الإرياني: الانقلابيون دمروا اليمن وأنهكوا الاقتصاد (حوار)
- الأهرام الثلاثاء, 01 أغسطس, 2017 - 04:29 مساءً
الإرياني: الانقلابيون دمروا اليمن وأنهكوا الاقتصاد (حوار)

[ معمر الإريانى وزير الإعلام اليمنى ]

أكد معمر الإرياني وزير الإعلام اليمني أن مليشيات الحوثيين مسؤولة عن انتشار وباء الكوليرا في اليمن، واعتقال وقتل وتشريد الصحفيين والإعلاميين وأن قوات الشرعية استطاعت تحرير 80% من الأراضي التي اغتصبها الحوثيون، مشيرا إلى دعم مصر الدائم لليمن منذ ستينيات القرن الماضي، موجها الشكر لمصر رئيسا وحكومة وشعبا، علي دعم الشرعية في اليمن.

"الأهرام" التقت وزير الإعلام اليمني على هامش حضوره دورة وزراء الإعلام العرب بالقاهرة أخيرا، وكان هذا الحوار.
 
أين وصلت قوات الشرعية في تحرير المناطق التي سيطر عليها الحوثيون؟
 
ـ القوات الشرعية ممثلة في الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في كل المحافظات اليمنية، تمكنت من استعادة السيطرة علي أكثر من 80% من الأراضي المغتصبة من قبل الانقلابيين علي الشرعية ومازالت تتقدم على طريق تحرير كل أرجاء اليمن إلى أن يرضخ الحوثيون للسلام، وهو الهدف الأساسي للحكومة، وأؤكد أن قوات الشرعية قادرة على تحرير العاصمة صنعاء في وقت قريب لكنها تأخذ في عين الاعتبار الحفاظ على أرواح المدنيين ولكن الانقلابيين لايأخذون في اعتبارهم هذا الأمر، ويدفعون باتجاه المزيد من الاقتتال والحرب ولذلك نحن نحملهم المسؤولية عن الخسائر البشرية التي وقعت في اليمن وندعوهم، في نفس الوقت، إلى تحكيم العقل والمنطق.
 
وهل العودة للمسار السياسي مازالت قائمة.. ومن يتحمل مسؤولية عرقلة المسار السياسي؟ وما أفق أي تسوية سياسية قادمة لليمن؟
 
ـ الحكومة اليمنية لديها مبادئ ثابتة لأي تسوية سياسية، وهي الالتزام بالمرجعيات الثلاث: استكمال المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي وعلى رأسها القرار 2216، وأعتقد أنها مطالب عادلة ونحن مع أي جهود سياسية للحل ولكننا نشدد علي مسألة إنهاء الانقلاب وتسليم السلاح.
 
وماذا بخصوص الأجواء التي تعمل فيها الحكومة اليمنية في عدن؟
 
ـ الحكومة اليمنية تعمل في ظل أوضاع غاية في الصعوبة، نظرا لأن الانقلابيين دمروا البلد وانهكوا الاقتصاد ومزقوا النسيج الاجتماعي ودعموا أعمال التخريب ونحاول الآن تلبية احتياجات المواطنين في ظل شح الموارد المالية ونعمل بإمكانات محدودة للغاية، ومع ذلك استطاعت الحكومة أن تدفع الرواتب في المحافظات المحررة وأن تعمل على معالجة مشكلة الكهرباء والمياه والصحة والتعليم وتبدأ تدريجيا في إعادة تأهيل بعض الطرقات وأن تعود الحياة تدريجيا إلى ما قبل الانقلاب.
 
الوضع الإنساني في اليمن وصل إلى حد خطير خاصة مع تفشي وباء الكوليرا ما الذي تبذله الحكومة الشرعية تجاه هذه الأوضاع؟
 
ـ المتمردون هم من أوصلوا الوضع في البلاد إلى ما وصل إليه من أمراض وأوبئة ومجاعة والسبب الرئيسي في تفشي وباء الكوليرا هو انتشار القمامة في المحافظات التي يسيطر عليها الانقلابيون، حيث لم يصرفوا رواتب عمال النظافة لأنهم يأخذون الأموال للمجهود الحربي مما أدي إلى إضراب عمال النظافة عن العمل وانتشار الأوبئة والأمراض، وقد تبرع مركز الملك سلمان بمبلغ 667 مليون دولار لمكافحة وباء الكوليرا والحد من انتشاره، بالإضافة إلى بعض الدول والمنظمات الدولية الأمر الذي يسهم في تحجيم انتشار الكوليرا في بعض المحافظات، أما بالنسبة لدور الحكومة اليمنية فهي تبذل قصارى جهدها وفتحت المستشفيات والمراكز الصحية لاستقبال الحالات ومعالجتها وتقوم بحملات للتوعية الصحية من خلال وسائل الأعلام المختلفة.
 
تؤكد مصر دائما دعمها للشرعية اليمنية وحكومتها بالإضافة إلى عضويتها ضمن التحالف العربي.. كيف تنظرون إلى هذا الدور؟
 
ـ مصر هي قلب الأمة العربية النابض، ومصر داعم رئيسي لليمن، ليس من الآن، بل منذ ستينيات القرن الماضي، وقد اختلطت الدماء اليمنية بالمصرية في الحرب على النظام الإمامي البائد في شمال اليمن عام 1962 ومازالت مصر تقدم الغالي والنفيس، وهي جزء أصيل من التحالف العربي من أجل اليمن وتقف مع الحكومة الشرعية، ومن هذا المنطلق نشكر الرئيس عبدالفتاح السيسي وحكومة وشعب مصر العظيم علي وقوفهم ومساندتهم للشعب اليمني لاستعادة دولته المنهوبة من الميليشيات الإجرامية، كما نعلن تضامننا الكامل مع مصر في مكافحتها للإرهاب، ونؤكد أن الأمن العربي مرتبط ارتباطا وثيقا ولا يمكن فصله، ونحن في مرحلة مفصلية نحاول أن ندافع عن أنفسنا ضد التوجهات التي تستهدفنا من قبل أنظمة مارقة وتنظيمات ومليشيات.
 
نشر العديد من التقارير الدولية عن اعتقالات الحوثيين الإعلاميين والصحفيين في المناطق التي يسيطرون عليها، هل بذلتم أي جهود لحماية الصحفيين؟
 
ـ وزارة الإعلام تواصل بذل الجهود المتواصلة ومتابعة وضع الصحفيين ونقل ما يعانونه إلى المجتمع الدولي والمنظمات العربية والدولية المعنية بالصحفيين، فمعاناة الصحفيين في اليمن مستمرة بالمناطق التي تقع تحت سيطرة الانقلاب، لدينا العشرات من الصحفيين الذين تعتقلهم الميليشيات ولدينا حالات قتل وتشريد واختطاف وتعذيب كثيرة، لكننا نأخذ على المنظمات الدولية مأخذا واحدا وهو انها تستقي، في بعض الأحيان، معلوماتها من مصادر محلية تتبع المليشيات، وبالتالي فإن تقاريرها لا تبنى على معلومات دقيقة وليست لديها مرجعية علمية.
 
كيف تقيمون تناول الإعلام العربي لقضايا اليمن؟
 
ـ الإعلام العربي كان مساندا لليمن وحكومته الشرعية منذ بداية الانقلاب وحتى اللحظة، ولكنه تعرض لنوع من التشويه للحقائق، لذلك نطالب أشقاءنا في مصر وبقية الدول العربية بالعودة والرجوع إلى المرجعيات والمؤسسات الإعلامية الرسمية والشخصيات السياسية المعتبرة والصحفيين لاستقاء المعلومات، لأن الانقلابيين يعملون على نقل حقائق غير واقعية وبالتعاون مع وسائل إعلام محسوبة أنها عربية ولكنها تتبع أو تستقي معلوماتها من وسائل إعلام النظام الإيراني، وتحاول تشويه الحقائق وتزييف وعي الناس، ونحن في وزارة الإعلام على استعداد كبير للتعاون مع كل وسائل الإعلام العربية والدولية لإعطاء المعلومات الصحيحة.


التعليقات