د. مروان الغفوري

د. مروان الغفوري

طبيب يمني مقين في ألمانيا

كل الكتابات
بكائيات الصراري
الاربعاء, 27 يوليو, 2016 - 07:30 مساءً

البكائيات حول "عزلة الصراري"، التي بلغت حد قول قناة العالم بأن هناك سبي لبنات النبي، هدفها فيما يبدو عسكري/ ميداني صرف.
 
الحوثيون بحاجة إلى قادح كبير، إلى لافتة جديدة تمكنهم من الحصول على مزيد من رجال القبائل.
 
بالمقارنة بوضعهم قبل عام فهم في حالة رثة، اقتصادياً وعسكرياً. لقد خسروا مأرب وعدن وحضرموت، وليست الصراري سوى قرية صغيرة من حوالي ١٣٠ ألف قرية!
 
هناك أخبار، لست متأكداً من مدى دقتها، تقول إن الحوثيين استطاعوا خلال الساعات الفائتة حشد مجاميع جديدة من رجال القبائل للثأر لمذابح "آل النبي" في الصراري.
 
كل ما يقوله الإعلان الإيراني، وإعلام صالح، وإعلام الحوثي، وإعلام المنظمات المدنية التي تنبه الحوثيون إلى أنه من الأفضل الإبقاء عليها كل ذلك كلام فارغ، لا علاقة له بحقيقة المعركة ولا بنتائجها في الصراري، وقد حاولت شخصياً التدقيق ومعرفة ما جرى عبر أكثر من "واير".
 
الحوثيون بحاجة إلى بكائية جديدة، لأنهم بحاجة إلى موجات جديدة من الرجال. لنتذكر أن حركتهم ومخازنهم البشرية أصبحت محصورة في نطاق جغرافي يضيق على نحو واسع.
 
لنتذكر أنهم قاتلوا في عدن بمرتزقة من تعز، أول الأمر. ثم صاروا قاتلوا تعز باللواء ٣٥ والحرس الجمهوري ٢٢. أما الآن فهم يقاتلون تعز برجال من ذمار وعمران، وبكتائب عسكرية يجلبونها من أعماق تهامة، كما حدث مع اللواء العاشر.
 
البكائية الحوثية حول الصراري بكائية زائفة، وليست سوى باب لحشد مزيد من المقاتلين الذين سرعان ما سيصيرون قتلى، أو معاقين..
 
هذه جماعة بشعة وحقيرة من كل جوانبها وجهاتها.
 
البارحة أحد ناشطيها نشر نصاً منسوباً إلى علي بن طالب بن هاشم ، أحد الصحابة وفقاً لكتب التاريخ، يحض رجاله على قتل الخوارج في السلم والحرب، وأينما ثقوا. أورد ذلك النصر للتحريض على قتل الناس في تعز، مستنتجاً إن المعركة هي. في النص يحذر علي بن هاشم من مذبحة ستحل برجاله فيما لو تقاعسوا عن خوض المعركة وقتل الأغيار..
 
نحن بإزاء ورطة وجودية غاية في التعقيد.
 
وعندما كان الحوثيون يحاصرون صنعاء راح الإعلاميون والناشطون والساسة والجنود يكيلون المديح للجماعة الناشئة ذات التفوق الأخلاقي.
 
وها نحن نعيش تحت ظلال تفوقها الأخلاقي ذاك، ولم يكن المرء آنئذ بحاجة إلى استخدام احتياطيه من المنطق والعقل ليرى الكارثة. كان بحاجة إلى قليل من الطهارة النفسية، وحسب..
 
 

التعليقات