القيادي المؤتمري عادل الشجاع في حوار مع "الموقع بوست": هادي رأس المشكلة والمؤتمر استسلم للأمر الواقع
- حوار - كمال السلامي الأحد, 24 سبتمبر, 2017 - 08:43 مساءً
القيادي المؤتمري عادل الشجاع في حوار مع

[ الشجاع انتقد حزب المؤتمر لعدم التواصل مع قياداته خارج اليمن ]

توقع الدكتور عادل الشجاع، عضو الأمانة العامة لحزب المؤتمر الشعبي العام (الجناح الموالي للرئيس السابق)، وأحد أبرز قيادات الحزب المتواجدين بالخارج، انفراجة قريبة للأزمة في اليمن، لافتا إلى أن التحالف ومعه الشرعية والحوثيين أيضا فقدوا عناصر بقائهم.
 
وانتقد الشجاع في حوار مع "الموقع بوست" ضعف الأمانة العامة لحزب المؤتمر، والتي قال إنها استسلمت للأمر الواقع، ولم تستطع خلق بدائل، كما أنها عجزت عن فتح قنوات خارجية لكسر الحصار المفروض على الحزب، حسب قوله.
 
وأكد الشجاع على ضرورة توحيد القوى السياسية المختلفة حتى تتمكن من هزيمة المشروع الحوثي، لافتا إلى أن الحوثيين يتغذون على الخلافات بين القوى السياسية.
 
وتحدث الشجاع عن الكثير من التفاصيل حول ما يدور في اليمن، وإلى نص الحوار:

 

* بداية.. إلى أين تتوقع تتجه الأوضاع في اليمن، خصوصا مع التطورات الأخيرة، وبروز معالم مشروع الانقلاب على ثورة 26 سبتمبر؟
 
تتجه الأمور في اليمن نحو الانفراج، فالتحالف ومعه الشرعية فقدوا كل عناصر بقائهم، ومثلهم الحوثيون كذلك فقدوا كل عناصر بقائهم بعد أن أفصحوا عن وجههم الحقيقي. أما ما يتعلق بثورة 26 سبتمبر فلا خوف عليها لأنها مشروع وطني لا يمكن له أن يهزم أو يتوارى أمام جماعة دينية صغيرة قامت في الأساس على فكر عنصري مغلق.
 
* كيف يمكن الخلاص من الوجود الحوثي الذي أثّر على اليمن أرضا وإنسانا؟
 
أولا علينا أن نفصل بين الحوثيين كوجود وبينهم كفكر، خلافنا مع الحوثيين ليس على الوجود فهم مواطنون مثلهم مثل غيرهم، لكن الخلاف معهم خلاف فكري، ففكرتهم تقوم على أساس الولاية من الله، ونحن في اليمن نظام الحكم نظام ديمقراطي تعددي، فالحوثيون لا يؤمنون بالتعددية ولا بالاختلاف، ولكي نهزم هذا المشروع القائم على مصادرة الحريات لابد من توحيد القوى السياسية المختلفة، فلولا اختلاف القوى السياسية وانقسامها على نفسها لما استطاع الحوثيون الاستمرار. إنهم يتغذون على الخلافات وينمون داخل الحرب.
 
* يعيش حزب المؤتمر الشعبي العام حاليا أزمة وجودية كيف يمكن له أن يحافظ على وجوده في ظل التحديات القائمة التي يواجهها؟
 
المؤتمر الشعبي وجد نفسه محاصرا بين الاعتراف بالشرعية كشرعية، وبين سلطة الأمر الواقع من قبل المجتمع الدولي، ولم يستطع المؤتمر أن يفتح قنوات خارجية لكسر الحصار المفروض عليه، ويعود السبب إلى ضعف الأمانة العامة التي استسلمت للأمر الواقع ولم تستطع خلق بدائل.
 
كان يفترض بالأمانة العامة أن تكوّن مجموعة إدارة الأزمة على المستوى الداخلي والخارجي، فعلى المستوى الداخلي لم يستطع المؤتمر الاستفادة من الفراغ الموجود في المحافظات الجنوبية حيث انقطع النشاط التنظيمي تماما، وفي المحافظات الشمالية ترك القرار للحوثيين حتى استحكموا فيه وكان بإمكانه أن يلعب دورا مؤثرا.
 
أما على المستوى الدولي فقد عطل المؤتمر قيادات بارزة موجودة في الخارج ولم يسند لها أي دور، ولكي يحافظ المؤتمر على وجوده لابد من إعادة النظر أولا في شراكته مع الحوثيين، فهذه الشراكة قامت على أساس العمل بالدستور وعلى أساس معالجة الوضع الأمني والاقتصادي، ولم يتحقق من ذلك شيء.
 
الحوثيون يديرون كل شيء بمفردهم، إضافة إلى ذلك على المؤتمر أن يُفعّل دوره الإقليمي والدولي، فهو يمتلك علاقات شراكة مع أكثر من 200 حزب حول العالم، ويمتلك المؤتمر عناصر قوة كثيرة لو حاول استخدامها لغير في خارطة التحالفات الداخلية والخارجية.
 
فبقاء المؤتمر ليس من أجله فحسب بل من أجل بقاء الآخرين، فهو حاجز صد وجسر عبور، حاجز صد لمنع أي مواجهة مباشرة بين الحوثيين وخصومهم ستنتج عنها مجازر أشبه بمجازر الرهونجا في رواندا، وجسر عبور لعودة من في الخارج إلى الداخل، من هنا وجب على الأمانة العامة أن تستوعب هذه المعطيات وتوسع دائرة القرار.
 
* ألا تعتقد أن المكاسب التي حققها الحوثيين من خلال المجلس السياسي أكبر من تلك التي كان يتوقعها المؤتمر؟
 
ما حققه الحوثيون من خلال المجلس السياسي أو من خلال الحكومة لا يعد مكسبا بقدر ما يعد خسارة، هذا إذا ما أخذنا الأمر من زاوية البقاء والاستمرار، حاول الحوثيون الاستحواذ على القرار فخسروا الحاضنة الشعبية، وحينما تضع الحرب أوزارها سينفض الناس من حول الحوثيين الذين كان لديهم فرصة كبيرة بعد دخولهم صنعاء أن يتحولوا إلى قوة وطنية لكن فاقد الشيء لا يعطيه.
 
* يحل العيد الـ55 لثورة سبتمبر المجيدة في اليمن كيف تنظر للجمهورية اليوم؟
 
لا قلق على الجمهورية لسببين: الأول أن الجمهورية بعد 55 عاما خلقت ثقافة العلوم الحديثة التي لا يمكن أن يفاضل بينها المواطن اليمني وبين الملازم التي لا علاقة لها بالشأن الاقتصادي والاجتماعي والسياسي ولا حتى في نظام الحكم.
 
الثاني يتعلق بجماعة الحوثي نفسها فهي جماعة مغلقة تمثل أقلية عصبوية لا يمكن أن تجد لها مكانا في القرن الواحد والعشرين في زمن العولمة التي جعلت العالم قرية صغيرة.
 
* إلى أين وصلت عملية التواصل بينكم كشخصيات مؤتمرية مقيمة خارج اليمن مع المؤتمر الشعبي العام في الرياض؟
 
ما زالت القوى منقسمة على أساس شرعية وانقلاب، والمؤتمر كما قلت ظل مقيدا بالقراءات الأحادية التي تقود بالتأكيد إلى أخطاء، نحن نأمل أن يتحرك المؤتمر ليس فقط للتواصل مع بعض القيادات المؤتمرية بل مع كل القيادات السياسية والاجتماعية ومع دول المنطقة والعالم لوقف الحرب واستئناف العملية السياسية.
 
* ما مقترحات الحل للوضع الراهن في اليمن من وجهة نظركم؟
 
لكي نصل إلى الحل لابد من تفاوض مباشر مع المملكة العربية السعودية هذا أولا، وثانيا لابد للأمم المتحدة أن تعين مبعوثا جديدا بعد أن فشل المبعوث السابق أو أفشل، وثالثا لابد من قرار جديد من مجلس الأمن يكون ملزما لجميع الأطراف بالامتثال للحل.
 
* ما المطلوب اليوم من القوى السياسية، وهل تعتقد أنه أصبح هناك نقاط التقاء مشتركة يمكن أن تجمع الفرقاء لمواجهة الخطر الوجودي الذي يهدد الدولة؟
 
مطلوب من القوى السياسية أن تفكر بالوطن الجامع لكل اليمنيين، وأن تؤمن بضرورة عودة الدولة كدولة، وليس كأطراف تعتقد أنها الدولة، فالمشترك بين هذه القوى أكثر بكثير من المختلف لكنها تدير صراعها على المختلف وتترك المشترك.
 
* حقيقة اعتكاف صالح كيف يمكن فهمها وقراءتها؟
 
الرئيس السابق صالح تم شيطنته من قبل القوى السياسية مما جعل تشخيص الأزمة تشخيصا خاطئا، أضف إلى ذلك ترك الرجل يواجه بمفرده العدوان والانقلاب، لذلك ما يقوم به حتى الآن يؤسس لأي حل أو مصالحة.
 
* هل هناك خلاف حقيقي بين صالح والحوثيين أم أن ما يجري مجرد تبادل أدوار؟
 
حينما نتحدث عن خلاف بين صالح والحوثيين سنكون مخطئين، لأن صالح رئيس حزب وهو يدير خلافاته على المستوى السياسي وليس الشخصي، هناك تباينت كثيرة بين المؤتمر والحوثيين وهذا شيء طبيعي.
 
 يحاول المؤتمر أن تظل هذه التباينات على المستوى السياسي، لكن الحوثيين يريدون الذهاب بعيدا حتى لو فجروا الحرب داخل صنعاء، هذه الجماعة لا علاقة لها بالشأن السياسي أو الاقتصادي، لذلك فهي تستفيد من المتناقضات الموجودة وتعتقد أنها تمتلك عناصر القوة التي تمكنها من إخضاع الآخرين بالقوة.
 
* ترددت الأنباء عن وجود تواصل إماراتي مع صالح ما حقيقة هذا التواصل؟
 
لا يوجد أي تواصل من هذا النوع، ولو وجد لأعلن عنه المؤتمر لأن ذلك يأتي في إطار العمل السياسي العلني وليس عملا إستخباراتيا.
 
* لماذا اضطر صالح للتحالف مع الحوثيين في العام 2014؟
 
كما قلنا تحالف المؤتمر مع الحوثيين لم يبدأ إلا مع بداية العدوان على بلادنا عام 2015. وهذا شيء طبيعي، أي حزب وطني في العالم يرى بلده يعتدى عليها سيذهب للدفاع عنها.
 
المشكلة ليست في التحالف بل في التركيز على العدوان وترك الأمور الأخرى مما جعل هذا التحالف ينأى بعيدا عن الهدف الذي قام من أجله.
 
* لماذا لا تمدون أيديكم في المؤتمر الشعبي العام بصنعاء للرئيس هادي بدلا من الانقسام الحاصل داخل الحزب؟
 
هادي هو سبب كل ما يجري، فهو المشكلة وليس حلها، وإذا أردنا حل المشكلة لابد من تفعيل المبادرة الخليجية وتجاوز هادي.
 
* ما الأوراق التي لا زالت بيد صالح ويمكن استخدامها ضد الحوثيين؟ وهل لا زال صالح قادرا على الانقلاب عليهم؟
 
صالح يملك أوراقا كثيرة أهمها الورقة الشعبية التي تطغى على كل الأوراق.
 
* الحوثية ابتلعت كثير من القيادات المؤتمرية التي ناصرتها في السابق ثم أصبحت اليوم جزءًا منها.. ما تفسيركم للأمر؟
 
الحوثية كما قلت مشروعا دينيا مغلقا لا يمكن له الاستمرار إلا في الحرب، وحينما تتوقف الحرب ستتوارى عن الأنظار لأنها لن تستطيع مواجهة النور.
 
 * كقيادي مؤتمري كيف تنظر لتجربة التحالف السياسي والعسكري بين المؤتمر والحوثيين في المجلس السياسي؟
 
أنا كنت ضد التحالف من أول يوم، فقد اشترطت لقيام التحالف مغادرة اللجنة الثورية تماما وترك مؤسسات الدولة تعمل، ولو قام التحالف على هذا الأساس لقدمنا نموذجا يهزم الشرعية بدون حرب.


التعليقات