من يريد الانتصار في معركة إنهاء الانقلاب وإزالة الخطر الفارسي لن يعادينا
رئيس الدائرة الإعلامية للإصلاح في تعز: لا نعادي أحدا.. وأعداؤنا كثيرون (حوار خاص)
- حوار: معاذ الحيدري الأحد, 16 سبتمبر, 2018 - 07:30 مساءً
رئيس الدائرة الإعلامية للإصلاح في تعز: لا نعادي أحدا.. وأعداؤنا كثيرون (حوار خاص)

[ أحمد عثمان: الانقلاب استهدفنا منذ اليوم الأول ]

لحزب التجمع اليمني للإصلاح تجربة سياسية طويلة، حيث ظل لاعبا مهما في التحولات السياسية الوطنية، وعلى مدى عقود ظل الحزب لاعبا بارزا وعريضا في مواجهة الفساد ومعارضة النظام السابق، وخرج من تحالفه السابق مع النظام، وأسس مع أحزاب أخرى ما عرف باللقاء المشترك.

كل تلك النضالات ربما هي من قادت البلاد نحو تحولات عدة، وصولا إلى قيام ثورة شعبية كان للإصلاح وبقية الشركاء دور هام في الدفع بهذا التحول نحو النجاح، وانتقلت البلاد الى مرحلة انتقالية ثم جاءت عملية الانقلاب ضد الدولة والسلطة والأحزاب والشركاء من قبل الحوثيين وحليفهم "ًالح" وأعقب ذلك قيام حرب ما تزال مستمرة في البلاد منذ العام 2014 وحتى اليوم.

وخلال هذه الفترة لم يغيب حزب التجمع اليمني للإصلاح عن الساحة والنضال ولم يسلم من الملاحقة وللضرر هو وقياداته. بل إن الإصلاح وبإجماع الأغلبية أنه حزب استطاع أن يقاوم ويصمد ويقود نضال ومقاومة واسعة في كافة أرجاء البلاد.

"الموقع بوست" وفي هذا الحوار مع رئيس الدائرة الإعلامية لحزب التجمع اليمني للإصلاح في تعز أحمد عثمان، يناقش تجربة الحزب خلال فترة الحرب واهتماماته وعن دوره ونضالاته وأماكن تواجده وحضوره. بالإضافة إلى الاتهامات التي توجه للحزب سواء في تعز أو غيرها من المناطق والمواقع التي يحضر فيها.


نص الحوار  

*حلت  الذكرى الـ28 لتأسيس حزب الإصلاح في ظل ظروف استثنائية، فلو قررنا أن نتحدث عن حزب الإصلاح في هذه المناسبة من أي زاوية يمكن أن تتحدث؟

**نتحدث من زاوية الوطن اليمني والشعب اليمني الذي يبحث عن ذاته الجمعية، وعن وطن عزيز يعيش فيه المواطن وكرامته وحقوقه مصانه وأحلامه، وقد تحولت إلى واقع خاصة، ونحن في وطن ثري مكانه أن يكون في المرتبة الأولى بين الشعوب لأنه يملك مقومات التطور والدولة القوية، فلديه ثروة بشرية تنحت  في الصخر، واليمني للأسف يلهث للبحث عن ماء في وديان بعيدة وتحته الماء يجري والثروات المخزونة كفيلة بتحويل اليمن إلى وطن للكرامة والعيش الرغيد، ولا ينقصنا سوى دولة بحكم رشيد يحترم الإنسان وقوانين الدول وسنن الحضارات.

مشكلتنا فقط غياب الحكم وإشكالية الحكم هذه هي التي تمثل ثقب يأكل كل شيء جميل في وطني. مشكلة غياب الحكم والحاكم الذي يتصرف كخادم وليس مالكا للشعب وهو مطلب اليمنيين وموضوع نضالهم وكفاحهم قديما وحديثا وسيصلون.

الإصلاح حزب سياسي، والأحزاب تتشكل من أجل إيجاد دولة قوية، وحكم بأسس ديمقراطية، لإيجاد تبادل سلمي للسلطة عن طريق الانتخابات، بمعنى أن يكون الشعب هو الحاكم، وهو الذي يختار ويحاسب، وهي آلية تجود الحكم وتحسنه، وتتلافى القصور وتتجاوز الاستبداد والتخلف، وحزب الإصلاح تأسس من أجل الدفاع عن المشروع الوطني الذي سعى إليه أحرار اليمن، والمشروع الوطني يتكون من عمودين الأول نظام جمهوري نقيض الإمامة والعنصرية والسلالية كما هو نظام ضد استبداد الفرد والأسرة وامتلاك الحكم والثروة، والجانب الثاني أو العمود الثاني للمشروع الوطني حكم ديمقراطي وحاكم يختاره الشعب ويحاسبه عبر انتخابات شفافة ودستور حاكم وقوانين منظمة.

عمودا المشروع الوطني تعرضا للتخريب والاستهداف الممنهج للأسف من قبل السلالية الإمامية التي تسللت من بوابة الاستبداد الفردي والعائلي، للانتقام من الجمهورية والديمقراطية الذي يمثل مشروع الشعب، بعد أن تعرضت الجمهورية والحكم الديمقراطي لنسف ممنهج من قبل من أوصلتهم الجمهورية إلى الحكم والحديث هنا يطول.

لكن الإصلاح منذ اليوم الأول لتأسيسه كان المشروع الوطني بعموديه الجمهورية كنظام والديمقراطية في الحكم كوسيلة واضحا، من أجل الحفاظ على حق الشعب في الحكم والثروة ومن أجل الوصول إلى دولة قوية، تحفظ حقوق الإنسان، وتحقق أحلامه، وبهذا تحرك الإصلاح منذ تأسيسه في هذا المسار، وكان همه تطوير النظام السياسي وعندما شعر بمشروع مناهض (التوريث) يتبلور من خلال بوابة الفساد وتدمير الدولة والوظيفة العامة و الجيش للوصول إلى دكتاتورية ديمقراطية وهي أسوأ أنواع الحكم  الاستبدادي لأنها تدمر في طريقها كل شيء وتنهي كل مكامن قوة المجتمع وتنتج مجتمعا ضعيفا ومشروع قطيع يطبل للقيد والعبودية والإفقار والاستبداد.

وخاض الإصلاح مراحل نضال واضحة ومتدرجة ومتزنة، فرفع النضال السلمي كوسيلة حضارية يشارك فيها الشعب صاحب الحق المعني الأول ومن أجل ذلك تم اللقاء بأطراف وقوى سياسية فاعلة وتم ترسيخ مفاهيم جديدة للشراكة الوطنية، ومهمة الأحزاب وإنهاء الترسبات السلبية، فخرج اللقاء المشترك كأهم منجز سياسي أعاد للعقل السياسي اليمني اعتباره بدأ خوض الكفاح السياسي عبر الحوار الجاد مع الحاكم وصولا للنزول إلى الشارع بعد اليأس الذي وصلنا إليه من مسلك الحاكم خاصة بعد الانتخابات الرئاسية التي تعد ثورة بحد ذاتها خاضتها أحزاب المشترك والشعب بقيادة شخصية صلبة وقوية مثل الرئيس بن شملان، الذي هز عرش الاستبداد واتضحت حقيقتان: الأولى أن الحاكم ماضٍ في مسيرته ومشروعه الاستبدادي، الذي هز عرش الاستبداد فاتضحت حقيقتان: الأولى أن الحاكم ماض في مسيرته ومشروعه الاستبدادي، والثانية أن الشعب وصل إلى حالة متقدمة من الرفض والقوة الثورية، فكانت المظاهرات والإضرابات والهبات الشعبية وصولا إلى ثور11فبراير التي قادها الشعب، وكان الإصلاح في المقدمة كحزب متواجد يقدم التضحيات ويحرص على مصلحة اليمن، ومثلت استقالة صالح مرحلة ومحطة مهمة وليس نهاية الثورة، والنتيجة معروفة، حيث أكمل تحالف الثنائي السلالية والعائلة الاستبدادية تحالفهما لينتج انقلابا ضد ثورة الشعب وحواره وإرادته في دولة يمنية بمعايير المشروع الوطني.

الإصلاح ثابت إلى اليوم في هذا المسار، و لديه رسالة واضحة بمسارها وأثمانها شأنه شأن أي حركة وطنية تمثل الشعب التواق إلى الحرية والدولة، وسيظل الإصلاح حزب الشعب وأداته  في الدفاع عن حرية وإرادة الشعب ومنجزاته، ووسيلة من وسائل الوصول والنصر الحتمي الذي سيشرق منبلجا مثل ضوء الفجر وشمس الضحى، وهذه طبيعة عجلة التاريخ ونتيجة كفاح الشعوب بأن لها مسار واحد إلى الأمام، تتأخر و تواجه الحواجز، لكنها مثل الشلال تمضي إلى الأمام، والوقت جزء من القوة والوصول طالما قوة النهر متدفقة وإرادة تتوارثها الأبناء من الآباء.

*كثيرون يقولون إن الأحزاب اليمنية غابت في هذه المرحلة المهمة وتخلت عن مسؤوليتها، هل الإصلاح من ضمن هذه الأحزاب التى غابت وإذا كنت تعتقد أنه حاضر قل لنا أين هو حاضر؟

**الأحزاب السياسية جزء من واقع النظام السياسي كمعارضة، وعندما يتم الانقلاب على الدولة جزء من هذا الانقلاب يقع على الأحزاب التي هي جزء من النظام السياسي والدولة، والأحزاب المعارضة هي في النهاية مؤسسة من مؤسسات الدولة.

الانقلاب إذا أثر على أداء الأحزاب وزاد هذا التأثير دخولنا في حرب ومقاومة، وشروط المقاومة غير شروط الأحزاب في الظروف العادية حالة المقاومة بحاجة إلى حركات وجبهات وطنية والأحزاب يفترض منها بأنها بالأساس حركات وطنية كونها جاءت من الشعب ولم تخرج من الدولة.

الإصلاح حزب جماهيري احتفظ بجماهيريته، جسمه، وكيانه الأكبر مغروس بين الجماهير وليس في الحكم كان أكثر تحررا وقدرة على الحركة نحو مقاومة الانقلاب وكل حزب يتحرك في هذه الظروف بنسبة تواجده في عمق الجماهير من عدمه.  

ولهذا يكون غياب الأحزاب مبررا في بداية المقاومة مع غياب الدولة وحضور المجالس الشعبية مجالس المقاومة التي مثلت السلطة والشعب في ذلك الظرف لكن الآن وبعد هذه المدة ووجود الحكومة الشرعية وجيش لم يعد مبررا غياب الأحزاب، بل عليها الحضور الوطني والحضور الوطني هنا هو معرفة المتغيرات والحاجات الوطنية والانشغال بدعم التحرير والتسابق بالعطاء والابتعاد عن ممارسة لعبة المكاسب أو العبث من أجل (شوكة باكر) ودعم بناء الدولة والجيش بشروط وطنية، وفهم لإفرازات الواقع المقاوم لا بمعايير حزبية أو أجندة صغيرة.

هناك حقيقة في معارك التحرير وهي أن بعض الأحزاب التي تشعر أنها عجزت عن التحول إلى حركة نضال وطني في ظروف حروب التحرير قد تتصرف أحيانا بشكل مرضي وردة فعل سلبية وغير مفهومة ضد التيار المقاوم وهذا الصنف من الفعل يقوده قلة من الفوضويين الانتهازيين ولا يمثل كتلة الحزب التي تدخل في سبات وسلبية مضرة.

*جراء انقلاب سبتمبر في 2014م تعرض الجميع ربما للضرر وللملاحقة والمطاردة من قبل مليشيات الحوثي، هل كان حزب الإصلاح من الذين نجوا من الانقلاب أم من ضمن المستهدفين؟

**يعرف الجميع أن المستهدف الأول هو الإصلاح، بل كان المستهدف الوحيد في بداية الانقلاب وذروته، وقد دفع الإصلاح أثمانا باهظة وما زال، شهداء ومختطفون، مع أننا نعد كل شهداء ومختطفي الوطن هم شهداؤنا شهداء الوطن، والحزبية أداة مرنة تظهر وتغيب بحسب الحاجة وفي وقت معارك التحرير الوطني يصبح هنا شعب مقاوم وقوة ورافعات وطنية نحو هدف وطني عام تذوب وتتلاشى التقسيمات والتصنيفات الحزبية وغيرها.

فهم الإصلاح بحسه الوطني هذا المعنى من أول يوم، فكل المختطفين مختطفيه وكل الشهداء شهدائه، ولهذا لا تجد ولن تجد أي اسم يرتقي نقول بأنه شهيد إصلاحي إنما شهيد كمثله من الشهداء، وإن كانت الحملة الإعلامية على الإصلاح تضطرنا أحيانا للحديث باستحياء للتذكير بوجود الإصلاح في ميدان التضحيات لأننا نترك ذلك للتاريخ وتعتبر المعركة وطنية عامة.

*اﻹصلاح خلال سنوات الحرب واجه تجربة وواقعا سياسيا وعسكريا جديدا أيضا بل إنه صار له أعداء جدد كيف تقيم أنت هذه التجربة؟

**أعتقد أن الإصلاح خاض تجربة وطنية ثرية وأعطي فرص لخدمة الشعب والدفاع عن الوطن وهي مسؤوليته وواجبه كحزب، الإصلاح منغمس في معركة التحرير مع الشعب والقوى الشريفة.

والأعداء بالتأكيد كثر، وهؤلاء يجمعهم خصومة مع اليمن، وقوة اليمن، ويفزعون من وجود دولة يمنية قوية، وعندما يخاصمون الإصلاح إنما يخاصمون أهم رافعة الدولة اليمنية، والمشروع الوطني بنظرهم، وليس بأنه حزب اسمه الإصلاح وإنما لأنه قوة فاعلة في المشروع الوطني، وليس لديه أي نسبة للمساومة على حساب اليمن ودولته.

هذا باختصار عن العداوة التي يواجهها الإصلاح إنها خصومة للدولة اليمنية القادمة والشرعية وبقية الخصوم متعبرون على الطريق تائهون باحثون عن ضوء أو مكان خارج مشروع الشرعية اليمنية وذلك تجد عداوتهم للإصلاح غير مبررة ولا يوجد فيها منطق وكما قيل "الذي لا يسألك حق لا تستطيع تراضيه".

أما النقد البناء أو تصويب الأخطاء الحاصلة فنحن معها وهناك حوار يجري و يجب أن يجري دائما، الإصلاح لا يدعي العصمة ولا يقول بأنه وحده في الميدان فهو جزء من الشرعية ولا يريد إلا الإنصاف ولا شيء غير الإنصاف.

*من هم أعداء اﻹصلاح اليوم؟ ولماذا العداوة؟

**الجواب جزء منه في سؤال سابق، ولمزيد من الدقة نحن لا نعادي أحدا إلا من يمارس عداوة لليمن، فنحن ندور مع مصلحة اليمن والذين انقلبوا على الدولة والجمهورية والذين يريدون تقزيم الشعب اليمني العظيم والاستبداد به وإضعاف قوة المجتمع وتغيب دولته هم أعداء اليمن على اختلاف ألوانهم.

*على مستوى الوضع الداخلي للحزب، هناك من يرى أن اﻹصلاح لم يسعَ لإحداث تغييرات..لماذا؟ ما الذي يجب على اﻹصلاح أن يفعله إذا ما أراد أن يتطور ويبقى؟

**الإصلاح حزب ابن بيئته، وكل حزب يكون هدفه تطوير شروط الحضارة والتقدم على حساب التخلف، والإصلاح يتدرج في إصلاح وضعه، ومشهود له في المرونة والانتقال الإيجابي إلى مربعات متقدمة في سلوكه الداخلي وخطابه السياسي وتعامله مع الآخر ونجاحه وتماسكه دليل عافية وليس مرضا.

ويبقى إحداث أي تغيرات تأتي في مسار التفاعلات الداخلية، والحقيقة أن الحرب والاعتداء على الدولة والعملية السياسية أوقف كل عمليات التغير والتطوير، فكما قلت لك الانقلاب يمس الأحزاب أيضا، فلا دراسات ولا انتخابات ولا وجود لأي فعاليات سياسية، وطبيعي أن تتعثر أي تغيرات جوهرية.

وعلى الإصلاح أن يتمسك بالأهداف العامة المرتبطة بخدمة الناس والدفاع عن المشروع الوطني ومزيد من الاتجاه إلى الآخر وتطوير آلياته الداخلية والخارجية، لكن بالطبع ليس ملزما بتطبيق ما يريده الآخر الذي قد يكون منطلقا من دوافع غير سليمة، لأن المتغيرات والتطور مسؤولية أعضاء الحزب ومؤسساته، وعليهم أن يؤمنوا أن من لا يتقدم يتأخر وأهم نجاحات أي حزب يبدأ من النجاح في توظيف كل طاقاته وإمكاناته المتاحة بصورة منتجة.

* لماذا لا يعمل اﻹصلاح على بقاء اللقاء المشترك؟ من الذي يتحمل المسؤولية في تغييب هذا التحالف الهام؟

**اللقاء المشترك لم يعد ملكا لمؤسسيه، فهي تجربة يمنية ملك الشعب، وعلى اليمنيين تطويره كثقافة وسياسة، واللقاء المشترك فكرة حية والفكرة الحية للشعوب لا تموت.

اللقاء المشترك ككيان سياسي هو في حالة ركود أو توقف، لقد ضربه الانقلاب، وللأسف كان يمكن أن يقاوم ضربة الانقلاب، ويقوم بدور أكبر، لكن الضربة جاءت وقد أصيب بمرض الضعف الذاتي، نتيجة عدم القدرة على تطوير آليات وأهداف المشترك بعد الخروج من ثورة 11فبراير.

وعلى العموم الشراكة الوطنية حاجة وطنية، ونأمل أن نرى شراكة أوسع مع أننا نتمنى عافية اللقاء المشترك لكي يساهم في كيانات أوسع تحتاجها اليمن، بالنسبة لتعز مازال المشترك قائما وآلياته موجودة وإن كان بشكل أقل وهو يعمل ضمن تحالف أحزاب وقوى تعز.

*لماذا العداء اﻹقيلمي لحزب اﻹصلاح؟

**إذا كنت متأكدا من عداء إقليمي للإصلاح فالأفضل توجيه السؤال للمعنيين، أما أنا فلا أرى الإصلاح إلا مفردة مهمة في معركة الشرعية، والتي تدعمها دول التحالف العربي، والإصلاح لا يمكن تجاوزه وهو فاعل في المعركة، وكل من يريد الانتصار في معركة إنهاء الانقلاب وإزالة الخطر الفارسي لن يعادي الإصلاح لأنه يضرب نفسه ويخدم مشروع خصمه.

*كيف ينظر حزب اﻹصلاح للمخرج من مأزق الحرب؟ ما هي الرؤية المتوفرة لدى الحزب؟

**المخرج هو مزيد من همة التحرير، فالخصم ليس في قاموسه أي شيء سوى الحرب، ولن تستعاد الدولة إلا بالتحرير والتحرير عملية معقدة ومتشابكة، تحتاج إدارة واحدة وهدف واحد وإستراتيجية واضحة، وهي من لوازم التحرير، وأي عائق سيأتي من هذا الجانب الذي يضعف ويشتت معسكر الشرعية وليس من قوة الانقلابيين الذين يمرون في أضعف حالتهم.

*ماذا عن حزب اﻹصلاح في تعز؟ هناك جدل كبير يدور بشأن الحزب في هذه المدينة؟

**تعز حديقة السياسة ومدينة الأحزاب، والإصلاح في تعز موجود بين الناس، وخلف المقاومة، شأنه شأن أي كيان شعبي يهمه التحرير، وهو يعمل من أجل التحرير واستعادة الدولة وترسيخ الشراكة، وإنهاء عملية الاستئثار بالوظيفة العامة والمال العام ضمن مهمة الإصلاح في الانتصار للمشروع الوطني بعمودين الجمهورية والديمقراطية النظيفة.

*يقال إن هناك صراعا يتطور بين حزب اﻹصلاح وبعض الجماعات في تعز بينهم السلفيون والحزب الناصري؟ ما حقيقة هذا الصراع؟ ولماذا؟

**لا يوجد أي صراع بين الإصلاح والسلفيين إطلاقا، وما يقال هو حملات إعلامية تريد أن تظهر المدينة في حرب بينية، لكن الحقيقة أكبر من الشائعات، والواقع يقول إن السلفيين والإصلاح أخوة وفي خندق واحد، والإصلاح لا يتعامل مع أي مكون في تعز كخصم بل كشريك، وإن كان البعض وقع في قيادة حملة على الإصلاح كهواية ومن باب المزاح وبدافع الفراغ أحيانا.

*ما التحديات التى تقف أمام حزب اﻹصلاح في مسألة تطوير نفسه من جهة، وفي مسألة المساهمة في إيجاد حلول للحرب في البلاد؟

**بالنسبة للحلول الخاصة بالحرب الإصلاح جزء من الشرعية، ويعمل في إطارها على قاعدة إسقاط الانقلاب واستعادة الدولة وإنهاء أي وجود للمليشيات، وامتلاك السلاح خارج إطار الدولة، أما عن تطوير نفسه فإن كيان بهذا الثراء والأثر لا تخاف عليه، التطور حاجة طبيعية للأحياء، والإصلاح حزب حي سيتطور عبر شروط التطور وسيتحقق هذا التطور الذي تمليه الحاجة وتتيحه الظروف.

*يتهم البعض اﻹصلاح بأنه حزب إقصائي ومستحوذ على الوظيفة في إطار الشرعية وفي بعض الأماكن التي يتواجد فيها؟ ما ردك على مثل تلك اتهامات؟

**هذه أكبر نكتة، وأكبر كذبة في عالم السياسة اليمنية، والذين يصرون على كذبة قيام الإصلاح بإقصاء الآخرين في الوظيفة العامة إنما يعبرون عن رغبتهم في إقصاء الإصلاح، وهي رغبة متخلفة ومرضية، لأنهم هنا يريدون معاقبة الإصلاح بجريمة وجوده القوي والحضور في عالم التضحيات إن جاز لهم أن يعتبروا ذلك جريمة، وإلا بإمكان أي مراقب عادي ليعرف حجم الإصلاح في حكومة الشرعية، وحتى في محافظة تعز، وقد نشر إصلاح تعز جرد للوظائف ليظهر تواجده كأي تواجد لأي حزب أو كيان دون النظر إطلاقا لمعايير الحجم والوجود والدور.

التضحيات التي يحاول البعض تحويلها إلى جرم هي حالة مستعصية، ومرض يحتاج إلى هزات وعي، واستشعار مسؤولية، وجرعات متتالية من حبوب العدل والإنصاف، لأنهم يكذبون، ويؤكدون الكذبة، وهم يعلمون جيدا أنهم يكذبون بدافع عقدة الوجود والحضور، والمفترض تقدير التضحيات بدلا من تحولها لتكون دافعا للخصومة.

*رسالتك الأخيرة؟

**رسالتي الأخيرة أمام الجميع تحديات إنقاذ وبناء دولة ووطن، ولا يمكن أن ننجح كشعب ما لم نتعامل بروح الجسد الواحد، وبدافع المصلحة العامة، وعلينا تأجيل كل المصالح الضيقة والمعارك الصغيرة لإنقاذ الوطن، لأننا إذا فقدنا الوطن فلن يكون هناك مصالح خاصة وعامة ولا وجود

كما أرجو أن يرتقي أعضاء الإصلاح إلى مرتبة المهمة الوطنية التي هم أهلا لحملها، وأن يؤمنوا بأن الجميع شركاء، ويكون همهم المصلحة العامة للوطن، وأن يعاملوا الجميع بقلب الكبير وحرص المحب.


التعليقات