في حوار مع "الموقع بوست".. العميد عدنان الحمادي يتحدث عن تفاصيل تنشر للمرة الأولى عن نشأة الجيش الوطني في تعز.. التحديات والإنجازات (1-2)
- حاوره: فخر العزب الأحد, 15 أكتوبر, 2017 - 06:32 مساءً
في حوار مع

[ العميد الركن عدنان الحمادي ]

يكشف العميد الركن عدنان الحمادي قائد اللواء 35 مدرع المرابط في محافظة تعز عن الكثير من التحديات والمراحل التي واجهت إعادة بناء الجيش الوطني في محافظة تعز، بعد وصول المليشيا الانقلابية للمحافظة، ومساعيها للإطباق على المدينة ومديرياتها.
 
في الحوار الذي أجراه معه "الموقع بوست" والذي سينشر على جزئين يتطرق العميد الحمادي إلى التفاصيل الدقيقة التي تشرح أجواء التأسيس، ومراحل التشكل الأولى، للجيش الوطني، والجغرافيا التي تواجد فيها، وأهم المعارك التي خاضها.
 
الحوار يوثق لأهم مرحلة حساسة على صعيد التطورات العسكرية التي تشهدها اليمن منذ أربع سنوات، وقدم فيه العميد الحمادي شهادته بكل صراحة عن مجمل الأحداث والتباحثات والنقاشات والمحطات التي مرت بها تعز طوال الفترة الماضية.

 
* في البداية لو تحدثنا عن نواة تشكيل الجيش الوطني في تعز وبدايات اللواء 35 في هذه المهمة؟
 
** بالنسبة للواء 35 مدرع فهو لواء ضمن الجيش الوطني السابق من بعد ثورة 11 فبراير، وكان من أوائل الوحدات العسكرية المستقلة التي لا تتبع أي جهة، بل كان مرتبطاً رأسا بوزارة الدفاع لتأييد ثورة الشعب ثورة 11 فبراير بعد ما انضمت الفرقة والجيش الوطني في صنعاء، وكان هناك مجموعة كبيرة من الضباط والأفراد في اللواء 35 مدرع أعلنوا تأييدهم ووقوفهم إلى جانب ثورة الشباب، وكان اللواء يتمركز في محافظة الضالع، وعند هيكلة الجيش أو ما نسميها الهيكلة الصورية تم نقل اللواء من محافظة الضالع إلى محافظة تعز لمعرفة القيادة السياسية أن هذا اللواء لواء وطني، وأنه اللواء الذي يستطيعون يكافئون تعز به نتيجة لوقوفها مع ثورة فبراير، وتم التبادل بين اللواء 35 مدرع واللواء 33 الذي كان يقوده ضبعان الذي وقف واشتغل مع المليشيات الانقلابية بعد انقلاب أو نكبة 21 سبتمبر.
 
عندما وصل الحوثيون إلى تعز أعلن اللواء 35 مدرع تأييده للشرعية وانضم إلى الشرعية، وطرد القائد السابق الذي تعاون وحارب مع المليشيات خلال دخول مدينة التربة، وتم تعييني قائدا للواء، وبدأنا أول المعارك ضد المليشيات الانقلابية، وتصدينا لها، وخضنا معارك الكل سمعنا عنها وعلم بها.
 
ولولا اللواء 35 ما وجدت المقاومة الشعبية في تعز، ولكانت تعز كإب سقطت بكل سهولة، لكن اللواء نشر أسلحته ودباباته، واتخذ خطوات جريئة واستباقية بالنسبة لسحب المعدات والأسلحة إلى أهم المواقع في مدينة تعز في جبل جرة والستين والأربعين والزنقل والمناطق التي كانت مربعا خاصا للواء 35.
 
بعد سقوط اللواء وبعد الدور الكبير الذي قام به سلم تلك المواقع مباشرة إلى المقاومة الشعبية في تعز آنذاك والتي قادها الشيخ حمود المخلافي، والمعارك التي خاضها اللواء 35 كسرت حاجز الخوف لدى أبناء تعز الذين كان لديهم روح البطولة وشجاعة نادرة لا توصف، بمعنى أننا لم نكن نتوقع أن في تعز يوجد مقاتلين كون تعز كانت مدنية وتهتم بالتعليم ولا تهتم بالتجنيد ولا كان أبناؤها يتواجدون في الجيش إلا بنسب معينة تعطى للمشائخ المحسوبين على السلطة السابقة وبعض الطلاب الذين كانوا يبتعثون للكليات العسكرية فقط لا غير.
 
* كيف ومتى أسستم جبهة الضباب؟
 
** في شهر أغسطس 2015 خرجتُ من المدينة، وبدأنا في جبهة الضباب إلى جانب يوسف الشراجي الذي بدأ بتأسيس جبهة الضباب بعد ما شكل المجلس العسكري في تعز، وقررنا أن تفتح جبهة في الضباب، وتشكل فيها قوة يكون نواتها من اللواء 35 ، وبدأنا في الضباب وكانت المنطقة محصورة لا نستطيع الحركة أو حرية المناورة بالقوات من اتجاه إلى آخر داخل الضباب، فكان أن اتخذنا قرارا مجازفا أن نبدأ بتشكيل أو إعادة تنظيم اللواء 35، وكان أول لقاء لنا في مؤتمر جماهيري لإسناد الجيش الوطني في مديرية المعافر، وافتتحنا مقر اللواء أول يوم بحوالي 30 فردا أغلبهم مرافقين ومقربين للذين كانوا معنا، وكان معنا بازوكة ومعدل شيكي فقط لا غير وبنادق خاصة للأفراد الموجودين، وبدأنا نستوعب الجنود من اللواء 35 ووصل العدد إلى 65 في اليوم الأول، فتحنا المجال للعسكريين للوحدات الأخرى الذين يمتلكون السلاح، وبدأ الناس بالتوافد حتى وصلت قوة اللواء في تلك الفترة إلى 1500 ففتحنا معسكرا تدريبيا في العين مركز مديرية المواسط، ومركز تدريبي في الشمايتين في التربة، ومركز تدريبي في المعافر الذي كان مقر قيادة اللواء، وبدأنا بتدريب وإعداد الناس، وبدأنا نستوعب أفراد مدنيين من المقاومة الشعبية الذين يمتلكون السلاح وتم تدريبهم وتأهيلهم، وفي هذه الفترة حاول العدو إسقاط جبهة الضباب، ووجهنا أول كتيبة وأدرتُ المعركة في جبهة الضباب لأن الأخ يوسف الشراجي كان مريضا وأسعف إلى الخارج وتم استعادة مناطق الضباب، قد كان العدو وصل إلى مشارف مدرسة خالد بن الوليد.
 
* ما اسم هذه الكتيبة التي أسستموها؟
 
** الكتيبة التي أسسناها هي كتيبة الشهيد عبدالرقيب عبدالوهاب، وهي عبارة عن الكتيبة الأولى التي تم تدريبها في معسكر المعافر، ولحقت السرايا من معسكر العين للضباب، وعندما قمنا بتحرير الجزء الأكبر من جبهة الضباب حتى وصلنا إلى ما بعد الحرمين وحدائق الصالح والصياحي والتلة السوداء، وهذه المناطق قرب جبل ميلات وقرب السجن المركزي في نفس الفترة عاد يوسف الشراجي من الخارج ونتفاجأ أن العدو التف ودخل من مديرية المسراخ، وبدأنا نخوض المعارك الأولية مع مجاميع من المقاومة ومن أفراد اللواء المتواجدين في الأقروض.
 
لكن كانت الخيانات كبيرة من بعض أبناء هذه المنطقة من المشائخ وبعض المحسوبين عليهم، ووصل العدو إلى نجد قسيم واستطاع قطع خط تعز التربة عدن،  وكان لدينا كتيبة أخرى تدرب في معسكر العين، وحصلنا على كمية من السلاح سلحنا بها بعض العسكريين الذين تم دفعهم من القوى الوطنية والأفراد والسرايا التي كانت معنا في معسكرات التدريب، تم الدفع بها نحو معركة المسراخ، قبل ذلك دفعنا بأول سرية مكونة من 120 فردا إلى منطقة راسن، وتواصلنا مع المشائخ والأعيان الذين شكلوا المقاومة ودعمناهم.
 
وكنا قد حصلنا على بداية دعم من التحالف العربي قليل من الذخائر وقليل من المعدلات والبوازيك والأسلحة الخفيفة، واستطاع اللواء مع مجاميع من المقاومة بقيادة الشيخ عبدالله بجاش الذي كان بمنطقة راسن رحمه الله حيث استشهد هناك، استطعنا تحرير منطقة راسن وبعدها جاءت معركة المسراخ، واستطعنا فيها أن نحجز العدو ونمنع تقدمه أو اختراقه باتجاه المعافر، وبدأنا بتشكيل أول خط دفاعي بين مدرسة غفيرة في نجد قسيم إلى الحبلى إلى منطقة تحت جبل الراهش، واحتلينا المناطق المطلة على مديريات المعافر والمواسط وسامع من الجبال التي كانت في الراهش والجنيد وجبل الصالحي بمنطقة الشعوبة استولينا على هذه المناطق بالكامل ورتبنا فيها الدفاعات القوية ومنعنا العدو من الالتفاف أو الاختراق.
 
* بعد ذلك حصلت معركة المسراخ التي تعد من أهم المعارك في تعز.. لو تحدثنا عن المعركة والإعداد لها؟
 
** استولينا على المناطق المطلة على المعافر والمواسط وسامع بعد ذلك حصل اجتماع للمجلس العسكري والمقاومة في عدن، وكان رأيهم أن يتم تحرير مديرية المسراخ بتشكيل مجموعات 500 فرد من كل لواء، ليتم الدفع بها لتحرير مديرية المسراخ،  صادق سرحان يدفع 500 فرد، والشيخ حمود المخلافي نفس العدد، وكذا جبهة الضباب 500 واللواء 35 نفس العدد وكانت هذه الجبهة قد تسلمها اللواء 35  فكان هناك طلبية لعدد من الأسلحة والذخائر من التحالف لم يوافق عليها لأن التحالف كان يعتقد أنها كبيرة، فطلبنا قائد التحالف وقال لي: أيش رأيك تقوم بالمهمة؟ هل عندك قدرة؟ قلنا له: عندنا قدرة في اللواء إذا حصلنا على الإمكانيات، فقال: لكن أنتم مبالغين بالطلب، فسألته: أيش الطلب الذي عندك؟ فقال: مليونا طلقة آلي وحوالي 200 ألف من الذخائر الأخرى ومبلغ مالي يمكن حوالي مليوني ريال سعودي، فقلت له: خلاص جيب لي 100 ألف طلقة آلي وتجيب 300 ألف ريال سعودي و50 ألف طلقة دوشكا واشتي كذا معدلات وكذا أطقم، فأرسل لي بخمس عربات الدفعة الأولى وللعلم هذه العربات دمر منها ثلاث في بداية المعركة.
 
 والحمدلله وأنا في عدن أرسلت بالذخائر والإمكانيات والنواب والأخوة قادة الكتائب الذين أعدو للمعركة حسب خطة سابقة، كنا أعددناها قبل أن ننزل عدن في نفس اليوم الذي عدت فيها من عدن بدأنا بمعركة تحرير المسراخ، ولم يعد القادة العسكريين من عدن إلا وقد تم تحرير مديرية المسراخ، وفتحنا خط نجد قسيم خلال 18 يوما، حررنا مركز مديرية المسراخ وكان معنا الشهيد عبدالله العوني رحمه الله، وصل هذه الفترة وعين رئيس أركان اللواء في هذه الفترة فترة تحرير مديرية المسراخ، حيث اتجه بقوة من الميمنة، وأنا بقيت في اتجاه مديرية المسراخ، تحرك الشهيد العوني من الميمنة من اتجاه الراهش والجنيد واتجه باتجاه الأقروض واستطعنا إسقاط الأقروض في خلال ثلاثة أيام بعد أن جزأنا كل منطقة لحالها وتحاصر العدو في قرى وقطع عنه كل خطوط الإمداد والتواصل.
 
 العدو في المسراخ لم يستطع سحب السلاح الثقيل ولا عربة ولا طقم، وانسحب بعض عناصره بالأسلحة الشخصية وبعض باعوها مقابل استئجار وسائل نقل للهروب، وبعضهم نقلوا بحمير في مناطق لا توجد فيها طرقات.
 
والحمد لله حسمت المعركة ووصلنا إلى منطقة الخلل، وتم تحرير مديرية المسراخ بالكامل، وكان ثاني انتصار لتعز بعد معركة مشرعة وحدنان وسبقها تحرير منطقة راسن وهو الانتصار الأول الذي حققه اللواء 35 .
 
* كيف بدأت علاقتكم في اللواء 35 مدرع بالتحالف العربي؟
 
** في هذه الفترة دول التحالف أو قيادات التحالف في عدن لفت انتباههم نحو اللواء 35 وبدؤوا يتعاملون معه ويدفعون له بعض الإمكانيات والذخائر، وأحيانا كانوا يدفعون مصاريف مالية كنا نغطي بها جزءا من صرفيات اللواء، لأنه كما تعلمون لا أحد وقف بجانب اللواء او دعمه سوى دول التحالف العربي و الأستاذ عبدالله نعمان أمين عام التنظيم الناصري الذي قدم المال والدعم بداية تأسيسه، وكان له دور كبير وتاريخي لن ننساه له، وبعد ذلك أعدنا ترتيب اللواء من جديد وأتت معركة تحرير الجانب الغربي لتعز، ثم تحرير مقر اللواء 35 وتم دفع كتيبة من اللواء 35 حسب توجيهات من القيادات العليا بإرسال كتيبة لاستلام المعسكر، لأنه كانت هناك بوادر صراع ما بين بعض التشكيلات على مقر اللواء، وكان لدينا أفراد عاملون ضمن الجبهة الغربية للواء 35 لكن محسوبين على الجبهات التي هناك.
 
* حدثنا عن معركة اللواء؟
 
** استلمنا مقر اللواء رسميا وبدأنا معركة الدفاع عن مقر اللواء، وخضنا معارك شرسة واستنزفت كل إمكانيات اللواء التي حصل عليها من التحالف بصعوبة بسبب وعورة الطريق التي كنا نمر عليها عبر طالوق ومشرعة وحدنان إلى مقر اللواء، وكنا كل يوم نرسل تعزيزات من الأفراد أو من الذخائر والمعدات بالتعاون مع الأخوة في الجبهة الغربية الذين كانوا متواجدين إلى جانبنا، وكان لهم شراكة قوية معنا في عملية الصد والحفاظ على مقر اللواء، لا ننسى دورهم ولا نهمش دور أحد، الكل كنا شركاء في هذه المعركة واستشهد رئيس أركان اللواء الشهيد عبدالله العوني رحمه الله في مقر اللواء، وكانت هي الضربة القاصمة للظهر في تلك الفترة، حيث كنا ثنائي متناغم ندير العمل بثقة وبتكافؤ، عندما يتحرك شخص في اتجاه والشخص الآخر في اتجاه، وهناك قادة كثيرون في اللواء لكن العوني لا يوجد إنسان يرتقي لعمله ولمستواه وهذه شهادة لله وللتاريخ، كان شجاعا وكان مقداما، وقبل أيام استشهد أحد أقربائه كان مرافق شخصيا للعوني ثم عمل مرافقا معي، واستشهد وهو يقود مجاميع في جبهة الصلو وكان يمتاز بالشجاعة.
 
هذه لمحات عن اللواء 35، وبعد ذلك جاء التحالف، وكنا نتواصل معهم، وفتحت جبهة في حيفان كان يقودها فهمان الصبيحي، وكانت مجاورة لنا من جهة قطاعات العمل المشتركة، فقالوا: نريد بدل ما تبقى تابعة لاسم فهمان أو اسم كذا، نريد أن تتبع جهة عسكرية في تعز ودعمها يكون مستقل على التحالف، وكذا إمكانياتها من التحالف، ويرسل لنا فقط مجموعة عسكريين مع قادة وضباط. ودفعنا بالأخ العقيد ركن وليد الذبحاني مع 200 فرد وكان ارتباطهم مباشر بقيادة التحالف واستمرت حوالي ستة أشهر في أخذ ورد وتقدم وانسحاب مع العدو حتى تم التراجع من هذه الجبهة بعد 6 أشهر من بدايتها.
 
 بعض الناس كانوا يقولون إن اللواء 35 ترك جبهة حيفان وبدأت بعض المواقع الإخبارية تشتغل ضد اللواء 35 للإساءة إليه، رغم أن سقوط الجبهة لم يكن بسبب اللواء 35 لأننا تحدثنا بأن اللواء 35 أرسل عسكرين فقط ، وظلت قيادة الجبهة مع كل إمكانياتها على التحالف العربي، فكان هناك تقصير بالدعم في تلك الفترة بالذات، وكانت أغلب الأسلحة طلبها التحالف للصيانة كالعربات ورشاش ودبابة، فاستغل العدو هذه الفرصة، وأسقط بقية المواقع التي كانت في هذه الجبهة، وتم ترتيب وضعها من جديد، ولا زالت حتى الآن جبهة حيفان محسوبة بالاسم على اللواء 35 لكن تتبع التحالف العربي وشكل لها قيادات من المقاومة تضم إلى اللواء 35 لكنهم يعملون بشكل مستقل عن اللواء.
 
* توجهتم بعد ذلك للسيطرة على الصلو، ما الهدف من فتح هذه الجبهة؟
 
** فيما بعد بدأ للعدو تواجد وحركة كبيرة في مديرية الصلو، كان يريد أن ينشر بعض القطع المدفعية في بداية الصلو بالصعيد، وهذه المنطقة مؤثرة على منطقة المواسط، ومؤثرة على سامع ومؤثرة على كل المناطق التي تقع في الجهة الشرقية للحجرية، فكان لنا خطوة استباقية، حيث كان العدو قد أصبح في الشرف، وكان متواجدا في بعض المناطق بالمديرية، وكان له فيها تحركات بشكل يومي بأطقمه العسكرية بشكل مستمر.
 
فاتخذنا خطوة استباقية، واستطعنا أن نصل في أول مرحلة إلى الصعيد والصيار، وكان معنا الأخ قائد اللواء 17 في هذا الحملة وكان له دور كبير، في البداية كان معنا الأخ عبدالرحمن الشمساني لأنه كان متواجدا في البيت بسبب أنه كان يعمل ضمن عمليات الجهة الغربية، وقبل أن يتم تشكيل اللواء 17 كان معهم بعض الأفراد وبعض المعدات، وقد كان في طور تشكيل اللواء 17 في جبهة الضباب، لكن كان لا يزال منظويا في إطار جبهة الضباب، فتحرك معي في الصلو، ووصل الأخ الشمساني إلى منطقة الشرف، ودارت أول المعارك في الشرف، ثم تراجعوا منها إلى الصيار، ومنها تراجعوا إلى الصيرتين،  وخلال فترة أسبوع أو أسبوعين عاد الشمساني إلى جبهة الضباب، وبدأنا بتجهيز الدفاعات في منطقة الصيرتين، وفيما بعد وصلنا إلى الصيار وبدأنا في كر وفر مع العدو  استمرت ربما طوال هذه السنة كاملة.
 
* ما أهمية منطقة الصلو عسكريا؟
 
 ** بالنسبة للصلو هي منطقة مهمة، وهناك مقولة تاريخية تقول إن من يسيطر على قلعة الدملؤة في الصلو يعني "حكمتها من الجند إلى العند".
 
إذا أتينا إلى هذه المقولة المشهورة وتحدثنا عن الموقع الإستراتيجي، فالصلو مطلة من الجهة الشرقية على عدة مناطق تهم العدو، مثل ورزان والدمنة والراهدة وحيفان وكرش وماوية، ونحن أيضا تهمنا، لأنها مطلة على سامع والأقروض والمواسط وحتى مدينة التربة يمكن استهدافها من الصلو بسبب ارتفاعها.
 
فهي منطقة مهمة عسكريا تهم العدو ويريد أن يكون له نفوذ فيها، ونحن أيضا نستميت في الدفاع عنها وتحريرها، والدليل على ذلك المعارك التي تخاض فيها، وهي معارك قوية  قدمنا شهداء كثير واستشهد في الصلو أفضل الرجال، ليس لأنها مجرد تلة معينة أو جبل مرتفع لكن لأهميتها الإستراتيجية.
 
 * كم تمثل سيطرة الجيش الوطني بالصلو؟
 
** حوالي 75% إننا نتواجد فيها الآن بعد تحرير الصيار.
 
* ما الهدف القادم بعد الصلو؟
 
** الحفاظ على الموجود تحت أيدينا وإن شاء الله الأهداف القادمة ستأتي في وقتها.
 
* على ذكر تجربة اللواء 35 مدرع في تأسيس الجيش الوطني، هل التجربة هذه انتقلت إلى ألوية أخرى في تعز؟
 
** أكيد، الجيش الوطني وجد في تعز، ووجدت الألوية رسمية التي هي 35 و17 و22، وبدأوا بشكل الكتائب والتقسيمات، ينقصها فقط الإمكانيات، ولو وجدت الإمكانيات للجيش الوطني في تعز، وإذا تحول الجيش الوطني جيش للشعب مستقل يبتعد عن كل السياسة فإن شاء الله سيكون الجيش الوطني بتعز نواة للجيش اليمني الوطني.
 
* هناك انتقادات لآلية دمج المقاومة في الجيش التي حصل فيها كثير من الاختلالات، اليوم معظم الأحزاب السياسية تطالب بإعادة النظر في عملية الدمج، ما رأيك بما تم من دمج؟
 
** إعادة الدمج تحتاج أن نترك الجيش للجيش، والسياسيون يرفعون أيديهم عن الجيش، نحن نعتمد على الكفاءة في التعيين يكون من كان، لأن الإنسان الكفؤ لا يمكن أن يشتغل مع حزب معين أو ضد حزب معين، الإنسان الكفؤ يمتاز بالخبرة والحنكة يفهم معنى العسكرة، يفهم أن هذا الجيش للوطن كله، جيش يحمي كل الشعب وكل الأطراف ويعمل تحت رايته كل أبناء الوطن، مثلا في تعز كل أبناء تعز تحت راية هذا الجيش، إذا الجيش أصبح محابي لفلان وفلان لا خير فيه، فلن يكون هناك فرق بينه وبين جيش علي عبدالله صالح.
 
* كم عدد الذي تم ترقيمهم في تعز من قوام الجيش؟ وكم هم تقريبا المتواجدون فعليا في الجبهات؟
 
** لحد الآن هذه العملية عمليه مخبوطة كثير، لدينا جبهات بكاملها لم تترقم، تم ترقيم حوالي 25 ألف في تعز، اللواء الأساسي داخل تعز معه 3500 رقم فقط لا غير، ونص هذه الأرقام مسحوبة، نحن نواجه كارثة كبيرة بالنسبة للواء 35 في هذا الموضوع، لهذا نحن نطالب من الشرعية ومن القيادة السياسة ممثلة بفخامة رئيس الجمهورية ورئيس هيئة الأركان ورئيس المنطقة العسكرية الرابعة بتشكيل لجان لإعادة النظر في عملية الترقيم، وللنظر في الجبهات التي يقودها اللواء 35، وهل الأرقام التي حصل عليها تساوي جهد هذا اللواء والذي يعد أول لواء يعلن تأييده للشرعية ويقاتل إلى جانب الشرعية، وأول قائد لواء يتم تعيينه من الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية يدخل لواء ويقود معركة، أما البقية تعينوا قادة ألوية بقوا في البيوت لأنه مافيش معاهم ألوية ولم يستطيعوا الوصول إلى ألويتهم.
 
* من المسؤول عن الاختلالات التي حدثت في عملية دمج المقاومة بالجيش؟
 
** هي ليست اختلالات نقدر نقول بأنها حصلت في عملية الدمج، الاختلال هو إداري إما أن يكون العامل الإداري في قيادة المحور غير كفؤ وهذه على الأخ قائد المحور، وهو المسؤول المسؤولية كاملة أمام الله وأمام الشعب وأمام القيادة العسكرية والسلطة الشرعية بمراجعة هذه الأرقام، ومتابعة كيف تم الترقيم، وبمتابعة الناس الذين في الجبهات ولم يتم ترقيمهم، لأنه يمكن أن يصور هذا الموضوع للناس بأننا نتصارع على مراكز ومصالح، نحن نبحث عن رقم للجندي وللمقاتل في الجبهة. 
 
آخر اجتماع كان مع المحافظ ووقعت ورقة وقد كان حدد رقم 2000 رقم عسكري يضاف للواء 35 وأخذوا 5000 رقم إضافية من رئاسة هيئة الأركان ، يمكن من هذه الأرقام حصلنا على 250 رقما في الصلو و225 رقما جابوها لجبهة المفاليس، يعني هم بالمحور حسبوا على اللواء 35 جابوا للصلو، وهناك مجموعات تترقم لا ندري كيف تم ترقيمها، وأفرادنا في جبهات القتال لم يترقموا حتى الآن، الرقم هذا بقى ضائع.
 
والأخ محافظ المحافظة يتذكر وفاهم بالموضوع، وكان هو الوسيط فيما بينهم، الأخ الذي يتولى إدارة القوة البشرية في المحور لعب كثيراً، وأقصد السابق ولست أتحدث عن الحالي، أنا أتحدث عن الأخ العقيد السفياني الذي يتحمل المسؤولية الكاملة لأنه أعطيت له أوامر من الأخ قائد المحور بمنح قائد اللواء 35 الأرقام التي اتفقنا عليها، وكان آخر اتفاق بأن يسحبوا علينا 500 رقم، ويمنح اللواء 1500 رقم نعالج بها مشاكل الترقيم، وهذه شهادة لله بأن الاخ قائد المحور أمر السفياني لكنه لم ينفذ حتى الآن أوامر قائد المحور، وعندما نأتي ونطالب بها يتحول الأمر وكأنه بيننا صراع، نحن بيننا كل الاحترام والتقدير،  فالأخ قائد المحور قائد عسكري معين من رئيس جمهورية، وأنا قائد لواء أعمل تحت أمرته وأنفذ كل أوامره الصحيحة ولا يوجد أي خلاف بيننا ولا نختلف نحن أصدقاء.


التعليقات