاضرين أنهم في حالة موافقتهم على العرض، سيسعى لكسب التأييد لذلك في واشنطن، وأكد المصدران أن العرض حاز على إعجاب المشاركين في القمة السرية.
 
وبعدما عقدت هذه القمة لم يكد يمضي عام على تولي الملك سلمان الحكم في السعودية، وكان ابنه محمد وقتذاك وليا لولي العهد، وكان ابن عمه الأمير محمد بن نايف العقبة الوحيدة التي تحول دون توليه ولاية العهد، وقد زالت هذه العقبة بعزل ابن نايف في يونيو/حزيران 2017.
 
وفي الوقت الذي عقدت فيه القمة السرية، كان ترمب قد أعلن للتو ترشحه للرئاسة، وكانت منافسته هيلاري كيلنتون تتصدر كل استطلاعات الرأي، وكان السعوديون والإماراتيون يعتقدون أنها سترسخ الاتفاق النووي مع إيران، الذي كانت إدارة الرئيس باراك أوباما طرفا فيه، وبالتالي كانوا يرون أن فوز كلينتون لن يمكنهم من الزعامة في المنطقة.
 
وبناء على ما سبق، رأى هؤلاء القادة في قمة اليخت السرية أن ترمب قد يكون مفتاح تحقيق خططهم للهيمنة في المنطقة، وفق ما أورده موقع ميدل إيست آي.
 
في يناير/كانون الثاني، قال ملك الأردن في جلسة مغلقة مع قادة الكونغرس في واشنطن إن تركيا تصدر الإرهابيين إلى أوروبا، ولاحقا نفى علنا أن يكون صرح بذلك.
 
بعد ذلك، تراجعت العلاقة بين الأردن والدول الأخرى التي شاركت في القمة السرية، فقد رأت السعودية أن عمان لم تدعم الحصار الذي فرضته ثلاث دول خليجية ومصر على قطر في يونيو/حزيران 2017.
 
بل إن الخلاف بين الأردن والسعودية زاد تفاقما حين صوت الأردن في الأمم المتحدة ضد قرار الرئيس الأميركي اعتبار القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، وكان قرار ترمب هذا يهدد الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
 
دور نادر
بالنسبة لجورج نادر تبين أنه كان حلقة وصل رئيسية بين دونالد ترمب وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، فقد أوردت صحيفة نيويورك تايمز مؤخرا أن المحقق الأميركي الخاص روبرت يفحص روابط مالية للتحقق مما إذا كانت الإمارات ساهمت بصورة غير مشروعة في تمويل حملة ترمب الانتخابية.
 
وذكرت أن محققين في اللجنة التي يقودها مولر استجوبوا جورج نادر، كما أنهم يحاولون التوصل إلى أي أدلة على سعي الإمارات لشراء التأثير السياسي في واشنطن من خلال تمويل حملة ترمب.
 
وقبل أيام تكشفت اتهامات لرجل الأعمال الأميركي اللبناني بالضلوع في اعتداءات جنسية على قاصرين، في حين أفادت مجلة نيوزويك أنه حكم عليه قبل سنوات بستة أشهر سجنا في فرجينيا بعد إدانته بإدخال مواد جنسية مصورة لأطفال من ألمانيا، كما أنه سجن لمدة عام في جمهورية التشيك لاقترافه جرائم مماثلة.
 
ويقول موقع ميدل إيست آي إنه رغم سجل جورج نادر الإجرامي فإن ترمب كان يعتمد عليه، ومن ذلك حضوره اجتماعا ضم ستيف بانون كبير المخططين الإستراتيجيين بالبيت الأبيض، وجاريد كوشنر صهر ومستشار ترمب، في ديسمبر/كانون الأول 2016 في نيويورك.
 
وبعد شهر من هذا الاجتماع الذي تم في برج ترمب، شارك جورج نادر ورئيس شركة بلاكووتر السابق إريك برينس ومصرفي روسي في اجتماع مع محمد بن زايد في جزر السيشل.
 
وكانت لنادر أيضا علاقات وطيدة بإسرائيل، وأثناء فترة انتخابات الرئاسة الأميركية التي فاز بها ترمب، أوفد ولي عهد أبو ظبي جورج نادر للقاء مسؤولين إسرائيليين لبحث مسألة حل الدولتين.
 
والعلاقة التي بناها نادر مع إسرائيل كانت من خلال الثري اليهودي الأميركي إليوت برويدي الذي تولى منصب نائب رئيس حملة التبرعات لحملة ترمب الانتخابية، ويملك برويدي شركة أمنية لها عقود مع الإمارات بمئات ملايين الدولارات.
 
وأوردت صحيفة نيويورك تايمز مؤخرا مذكرة مسربة لبرويدي كشفت أنه سعى لدى ترمب كي يجتمع مع محمد بن زايد لدعم سياسات الإمارات، وإقالة وزير الخارجية ريكس تيلرسون الذي أقيل بالفعل.
 


التعليقات