وكيل محافظة تعز ايلان قحطان في حوار مع "الموقع بوست": نعمل في ظروف صعبة .. وهناك 21 ألف جريح
- حوار - معاذ الشرعبي الجمعة, 09 فبراير, 2018 - 10:07 مساءً
وكيل محافظة تعز ايلان قحطان في حوار مع

[ ايلان قحطان وكيل محافظة تعز ]

هناك أكثر من 21 ألف جريح في تعز والعدد في ازدياد ومركز الفشل الكلوي توقف بسبب مديونية وتعز بدون كادر طبي وبدون رواتب وتعيش حصار

تعيش مدينة تعز وضعا صحيا سيئا، ضاعف من معاناة المرضى، وحولهم الى ارقام لدى المنظمات الدولية، ضمن قوائم المصابين بالأمراض وضمن قوائم الجرحى، وما الى تلك القوائم التي يحضر فيها اغلب أبناء محافظة تعز.

وتبرز في هذا الاتجاه قضية الجرحى، والذين يعتبر ملفهم من الملفات الشائكة والمعقدة، حيث يقبع في تعز جرحى المقاومة، وهم يواجهون العذابات، دون أي اهتمام يذكر بشأنهم.

وتواجه مدينة تعز هموم صحية كبيرة، تبدأ من خروج بعض المستشفيات عن الخدمة، الى غياب الموازنات الى غياب العلاج الى غياب الكادر الطبي المتخصص والذي ترك العمل بعد انقطاع الراتب وانقطاع الاهتمام بهم أولا ككادر طبي يعمل في ظروف استثنائية معقدة.


"الموقع بوست" وضع كل تلك القضايا والاستفسارات امام وكيل محافظة تعز للشؤون الصحية الدكتورة ايلان قحطان ورئيس لجنة الجرحى في المحافظة.

نص الحوار

* تعيش تعز حالة حرب وحصار منذ ثلاثة أعوام في حين يشتكي الى اليوم الكثير من عدم التماسهم اي دور فيما يتعلق بالخدمة الطبية ما السبب؟

**الوضع الصحي في تعز منهار بسبب الحرب والحصار، وانهيار المنظومة الصحية عموما، وانقطاع الموازنات لفترات طويلة، وعدم تسلم الموظفين لرواتبهم، وهجرة أغلب الكوادر من الأخصائيين والفنيين خارج المدينة، ونحن نعمل بكل جهدنا وحسب الامكانيات المتاحة للعمل، وبجهد مع الكثير من الشرفاء في هذه المدينة.

*ملف الجرحى ملف معقد وشابه الكثير من الاختلالات بل ان الجرحى ينزفون يوما بعد آخر ما المشكلة هنا؟

**ملف الجرحى ملف معقد وله ثلاث سنوات ويعاني الكثير من القصور والإهمال، نحن الآن اعتمدنا مستشفى الهيئة لعلاج الجرحى، وقمنا بدعمه بالكادر، ونعمل في لجنة الجرحى ليل نهار من أجل تقديم خدمة أولية لعلاج الجرحى بشكل شفاف ومهني وعادل للجميع.

*كم عدد جرحى تعز؟ وما مصيرهم؟

**عدد جرحى تعز أكثر من 12 ألف جريح، ومصيرهم المجد والشرف، ونحن سنعمل بكل جهودنا لصالح الجرحى، فهو واجب ديني ووطني وأخلاقي قبل كل شيء.

*تعددت اللجان الطبية للجرحى خلال الفترات السابقة من الحرب، ولم نلمس أي مخرجات لتلك اللجان حتى اليوم؟

*تعدد اللجان والآليات لعلاج الجرحى كان في السابق، وهناك الكثير من التعثر القصور، وهذا امر طبيعي، ملف الجرحى ثقيل وخاصة مع استمرار القتال في مختلف جبهات تعز، وتعداد الجرحى كل يوم في ازدياد، وسنحاول بكل جهودنا العمل لما فيه مصلحة الجرحى مستفيدين من العثرات التي مر بها السابقون، وبجهود وتكاتف الجميع، سنمضي للأمام أن شاء الله، والجرحى يحتاجون لعلاج الحالات الاسعافية الحرجو.

*الجرحى والذين عددهم 21 ألف كما اشرتي ما هي الآلية التي ستعملون عليها لمعالجتهم؟

**هذا ما نعمل عليه الآن، سواء بدعم مستشفى الثورة، وتسهيل كل السبل لعلاج الجرحى فيها، أو العمل على سفر الحالات الحرجة المقرة من اللجنة الفنية للسفر للخارج وبصورة مستعجلة.

*هناك جرحى بحاجة إلى أطراف صناعية؟ ما مصيرهم هؤلاء والذين ظهرت قضيتهم إلى الرأي العام بشكل كبير؟

** الأطراف الصناعية موضوع هام لدينا أكثر من 700 حالة بتر، والرقم في تصاعد، يسبب الألغام التي تزرعها مليشيا الإجرام الحوثية، ومن المهم دعم وتشغيل مركز الأطراف الحديثة في تعز، ولدينا كادر على مستوى عالي من التأهيل، وهناك خطة لذلك قدمت لمركز سلمان للإغاثة، ونحن على ثقة من دعمهم كما هم دائما في الدعم والإغاثة.

*هل يؤدي الهلال الأحمر دوره الصحي في تعز؟ وهل المنظمات الإغاثية الدولية تؤدي مهامها بشكل فعال؟

**تعمل المنظمات بشكل جيد في تعز وتلاقي صعوبات كبير،ة بسبب ما نلقاه من ضغوطات من الحوثيين وابتزازهم، ودور منظمة الصحة العالمية، وأطباء بلا حدود، واضح وملموس في الدعم، على عكس منظمة اليونسف التي تؤدي دورا متواضعا قياسا الوضع القائم.

*ما هو دور مكتب الصحة في ملف الجرحى؟ وما طبيعة العلاقة بينكم وبين هذه الجهة؟

**مكتب الصحة العام في المحافظة هو مكتب تنفيذي لتنفيذ سياسية وزارة الصحة العامة وبرامجها وخططها لدعم القطاع الصحي والنهوض بمستوى الخدمة المقدمة للمواطن.

*الكادر الطبي متغيب تماما؟ كيف ستعملون على إعادته؟

**عانت المدينة من ويلات كثيرة ومنها نزوح الكادر الطبي المتخصص، ومن بقي منهم تسرب للقطاع الخاص، وزادت المأساة في انهيار المنظومة الصحية والمرافق الحكومية، والمحافظة حريصة كل الحرص على عودة الكادر، والسعي لضمان صرف مرتباتهم بشكل مستمر، ودراسة موضوع الحوافز المناسبة للأخصائيين والكوادر الفنية.

*يدور حديث كبير عن فساد مالي واداري في إطار السلطة المعنية بقطاع الصحة في تعز؟

**الفساد المالي والإداري وارد في كل القطاعات، وليس في الصحة فقط بسبب غياب منظومة الرقابة والمحاسبة، وغياب كثير من مظاهر الدولة ومؤسساتها والعمل العشوائي دون الاعتماد على الأكفاء والمهنية والخبرات.

*أين تذهب المساعدات الطبية في تعز ومن المعني بالتحكم بها؟ وكم حجمها؟

**المساعدات الطبية بشكل عام تدار بطريقة عشوائية وغير مؤسسية في التخزين والجرد والتوزيع والحصر والدورة المستندية الرسمي،ة والمساعدات الكبيرة التي تصل للقطاع الصحي كل الفضل لمركز الملك سلمان الذي زود المستشفيات بالأدوية والوقود ودعم هيئة مستشفى الثورة مركز حديث لجراحة العظام مبلغ 12 مليون سعودي.

*يتهمك البعض بممارسة فساد ومحسوبية في إطار دورك الصحي ما ردك؟

**الاتهام سهل جدا، والتسوية بالآخرين من أسهل ما يكون في هذه الفترة، لكن الناس تعرف كل شيء، ومن يدعى شيء عليه بالبينة والإثبات بالدليل، وأنا أعمل بشكل مؤسسي ومهني وقانوني دائما، كما يعرفني الجميع، وأي مخالفات انا على استعداد كامل للحساب وتحمل المسؤولية.

*هناك من يقول ان الخدمة الطبية في تعز مسيسة؟ وان الصراع الحزبي طغى على هذا المجال؟

**يحاول الكثير إقحام السياسية في كل شيء، ولكن الأمر غير صحيح، السياسة غطاء فقط لصراع المصالح والآفاق الضيقة.

*مرضى الفشل الكلوي يموتون في تعز في حين أنتم كقطاع طبي لا وجود لكم اين الخلل؟

**مشكلة مرضى الغسيل مشكلة كبيرة في المحافظة، ويتحمل مسؤوليتها الجميع، وتنحصر هذه المشكلة في هيئة مستشفى الثورة، والسبب الرسمي مديونية المستشفى للشركة الموردة التي بلغت  600 الف يورو، و امتناع الشركة عن إعطاء المركز أي مواد خاصة بالمركز، وايضا هناك قصور إداري من الهيئة بشكل كبير، وعجز تام، أوصل الأمور إلى الإغلاق في وجه المرضي وإهمال المنظمات الدولية لدعم المرضى بالمحاليل.

*يجري الحديث عن نهب لمساعدات تعز وبيعها في الأسواق هل المساعدات الطبية ضمن هذا النهب؟

**بالنسبة لنهب المساعدات كل شيء وارد، وخاصة في ظل هذه الظروف وضعف أجهزة الدولة الرقابية والأمنية، ولكن المفترض هنا أن عمل الرقابة المجتمعية حول هذا الأمر يكون حاضر.

*ما أبرز التحديات أمام صحة تعز؟

**أبرز التحديات غياب الموازنات والرواتب والحصار والحرب وتداعياتها المأساوية على كل شيء.

* رسالتك الأخيرة؟

** رسالة أخيرة الصبر والثبات وتحري الصدق في نقل الأخبار والشائعات، وأدعو الجميع إلى العمل بنية الخلاص من عصابات الكهنوت، وتحرير كافة تراب الوطن، وعودة الأمن والسلام لوطن الأمن والإيمان.
 


التعليقات