رئيس جامعة تعز في حوار مع "الموقع بوست": لا نتلقى دعما من الشرعية ونتواصل مع وزراء الحكومتين
- حوار: فخر العزب - تعز الثلاثاء, 26 سبتمبر, 2017 - 09:09 مساءً
رئيس جامعة تعز في حوار مع

[ رئيس جامعة تعز الدكتور محمد الشعيبي ]

يشخص الدكتور محمد الشعيبي رئيس جامعة تعز الوضع التعليمي في الجامعة بشكل دقيق، عندما تحدث في هذا الحوار عن واقع التعليم في أكثر المحافظات اليمنية تعرضا للحصار والحرب، كاشفا الظروف التي تعرض لها التعليم العالي في المحافظة، وكيف تغلبت عليها الجامعة وطلابها والاكاديميون فيها.
 
عن تأثير الحرب على العمل التعليمي الجامعي، وتعامل إدارة الجامعة مع وزارتين للتعليم العالي في اليمن، تحدث أيضا الشعيبي، إضافة إلى تطرقه للاستحداثات التي قامت بها الجامعة لتطوير العملية التعليمية مؤخرا.
 

إلى تفاصيل الحوار:
 
* في البدء لو تعطينا نبذة تعريفية لجامعة تعز، فروعها، كلياتها، عدد أعضاء هيئة التدريس، عدد الموظفين، عدد الطلاب؟
 
** طبعا مباني وكليات جامعة تعز تقع في أكثر من موقع وأكثر من مكان، المجمع الرئيسي لها في حبيل سلمان، وفي فرع التربة 4 كليات ومركز، وفي الكمب شؤون الطلاب، بالإضافة إلى مبنى كلية الآداب بجانب إدارة أمن المحافظة، وعندنا كلية الطب أو المجمع الطبي باعتباره أحد المشاريع العملاقة الذي تم إنجاز ما يقارب 85% منه توقف بسبب الحرب، ولولا الحرب لكنا انتقلنا هناك.
 
في الجامعة 1200 أستاذ تقريبا،  1100 موظف منهم 300 متعاقدون في كل الفروع والكليات، كما لدينا حوالي 30 ألف طالب وطالبة وعددهم في زيادة مستمرة.
 
*  لو تحدثنا عن وضع الجامعة حاليا وكيفية إدارتها في زمن الحرب وفي ظل وجود حكومتين في البلد إحداهما تابعة للشرعية والأخرى للانقلابيين؟
 
** طبعا نحن كتعليم نسير العملية التعليمية بمهنية بحيث لا تتوقف العملية التعليمية، ونحن نعيش المنغصات يوميا إنما من باب تسيير العملية التعليمية باعتبار أن التعليم في الأنظمة الديمقراطية يفترض أن يكون بعيدا عن كل شي، فتمت الدراسة في الجامعة وتوقفت 4 أشهر نتيجة أن الحرب شلت الحياة بشكل عام، وانعدمت المحروقات، وتزايد القصف، وبعد 4 أشهر استأنفنا الدراسة في فرع التربة وبعدها مباشرة فتحنا برامج كلية الطب البشري والتمريض وبالأخير كان هناك مجموعة برامج تابعة للجامعة.
 
 برنامج في محافظة إب وبرنامج في الأردن وبرنامج في المدينة، لم ننقل الكلية وإنما برامج، بعد ذلك توجه العدد الأكبر من الطلبة والذي وصلوا إلى 58 طالبا إلى إب، وفي الفترة الأخيرة بدؤوا بالعودة، وفي إب وصلوا إلى 450 طالبا، وفتحنا مراكز في صنعاء وإب وفي وسط المدينة وفي الأماكن البعيدة عن الاشتباكات المسلحة حفاظا على سلامة الطلبة والأساتذة، وطبعا استمر الحال حتى تحررت الجامعة، وبعدها تم استئناف الدراسة في حبيل سلمان تحت أوضاع صعبة ومعقدة ونتيجة للقصف كانت الكليات لا يزال فيها آثار الدمار.
 
 مع ذلك كان أبناء تعز عند مستوى المسؤولية، ويمتلكون الجرأة والشجاعة خاصة الطلبة ودخلوا إلى جامعتهم، وتعاملنا نحن مع جميع الأطراف بحيث إنه لا أحد يغلق الجامعة، والآن تمشي الأمور بشكل جيد جدا. طبعا ألغينا جميع المراكز وأبقينا على برنامج في إب، واختصرنا البرامج في مركز واحد في الحوبان، وكان ضروري وجود مركز في إب بالرغم أنه تم التحاور مع جميع الأطراف في آخر المطاف ما هو مفيد للطلبة نعمله.
 
ولدينا معاناة كثيرة تتمثل بقطع الرواتب وانعدام المحروقات واحتياج الجامعة للصيانة لدرجة إنه اضطررنا للبحث عن سلال غذائية وأضاحي للعيد، الآن نمشي في هذا الاتجاه واستعدنا وحدة جهد العلاقات الخارجية لنقدم الشي اليسير للأساتذة في ظل انقطاع الراتب.
 
* ما أثر الحرب على البنية التحتية للجامعة والوثائق الخاصة بها؟
 
** نستطيع أن نقول إنه من كل مؤسسات الدولة بدون استثناء استطعنا الحفاظ على جامعة تعز من خلال التواصل مع القادة لعدم رفع الإحداثيات في فترة ما قبل دخولنا وقيامنا بتلحيم الجامعة بشكل عام من ورش ومعامل ومطاعم وكليات ومراكز، وهناك حصل نهب بعض الحاجات لكنها لا تصل 4%، إنما أحدثت ضررا كبيرا في العملية التعليمية وما تم نهبه كان مرتبط ارتباطا تاما بالعملية التعليمية. نحن نعمل مع الأطراف والجهات وفاعلي الخير أصبحنا نعيد بعض الأمور، ونلتقي بجهات جديدة لكي نستطيع أن نحل المشاكل ولا زالت المشاكل قائمة، وبعض الكليات لا تزال شبابيكها وأبوابها مفتوحة.
 
* هل لديكم وعود من جهات ما للقيام بعمليات الترميم؟
 
** في هذا الموضوع أحب أن أتقدم بالشكر الجزيل لمجموعة هائل سعيد أنعم ممثلة بالرئيس الفخري للمجموعة الأستاذ علي محمد سعيد الذي قدم مبلغا كبيرا، ومن هذا المبلغ تم عمل صيانة عاجلة للنوافذ والزجاج والأبواب وفي الوقت المناسب سيتم عمل صيانة كاملة، وهناك بعض منظمات قدمت أشياء بسيطة، المجلس المحلي قدم عمل خير في كلية واحدة، وكنا في الحقيقة نتوقع أكثر.
 
* نحن الآن في بداية عام جامعي جديد، ما أبرز المشاكل التي واجهتموها خلال عملية القيد والتسجيل؟
 
** طبعا قبل الحديث عن عملية التسجيل أريد أن أقول إنه برغم الظروف التي ذكرناها والكل يعرفها، هذه السنة تخطت جامعة تعز 12400 جامعة عربية وعالمية في التصنيف العالمي.
 
استطعنا قبل الحرب أن نقطع شوطا في موضوع الأتمتة وإدخال الخطة الإلكترونية، كان شغلا بسيطا، ومن ثم أكملناه، والآن تقريبا على وشك الانتهاء من أتمتة جامعة تعز برغم الظروف الصعبة، وبالإضافة إلى افتتاح برامج جديدة في الماجستير وهناك أربعة برامج  تحديدا في الباطن الجراحي بكلية الطب، وماجستير في التربية في فرع التربة، مع افتتاح مركز آخر في فرع التربة قبل أن يلغوا التمهيدي للماجستير، وقمنا أيضا بافتتاح مساق الماجستير الوظيفي لإدارة الأعمال واستئناف البرامج الأخرى في الــIT وهناك برامج سيتم افتتاحها في القريب العاجل، بالإضافة إلى افتتاح قسم التاريخ والعلوم السياسية للآداب وبرامج مرتبطة بالعلوم التطبيقية.
 
وفي موضوع القبول والتسجيل طبعا الشيء المفرح والذي يتوجب عليَّ أن أتقدم بالشكر لكل الإخوة في المقاومة وكل أفراد المجتمع أن هناك تفاهم.. نحن خلال فترة الحرب في انضباط واحترام للنظام وللامتحانات، وإن حصلت بعض المنغصات لكنها سلوكيات فردية لا تعبر عن السلوك العام، فاستطعنا أن نمشي بنفس الطريقة السابقة من الانضباط بالرغم من الظروف الصعبة والانفلات الأمني الحاصل وهذا ليس بغريب على تعز.
 
* كم عدد الطلاب المسجلين هذا العام في الجامعة؟
 
** إلى الآن لا أستطيع أن أعطيك رقما محددا فلا تزال الامتحانات وعملية التسجيل والقبول جارية رغم أنها تمت في معظم التخصصات، وهنا نود الإشارة إلى أننا في كلية الطب كنا نقبل 60 طالبا بالنظام العام و40 طالبا بنظام النفقة الخاصة، لكن هذا العام تم قبول 70 طالبا بالنظام العام و50 طالبا بالنفقة الخاصة، واستحدثنا قسم الصيدلة وطب الأسنان مع المختبرات مع التمريض والعلوم التطبيقية ويصل لـ500 طالب، وأنا أعتبر هذا انجازا كبيرا بالنسبة لأبناء المحافظة في ظل الظروف الصعبة وانقطاع الرواتب وعدم قدرة الطلاب الانتقال لمحافظات أخرى، فتحنا لهم آفاقا جديدة وأوجدنا البدائل ناهيك عن الاحتياج لهذه التخصصات.
 
* البعض ينتقدكم بسبب فتح أقسام جديدة في ظل وجود نقص في الكادر التدريسي بسبب النزوح الناتج عن الحرب؟
 
** هذا الكلام غير صحيح، فأنا أطمئن الجميع لم يتم افتتاح هذه الأقسام إلا من بعد دراسة، وقد كان هناك دراسات سابقة، والكادر التدريسي متوفر حاليا أكثر من أي وقت مضى، عندنا أساتذة نازحين وأساتذة طبعا الظروف وأسباب كثيرة منعت تواجدهم في تعز، وهم من أفضل الأساتذة لدينا وبدرجات عالية، أستاذ مساعد أقل درجة في طب الأسنان، وهم من جامعات يمنية، ولدينا طبعا أساتذة من جامعة تعز، والشيء الذي يجب التنبيه له أن السنة الأولى والسنة الثانية هي عبارة عن علوم أساسية وبالتالي لا تحتاج إلى متخصصين ومع ذلك فالمتخصصون موجودون.
 
تم الافتتاح بناء على الأسس التي يتم وفقا لها افتتاح الأقسام، بناء على ورش عمل، وتم التوصيف بجودة عالية، والكادر متوفر والمعامل متوفرة، وهناك دعم حصلت عليه كلية الطب بما يقارب 35 مليون تم شراء بعض المعامل في الوقت نفسه، ويتم استخدام كلية العلوم التي تعد من أقوى الكليات وأقدمها على الإطلاق، وإذا ما عملنا مقارنة بين الحاضر والماضي لكلية الطب، فالمعامل والتجهيزات بشكل عام وكل ما يتعلق بالكلية نستطيع أن نقول إنه أفضل بثلاث مرات مما كان عليه.
 
* هل تقوم حكومة الشرعية بدفع الموازنة التشغيلية للجامعة أو جزء منها ؟
 
** لم نحصل من الحكومة الشرعية إلا على راتب واحد بعد جهد وعناء، للأسف لا يوجد الاهتمام بالتعليم، وهذا يشكل خطورة بالغة بالنسبة للحكومة الشرعية بدرجة أساسية والمجتمع بشكل عام.
 
* كيف تسيرون أمور الجامعة إذن؟
 
** نحن نقوم بالتواصل مع كل الجهات، بالإضافة إلى صمود طلاب جامعة تعز الذي قاد إلى صمود أساتذتها وموظفيها والكل مضحي، والآن هناك وعود بمخصصات للجامعة، بالإضافة إلى أن ما نحصل عليه من رسوم من الحسابات الخاصة يوجه للأساتذة والموظفين لمعالجة بعض المشاكل، والمبالغ قليلة جدا، وأريد الإشارة إلى أنه لو جمعت المبالغ كلها من الحسابات الخاصة للجامعة وانتظرنا سنة فلن نسدد سوى راتب واحد، فرواتب جامعة تعز للموظفين والأساتذة تصل إلى ما يزيد عن 275 مليونا.
 
* هل هناك أي تواصل أو تنسيق مع وزارة التعليم العالي في حكومة الانقلابيين؟
 
** التواصل والتعامل لا يوجد الآن، لكن التواصل طبيعي جدا ولابد ما يحصل لأن هناك مؤسسات التعليم العالي في الحكومة الشرعية لم تكتمل بعد، وبالتالي مصلحة الطلبة أنه نتواصل من خلال المراسلات لعدد من القضايا، عمليا نحن لا نجد حرجا أو أي مشكلة في التواصل مع كل الأطراف بدون استثناء في سبيل توفير ما يلزم للطالب، نتواصل مع وزير التعليم العالي في الشرعية وفي الطرف الآخر والجميع إخواننا، ولن تستقر الأمور وتنهض البلد إلا حين نستوعب بعض وعندما نتوقف عن الإقصاء وسنكون مع بعض شئنا أم أبينا، هذه رؤيتنا وهذا توجهنا.
 
* كيف تقيم الوضع الأمني داخل الجامعة مع تزايد الاعتداءات على الأساتذة، وانتشار المسلحين داخل الحرم الجامعي؟ وما هي الجهود التي اتخذتموها من أجل إخلاء المسلحين من الجامعة؟
 
** من حيث المبدأ فهذا الأمر طبيعي جدا في ظل الانفلات الأمني من الطبيعي أن توجد مشاكل، لكن نحن نحاول تحجيم هذه المشاكل قدر الإمكان، وإذا حصل اعتداء لابد أن نعطيه حقه ولا نوسعه ولا ننسبه إلى جهات أو أحزاب، فلو أن طالبا اعتدى فتتخذ إجراءات صارمة بحق هذا الطالب، والجميع في السلطة المحلية وقيادة المحور يتعاونون معنا في هذا الجانب، ونحاول ألا نوسع هذه الخلافات كي لا تتوقف العملية التعليمية، فنحن نحل مشاكل بشكل مستمر، وطالما أعلنا فتح الدراسة في هذه الظروف غير الطبيعية ومستمرين فيها فينبغي أن نتحمل.
 
* كلمة أخيرة ؟
 
** أتقدم بالشكر في نهاية هذا الحوار للإعلاميين الذين يقفون مع جامعة تعز في السراء والضراء، والشكر للإخوة المدرسين والموظفين والطلاب لإصرارهم على استمرار العملية  التعليمية، والشكر لأبناء تعز عاصمة الثقافة الذين يمتازون بالقدرة على التحمل والصبر فلولاهم ما حصلت كل هذه الإنجازات.


التعليقات