سحب الباتريوت الأميركي من المنطقة.. ابتزاز الأصدقاء وتقييم الأعداء
- الجزيرة نت الجمعة, 28 سبتمبر, 2018 - 07:52 مساءً
سحب الباتريوت الأميركي من المنطقة.. ابتزاز الأصدقاء وتقييم الأعداء

[  الولايات المتحدة تنشر بطاريات باتريوت بإٍسرائيل والأردن ودول الخليج (غيتي) ]

تعددت القراءات العسكرية حيال الخطوة المزمع اتخاذها من قبل القوات الأميركية بسحب بطاريات باتريوت المضادة للصواريخ من الشرق الأوسط خلال أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
 
وذهبت تحليلات إلى أن الخطوة الأميركية تأتي في إطار عسكري بحت من حيث الخطط والاستعدادات، وإعادة التموضع وتغيير قواعد هذه الصواريخ تحسبا لأي اختراق أمني يكون قد كشف أماكن وجودها.
 
بينما يرى آخرون أن الولايات المتحدة تعيد ترتيب أولوياتها إزاء التعامل مع أعدائها. وبرؤية البنتاغون، تحل الأوضاع بالشرق الأوسط وأفغانستان في المرتبة الثانية أمام التهديدات الروسية الصينية الإيرانية التي أصبحت بالمرتبة الأولى.
 
وهناك قراءة أخرى تقول إن توجه روسيا لبيع منظومة الدفاع الجوي "أس-400" المضادة لكل من تركيا والصين والهند، وكذلك "أس-300" المطورة لسوريا دفع بالأميركيين لإعادة ترتيب دفاعاتهم الجوية في منطقة الخليج وحلفائهم بالشرق الوسط. اللافت في التصريحات الأميركية أن سحب بطاريات الصواريخ جاء لإعادة الصيانة.
 
وهنا يتساءل المحللون: أليس بإمكان الولايات المتحدة عمل الصيانة اللازمة لها في أماكن وجودها؟
 
وهناك آخرون يرون الخطوة ذات بعد اقتصادي، فهي محاولة جديدة للرئيس الأميركي دونالد ترامب لتحصيل مليارات إضافية من الخليج العام القادم عبر بيع صفقات سلاح ودفاعات جوية.
 
أنظمة جديدة
 
وقال المحلل العسكري مأمون أبو نوار إن "فشل صواريخ الباتريوت في مواجهة الصواريخ البالستية الإيرانية التي تطلق على الرياض والمدن السعودية" يعني أنها باتت قديمة بالفعل.
 
ويضيف أن نسبة نجاح الباتريوت في مواجهة الصواريخ البالستية الإيرانية أقل من 15%، قائلا إن الأميركيين سحبوا هذا السلاح من تركيا قبل عدة سنوات.
 
وهذه النوعية من الصواريخ لم يعد مداها طويلا، لذلك يقوم الأميركيون بسحبها لتطويرها من "باك 2" المخصص لمواجهة الصواريخ إلى "باك 3" الذي يضرب الصواريخ والطائرات، وفق تقدير أبو نوار.
 
ويشير إلى أن مثل هذا القرار لا يؤثر على توازن القدرات العسكرية الدفاعية لدول الخليج والشرق الأوسط، إنما "هدفه الرئيسي ابتزاز ترامب دول الخليج للحصول على مليارات إضافية".
 
ويقول المحلل العسكري إن الأنظمة الخليجية لم تقم بما هو مطلوب منها في تأمين الحماية اللازمة لدولها ضد الصواريخ البالستية القادمة من اليمن والتي تضرب السعودية وتهدد الإمارات.
 
ويترتب على ذلك شراء منظومة دفاع جوي أميركية جديدة مثل "نظام ثاد" الذي يعالج الصواريخ خارج الغلاف الجوي، ومن المقرر أن تزود واشنطن أبو ظبي بهذا النظام العام المقبل.
 
أما العميد المتقاعد والخبير العسكري حسين الطراونة فيرى أن جوهر القرار هو إعادة تموضع القوات الأميركية في المنطقة.
 
ويضيف أن الدول الكبرى بأي تكتيك عسكري لا تفصح عن حقيقة ما ستقوم به، لذلك تختلق أعذارا مثل إعادة صيانة أو تدريبات أو غيرها.
 
ويلفت الطراونة إلى "خبث ودهاء وحذر" الأميركيين في توزيع القواعد العسكرية خاصة أنظمة الدفاعات الجوية بشكل جديد وأفضل.
 
ويقول إن واشنطن في مرحلة إعادة "تنظيم وترتيب أولويات أعدائها" فترى أن قضايا الشرق الأوسط والخليج باتت درجة ثانية، في مواجهة الحلف الروسي الصيني التركي.
 
الإنذار المبكر
 
وبالنسبة لتأثير سحب بطاريات صواريخ الباتريوت من الأردن، يؤكد الطراونة أن أي حماية تقدمها الولايات المتحدة للمملكة تأخذ مقابلها الكثير.
 
ويوضح الطراونة أن القواعد العسكرية الأميركية ستستمر بتأمين الحماية اللازمة للأردن وقواعدها في مناطق المفرق والأزرق والجفر.
 
ويتفق أبو نوار مع الطراونة بفكرة إعادة تموضع هذه الصواريخ لمواجهة روسيا والصين، دون الخوف على دول الخليج والأردن وإسرائيل لأنها مربوطة مع أجهزة الإنذار المبكر الأميركية بولاية كولورادو "فأي صاروخ تطلقه إيران أو الحوثيون باليمن تعرف عنه واشنطن، وتستطيع تبليغ هذه الدول خلال ثلاث دقائق".
 
ويعود أبو نوار ليؤكد أن القرارات العسكرية الأميركية مرتبطة بالابتزاز الاقتصادي للمنطقة ودول الخليج "خاصة وأننا على أبواب مشروع الناتو العربي في يناير/كانون الثاني 2019، وهذا التحالف إن تم بحاجة إلى تسليح وتدريب وتطوير للقدرات العسكرية الهجومية والدفاعية".

ويشير بذلك لمساع تبذلها الخارجية الأميركية مع الخليج بهدف وضع أسس لقمة تستضيفها واشنطن في يناير/كانون الثاني المقبل لإطلاق "تحالف الشرق الأوسط الإستراتيجية" أو "الناتو العربي" ك‍ما يسميه البعض. ويضم هذا الحلف المزمع تشكيله دول الخليج والولايات المتحدة ومصر والأردن.
 


التعليقات